أخيرة

دردشة

العودة إلى الزمن الجميل

 

يكتبها الياس عشّي

بعض العادات الصغيرة، والبريئة، والمتواضعة، والخالية من أيّ زيف، جعلتنا، وكنّا في سنيّ الفتوّة، نخرج معاً إلى المواجهات الكبرى، لا فرق بين دين ودين، ولا بين مذهب ومذهب، ولا بين غنيّ وفقير، ولا بين المديني والقروي.
كنّا جميعاً صوتاً واحداً في ذكرى وعد بلفور، وتقسيم فلسطين، وقيام الدولة العبرية، وسلخ لواء اسكندرون، وحرب السويس. كانت الشوارع، رغم صغرها، تتسع لنا جميعاً، وكانت أصواتنا تصل إلى كلّ بيت فتطلّ النساء مشاركاتٍ بالزغاريد والمناديل، فيزداد الشارع وميضاً، وتقوى السواعد، وليحدثْ ما يحدث… المهمّ أننا هنا.
هكذا عشنا، يا أصدقائي الطيبين، إلى أن اختفى الكرسيّ من مداخل الحوانيت، وما عاد الناس يكترثون لجنازة تعبر شارعاً من هنا، وزقاقٍ من هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى