ثقافة وفنون

الباحث الموسيقي السوري زياد عجان يضيء على الموسيقى والغناء في اللاذقية

عُرف عن مدينة اللاذقية إحياء ليالي الطرب وانتشار الحفلات الغنائية في جلسات الأهل والأصدقاء حيث تؤدى خلالها الأغاني الشعبية التي تحمل في طياتها الطرب الأصيل برفقة آلتي العود والدربكة.
المدينة الساحلية التي تملك تاريخاً موسيقياً فريداً ابتدأ منذ أكثر من أربعة آلاف عام عندما أهدت مملكة أوغاريت للعالم الموسيقى عبر أول تدوين موسيقي مكتشف، كانت عبر تاريخها مدينة ذواقة للموسيقى وولاّدة للمبدعين الموسيقيين وفق ما يؤرخ الموسيقار والباحث الموسيقي زياد عجان.
وفي لقائه مع جمهور جمعية العاديات/ فرع اللاذقية ضمن الاحتفاء باليوم العالمي للموسيقى تحدّث عجان في سرد شيق عن تاريخ الموسيقى والغناء في مدينة اللاذقية والحفلات التي كانت تقام في أيام الربيع، حيث كان يخرج سكان اللاذقية إلى المنتزهات كمنتزه الطابيات والقلعة والصنوبر والخريشة وغيرها ليلتقوا هناك وتحفل جلساتهم بالأغاني الرائجة في وقتها ومنها «سالم حبيتو وعلى روض الحبيب وهونه هونة ياحبيبي ومنين اجيبو ودرب الحبيب وطلع النهار وياطير يللي ع الشجر وحوار الحسن وياويل ويلي ويامايلة ع الغصون ولابعت سلامي ويا حنيّنة ويا ماريا».. وغيرها الكثير إضافة للأغاني الريفية الخاصة بمحافظة اللاذقية منها «لولح وامان الله ياديوانا واه يامو وعيوش وعنا وردة وعالا لا وماني يايمة وليا وليا».
ولم تغب عن اللاذقية، وفق عجان، الأندية الموسيقية التي كان لها حضور مميز مثل النادي الموسيقي الذي تأسس بداية عام 1932 ليتوقف أثناء الحرب العالمية الثانية ويعود من جديد بالتزامن مع الاحتفال بجلاء المستعمر الفرنسي عام 1946 وهو موجود حتى الآن إضافة إلى نادي جمعية توجيه الناشئة والذي أحدثته وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1955 ونادي العمل الثقافي عام 1965 وغيرها من الأندية التي تنشط بفاعلية حالياً في تنشئة أجيال موسيقية.
ويؤكد عجان، الذي عمل مع الصحافي سجيع قرقماز على وضع كلمات أنشودة رسالة السلام بالاستناد إلى الكلمات الأوغاريتية والعمل على تلحينها وفق مخطط علمي على الطريقة الأوغاريتية، أن الموسيقا بدأت قطعاً من اللاذقية من أوغاريت منذ أربعة آلاف سنة حيث اكتشف رقم فيه إشارات موسيقية وأنشودة ابتهال واكتشفت معها العلامات الموسيقية التي وضعها الأوغاريتيون وسبقوا فيثاغورس بأكثر من تسعمئة عام، وكانوا يصوغون ألحاناً جميلة وعلى مستوى عالٍ جداً إضافة إلى تميزهم وريادتهم في صنع الآلات الموسيقية كالعود والكورنو «القرن» المصنوع من العاج والناي الذي صار، لأجل عذوبة صوته، لنبات القصب مكانة خاصة ومقدّسة عند الأوغاريتيين.
ولا ينسى عجان أن يستذكر ما لمسه خلال وجوده في القاهرة من مكانة خاصة للاذقية في قلب من زارها وأقام حفلات فيها من كبار الفنانين كمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم والموسيقار محمد القصبجي.
من جهته أشار الباحث بسام جبلاوي نائب رئيس جمعية العاديات رئيس لجنة الثقافة والإعلام إلى خصوصيّة لقاء اليوم مع الموسيقار والباحث زياد عجان في إطار البرنامج الثقافي الشهري «المؤلِّف والمؤلَّف» لجمعية عاديات اللاذقية والذي خُصص للاحتفاء باليوم العالمي للموسيقى واستعراض التاريخ الموسيقي والغنائي للاذقية وخاصة في القرن العشرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى