آخر الكلام
قبل أن يفاجئنا جرح تموز
الياس عشّي
قبل أن يفاجئنا الثامن من تموز، ليَعُدْ كلّ سوري قومي اجتماعي إلى قسم الانتماء، وليقرأه بعقل منفتح، ويطرح على نفسه السؤال التالي:
إلى أيّ حدٍّ التزمتُ بقسمي، وطبقتُ المبادئ الأساس، والمبادئ الإصلاحية، التي حفظناها على ظهر قلوبنا، وكانت لنا دستوراً نمطياً للأمة السورية التي شلّعها الغرباء، وحوّلوها إلى طوائف، ومذاهب، وعرقيات تتناحر، وتتذابح، وتفسح في المجال لدول هجينة وعنصرية وحاقدة، لتؤسّس امبراطورياتها، وعلى رأسها الكيان الصهيوني.
قبل إن يفاجئنا جرح تموز، علينا أن نلملمَ جراح الحزب، وأن نعود إلى سعاده، وأن نطرح على أنفسنا السؤال التالي: هل يحقّ لنا، نحن السوريين القوميين الاجتماعيين، أن نعمل لوحدة الكيانات السورية، ونحن عاجزون عن توحيد حزبنا؟
قبل أن يفاجئنا تموز، فلنقرأ «حدثني الكاهن الذي عرّفه»، ثم نجلس في كرسي الاعتراف، ونعترف بأنا خنّا الأمانة التي وضعها سعاده بين أيدينا، وفرّطنا بها.
قبل أن يفاجئنا تموز، أعدّوا شيئاً يندمل فيه جرح تموز… صدّقوني، الخطابات لا تجدي… ولا الاحتفالات تجدي… ولا زيارة ضريح الزعيم تجدي…
نريد، ونحن في جرح تموز، أن يعود سعاده إلى الحزب، وأن يخاطبنا، وأن يؤكد ما قاله في ساعاته الأخيرة: «أنا أموت، وأمّا حزبي فباق…»