الوطن

سفراء وإعلاميّون جالوا برفقة وزراء في المطار حميّة: ما يحصلُ حربٌ نفسيّةٌ ضدّ لبنان وأثبتنا أنّ مقالَ «تلغراف» سخيف

جالَ وفدٌ من السفراءِ المعتمَدين في لبنان والإعلاميين المحليين والأجانب في مطارِ بيروت الدوليّ، تلبيةً لدعوةِ وزيرِ الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميّة، رداً على ما ورَدَ في صحيفة «التلغراف» البريطانيّة من ادّعاءات.
وقد وصلَ المشاركون إلى قاعةِ الشرف في المطار، حيث حضر إلى جانبِ حميّة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: السياحة وليد نصّار، الإعلام زياد المكاري والخارجيّة والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب، المدير العام للطيران المدنيّ المهندس فادي الحسن، وقادة الأجهزة الأمنيّة في المطار وممثِّل عن قوّات «يونيفيل».
وشملت الجولة الميدانيّة مختلف الأقسام في المطار، من مركزيّ الشحن الجويّ واستيراد البضائع إلى سور المطار، واطّلَعَ المشاركون على الإجراءات الأمنيّة والجُمركيّة المتَّبَعة، ثم عقد حميّة ونصّار والمكاري مؤتمراً صحافيّاً تحدّثوا فيه عن الجولة.
وحيّا المكاري الإعلاميين على «جهودهم الاستثنائيّة»، وقال «أمس حطَّت في المطار 112 طائرة وأقلَعت 109 طائرات ولم تتأثّر حركةُ المسافرين بما نشرته صحيفة التلغراف البريطانيّة».
أضافَ «من منطلَق مسؤوليّتي كوزيرٍ للإعلام أقولُ للإعلام اللبنانيّ، أنَّ عليكم دوراً أساسيّاً في هذه الحرب سواء العسكريّة الدائرة في جنوب لبنان أو الإعلاميّة التي نشهدُها حاليّاً، أكانَ في ما يتعلّق بموضوع السفراء الذي تبيَّنَ أن لا أساسَ له من الصحة، أو في ما يتعلّق بموضوع إجلاء سفارة كندا لـ45 ألف مواطن كنديّ من لبنان».
وأشارَ إلى أنَّ «المطلوبَ دائماً من الإعلام والإعلاميين أن يتأكّدوا من مصادرهم، فكلُّ خبرٍ غير مستند على الحقيقة يؤثِّر سلباً على البلد».
وتابعَ «نحنُ نفهمُ أنَّ البلدَ مقسوم، وإذا كانت ثمّة تصفية حسابات بين اللبنانيين فممنوعٌ أن تكون على حساب مطار رفيق الحريري الدوليّ أو على حسابِ سلامةِ اللبنانيين. ونحنُ نعلمُ بأنَّ إخواننا العرب والمغتربين في كلّ دول العالم يحبّون المجيءَ إلى لبنان لقضاء فصل الصيف».
بدوره، قال السفيرُ المصريّ علاء موسى «سعدنا بدعوة الوزير علي حميّة لنا لزيارة مطار بيروت، وكانت فرصة لأن نقفَ على كيفيّة العمل فيه، وتفقدنا بعض منشآته واستمعنا من المسؤولين سواء من الناحية الفنيّة أو الأمنيّة، كيف تُدارُ الأمور في مطار رفيق الحريري الدوليّ خصوصاً ما يتعلّقُ بتصدير واستلام البضائع وهي إحدى المهام الدقيقة جدّاً».
وقال «إنَّ ما نشرته مجلة التلغراف الإنكليزيّة تتحمَّلُ هي مسؤوليّة ما أوردته في مقالها، ونحنُ عندما نذهب إلى هذه الأمور الشائكة والحسّاسة نبحثُ دائماً عن مصادر موثوق بها ومعلَنة وليست مجهولة، وبالتالي تتحمَّلُ صحيفة التلغراف ما ذكرَته».
وتابعَ «ما استمعنا إليه من المسؤولين في مطار بيروت يؤكّدُ أنَّ المسارَ والآليّة المنظِّمة لحركة البضائع تسيرُ على وجهٍ طيّب، وهذا ما يعنينا كسفراء لدولنا في لبنان».
بدوره، أشادَ القائمُ بالأعمال في السفارة العراقيّة أمين نصراوي بـ»الإجراءات المتخذة من قبل الدولة اللبنانيّة وجهاز أمن المطار»، متمنّياً «للبنان وشعبه السلامة وأن تزولَ هذه الغيمة السوداء عن لبنان وفلسطين وكلّ الشعوب العربيّة قريباً».
من جهته، قال الوزير حميّة «لقد اطّلعَ السفراء الذين زاروا المطار على آليّةِ العملِ المُعتمَدة هناك، خصوصاً على صعيدِ عمليّاتِ النقلِ والتصديرِ الملتزمة بالمعايير الدوليّة كافّة».
أضاف «وقد زار السفراءُ سورَ المطار للاطّلاع على كلّ الإجراءات الأمنيّة المتخذة هناك»، مؤكّداً أنَّ «تقريرَ صحيفة «تلغراف» هو تشويهٌ لسمعة مطار بيروت»، مضيفاً «سنتقدَّمُ بدعوى قانونية ضدَّها لأنّها عملت على استهداف لبنان ككلّ، معنويّاً وليس فقط المطار».
وأشارَ إلى أنَّ «العدوّ الصهيونيّ يخرقُ الأجواء اللبنانيّة، كما أنَّه يحلّقُ فوق مطار بيروت الدوليّ أيضاً وهذه الانتهاكات مستمرّة»، مشدّداً على «أنَّ مطارَ بيروت يخضعُ للمعايير الدوليّة كافة». وشكرَ كلَّ من شارَك بهذه الجولة الميدانيّة بعد الادعاءات الأخيرة، معتبراً أنَّ «ما يحصلُ هو حربٌ نفسيّة ضدّ لبنان، وقد أثبتنا أنّ مقالَ «تلغراف» سخيف».
من ناحيته، لفت الوزيرُ نصّار إلى «أنَّ لبنان يتعرّضُ لحرب نفسيّة، ولا سيَّما بعد الخسائر التي يتكبّدها قطاع السياحة في الكيان الصهيونيّ بسببِ الحربِ على غزّة»، مُطالباً رئيسَ الحكومة نجيب ميقاتي والحكومة بالبحثِ في مسألةِ تشغيلِ مطار القليعات.
وأعلن الوزير بوحبيب أن «لا قرارَ بعد حول إمكانِ تقديم شكوى أم لا»، مؤكّداً أنَّ «المطارَ مدنيّ وآمن وهذه إشاعات ويختلقون أسباباً للحرب».
مواقف
في غضونِ ذلك، علّقَ المنسِّق العام لـ»تجمُّع اللجان والروابط الشعبيّة» معن بشّور على ما وردَ في صحيفةِ «تلغراف» عن مطار بيروت وقال في «أن تنشرَ صحيفةُ التلغراف البريطانيّة ذات الميول الصهيونيّة أنَّ هناك تخزين سلاح في مطار رفيق الحريري الدوليّ، أمرٌ لا يُمكن فهمه إلاّ بأنّه إمّا تحريضٌ على قصف المطار أو التمهيد لهذا القصف الصهيونيّ الذي تتحكّمُ بقادته عقدة مطار بيروت منذ ان اعتدى عليه في 28 كانون الأول عام 1968 من دون أيِّ ذريعة. وفي إطارِ استهداف كلّ ما يجعلُ من لبنان عموماً، وبيروت خصوصاً، مركزَ تواصل حضاريّ واقتصاديّ وثقافيّ بين العربِ والعالَم.»
أضاف «في حرب تمّوز عام 2006 بدأ العدوان الصهيونيّ على مطار بيروت وانتهَت الحرب يومها بحصارٍ جويّ وبحريّ على بيروت، ما جعلَ الكثيرَ يظنّون أنَّ هناك اصبعاً صهيونيّاً في الجريمة المروّعة التي حلّت بمرفأ بيروت من دون التقليل من المسؤوليّة المحليّة (الإهمال والفساد) في ذلك الانفجار المدمِّر. من هنا فإنَّ مبادَرة الوزير علي حميّة بفتحِ كلِّ أجنحة المطار ومخازنه أمامَ السلك الدبلوماسيّ والصحافة والإعلام العربيّ والأجنبيّ لتبديدِ هذا الافتراء الاجراميّ ضدَّ مرفقٍ حيويّ في لبنان، وعشيّةَ موسَمِ اصطيافٍ ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر كلَّ عامٍ لمساعدتهم في مواجهة ظروفهم المعيشيّة الصعبة».
وختمَ «لعلّها مناسبة كيّ ندعو إلى إطلاق حملة عربيّة وعالميّة للحيلولة دون حماقة صهيونيّة ضدَّ لبنان وشعبه ومرافقه وبناه التحتيّة وهي حماقة ستدفع تل أبيب وداعميها أبهظَ الأثمان إذا ارتكبَتها العصابة الحاكمة في الكيان العنصريّ وداعموها».
بدوره، ندّدَ نقيبُ محرِّري الصحافة اللبنانيّة جوزف القصيفي بـ»الخبرِ الكاذبِ والمفبرَك الذي نشرته جريدة «تلغراف» البريطانيّة حول تخزين الأسلحة والذخائر في مطارِ بيروت الدوليّ والذي عادَت وسحبته مكذِّبةً نفسها بنفسها على إثرِ تأكيدِ الاتحاد العالميّ للنقل الجويّ عدم صحّته».
وقالَ في بيانٍ «إنَّ نشرَ هذا الخبر بعد فترة وجيزة من نشرِ أنباءٍ كاذبةٍ عن مغادَرةِ سفراء عرب وأجانب للبنان وتحذيراتٍ لرعايا بعض الدول تصبُّ في هذا الإتجاه، يُثبتُ بما لا يقبلُ الشكّ، أنَّ هناك غرفاً سوداء تبيِّت للبنان شرّاً وتسعى إلى إيذائه والإمعان في حصاره، وزيادة الضغط عليه، وأنّه يتعيّنُ على الإعلام اللبنانيّ والعاملين فيه أن يكونوا على درجةٍ من الحذر واليقظة، وأن يعملوا بمسؤوليّةٍ عاليةٍ على قطعِ دابر الفتن ويحولوا دونَ تمكين العاملين على ضرب لبنان من تحقيق أهدافهم».
وختمَ «إنَّ الاعلام في لبنان كان عبرَ تاريخه مسانداً لوطنه في أزمنة الشدّة والاستحقاقات الكبرى، وحريصاً على الوحدة الوطنيّة. وهو مطالبٌ اليومَ أكثر من أيّ وقتٍ مضى بالوقوف إلى جانب لبنان في معاناته ومنعِ الحرائق من الوصول إليه. هذه كانت رسالته وهكذا ستبقى».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى