دبوس
خيارات بائسة
بقيادة سيّد المقاومة، ومن خلفه محور المقاومة، نحن أسياد الحرب النفسية، لقد بدأ القصف النفسي على منطقة الوعي في أدمغة قيادات الكيان العفنة، وحقق هذا القصف إصابات مباشرة، تركت العدو يضرب أخماساً بأسداس، وبين خيارات محدودة أحلاها مرّة، فإما أن يستمرّ في حربه الإجرامية في غزة، ويستمرّ مع ذلك في تكبّد الخسائر من مقاتلي المقاومة الفلسطينية والجبهات المساندة، وخسائر وجودية على المستوى المعنوي لجنوده الجبناء، وعلى مستوى السردية المحطّمة والمهشّمة في شوارع وجامعات الغرب والشرق، بعد قرن من الخداع والدّجل وقلب الحقائق…
وفي هذه الورطة، هو في حالة تآكل وزوال متدرّج، وإما ان يقدم وهو مفعم بالإحباط واللّا إنجاز، والشعور المطلق بالمأزق، أن يقدم على عمل بائس في الهروب الى الأمام، وشن عدوان شامل على الجبهة الأهمّ والأكثر إيذاء له، الجبهة الشمالية، حيث يتربّص به حزب الله كلّ متربّص…
إنها حوارية ما قبل الفناء، فالعدو بين خياري الهزيمة الفورية او الهزيمة المؤجلة، فتلك الفيديوات والهدهديات المدروسة بدقّة تقول له بأننا سنعيدكم إلى العصر الحجري، وليس هذا فحسب، ولكن أيضاً سنريكم الكيفية التي سنعيدكم بها الى العصر الحجري…
لا أستبعد ومن خلال دراستي العميقة للشخوص التي هي في موقع القيادة في هذا الكيان، ومن خلال الاستشراف الدقيق لتصرفات وممارسات وتصريحات هؤلاء المعتوهين، لا أستبعد الخيار النووي، وفي هذه الحالة الغير مستبعدة في وجود هؤلاء، يجب ان يكون الردّ المناسب على طاولة محور المقاومة، ثقتنا مطلقة في قيادات المقاومة على كافة المستويات، الفلسفية والسياسية والاستراتيجية العليا والإستراتيجية والتكتيكية، وانّ هنالك عباقرة ليس لهم مثيل في كلّ هذه المستويات، والذين لن يتردّدوا في حالة لجوء هذا العدو اليائس إلى الخيار النووي بإمطاره بمئات آلاف الصواريخ دفعةً واحدةً، ثم البدء الفوري بتدفّق مئات آلاف المجاهدين الى عمق الكيان الضحل…
فالسيناريو قد تنزّل علينا من السماء، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد، فجاسوا خلال الديار، وكان وعداً مفعولاً، والجوس خلال الديار، هو الجوس وسطها وفي خلالها طالبين لهذه الكينونة البشرية الشاذة لقتلها وإزالتها، اما العباد أولي البأس الشديد، فهم الرضوان والعباس وتلك الأساطير المقاتلة في فلسطين، لقد أتانا الوعد بالانتصار من الوعد الصادق، وأتاهم دجّالهم وكذّابهم بوعد آخر، هو الوعد الكاذب…
فقط تخيّلوا معي أيها السادة، كيف يكون عليه وضعنا لو لم تكن هنالك مقاومة، وكنا نأتمر بأمر أولياء أمورنا من هذه العائلات الحاكمة، في الممالك السبعة وغيرها من البلح والتمور ومستتبع قابع هنالك في أقصى المغرب، موضوعين علينا مباشرة من بني صهيون، كيف سيكون عليه حالنا ونحن نقاد الى المذبح واحداً تلو الآخر، من دون مقاومة ومن دون ممانعة، نتمتم بكلمات بلهاء، قيلت لي في يوم من الأيام من أحدهم في جريدة «الدستور» الأردنية، وأنا أحاول ان أعترض على نهج القيادة الهامشية، «حط راسك بين هالروس…»
سميح التايه