أخيرة

دبوس

فيلسوف الحرب…!
رسالة التحذير التي وجهها سماحة السيد، سيّد المقاومة، ليست فقط الى قبرص، هي رسالة الى كلّ من تسوّل له نفسه استضافة الطائرات «الإسرائيلية» للهبوط والإقلاع والتزوّد بالوقود والتذخير، ولا يستثنى من ذلك دول عربية معروفة، كلّ كلمة وكلّ حرف تمّ وزنها بميزان الذهب، أطلقها سماحة السيد، فاستوى على سدة التتويج كأبرز من يخوض الحروب بكلّ أبعادها، التكتيكية، والاستراتيجية، وعلى مستوى الاستراتيجية العليا، وكذلك الفلسفة التي تقبع خلف الرؤية الشاملة للصراع وصياغة العقيدة الأكثر مناسبة لكلّ الظروف والحيثيات، ناهيك عن الحرب النفسية والبراعة المطلقة في حشد القوى المعنوية وتوجيهها نحو النصر المؤزر…
يقف على الناحية الأخرى من التل في الشقّ العسكري للصراع، هيرزي هاليفي والذي يطلقون عليه لقب الجنرال الفيلسوف، ولست أرى في هذا القاتل أي مقدرة على التفكير العميق، وبالتالي صياغة فلسفات الصراع، هيهات ان تجري مقارنة بين القيادة العبقرية الفذة لقيادة حزب الله، المتمثلة بسماحة السيد، وبين قيادة العدو على كافة المستويات، السياسية والعسكرية والتعبوية المعنوية، لا يمكن ان يكون هذا الذي يدعونه الجنرال الفيلسوف، على ايّ قدر من الألمعية العسكرية وهو يزجّ بجيشه في معركة مع قوات غير نظامية، تمارس تكتيكات حرب العصابات وهي مفعمة بالقوة المعنوية، وتخوض حرب دفاع عن الوطن، ودفاعاً عن المقدسات، وتقاتل قوات احتلال غاشمة، حتى الجيوش العظمى تحجم عن المغامرة في خوض حرب كهذه، والأمثلة واضحة أمامنا في التورّط السوفياتي في أفغانستان، والتورّط الأميركي في فييتنام والعراق وأفغانستان…
الأدهى هو تورّط هاليفي في حروب على عدة جبهات في نفس الوقت، وهي حماقة أخرى في فلسفة الحرب، ألف باء الحرب، إعرف نفسك، إعرف عدوّك، فشل الجنرال الفيلسوف في إدراك انّ جيشه يفتقر الى القوة المعنوية الكافية بصفة عامة، يقابل ذلك مقاتلون على استعداد للموت في سبيل مبادئهم وأوطانهم ودينهم…
اما ثالثة الاثافي فهي إفراطه في الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الصناعي، الذي هو عنصر واحد من عناصر كسب الحروب، وليس العنصر الوحيد، رحم الله الإمام الخميني العظيم، الذي قال، الحمدلله الذي جعل أعداءنا من الحمقى…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى