الرفيق سيرج الياس والرفيق داود أبو عنق و الرفيق صدقي سعد و الرفيق غانم وهبة
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ «البناء« هذه الصفحة، لتحتضنَ محطات مشرقة من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة، وقد سجلت في رصيد حزبهم وتاريخه، وقفات عز راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا أي تفصيل، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
أنّ نكتب تاريخنا،..فإننا نرسم مستقبل أمتنا.
إعداد: لبيب ناصيف
رحيل الرفيق سيرج الياس يفتح سجلّ العائلة القومية الاجتماعية
اذ ننعى الرفيق سيرج الياس الى جميع رفقائه ومحبيه نتوجه بالتعزية الصادقة الى عائلته وأصدقائه، ونعيد نشر نعي شقيقه الرفيق الدكتور إيلي الياس الذي كان حقق حضوراً لافتاً في المجالين التربوي والثقافي وكان مؤهّلاً للكثير، مع النبذة الغنية التي ساهم الرفيق الدكتور إيلي الياس في إغنائها عن العائلة القومية الاجتماعية بدءاً من الرفيق الياس الخليل وصولاً الى عمّه الأمين ميشال الياس عين الشايبة.
المربي الأمين
ميشال الياس عين الشايبة
من الأمناء الذين كان لهم حضورهم في الأربعينات والخمسينات ويعرفه جيداً رفقاء منفذية الغرب، كما يعرفه الآلاف من تلامذته في «مدرسة الاتحاد» التي أسّسها في عاليه في بداية أربعينات القرن الماضي، وعبرها انتمى العديدون الى الحزب، إذ أرادها الأمين ميشال مدرسة قومية اجتماعية ومنبراً لسعاده، لا مؤسسة أكاديمية تخرّج شباباً مسطحي الرؤوس عديمي المقاصد الفكرية السامية والتطلعات الاجتماعية والسياسية الراقية.
من الرفيق د. إيلي الياس، ابن أخ الأمين ميشال، هذه المعلومات القيمة عن الجد الرفيق الراحل الياس الخليل عين الشايبة،
الأمين ميشال هو الابن الثاني تدرّجاً للرفيق الياس الخليل عين الشايبة (الياس) وهو من الأوائل الذين آمنوا بعقيدة سعاده والذين تعاقدوا معه.
الرفيق الياس الخليل كان يمتلك روحاً متمرّدة على الظلم والفقر والطائفية والمذهبية.
جعل من «أسفل» منزله (القبو) في مرمريتا ملجاً للفقراء والمشرّدين في المنطقة وجوارها، بغضّ النظر عن معتقداتهم الدينية وميولهم الفكرية – الروحية. كان يذهب الى منازل الميسورين ليجمع ما تيسّر من مال وقوت ليطعم الفقراء الطيبين.
شغل فكر سعاده حياته وكان محور أحاديث مع كلّ زواره وما أكثرهم كانوا يومئذ. حتى انّ عدداً لا يُستهان به من رفقائنا في وادي النضارة والجوار أقسموا اليمين متأثرين بحواراتهم مع الرفيق الياس الخليل.
كان منزله في مرمريتا بيتاً قومياً اجتماعياً بصدق وقوة. زاره حضرة الزعيم وتغدّى فيه خلال زياراته لمنطقة الوادي وتلكلخ، وأظهر إعجابه وتقديره باندفاع الرفيق الياس ومناقبيته القومية الاجتماعية.
نزلت في ذلك المنزل حضرة الأمينة الأولى مرتين، حيث أمضت كل مرة يومين أو أكثر خلال حديثي مع الدكتورة صفيّة سعاده، أكدت لي ذلك. كما أنها تذكر انّ والدتها الأمينة الأولى فقدت خاتمها للحظات في المنزل. الخاتم تقدمة من حضرة الزعيم لها، ثم وجدته في إحدى زوايا المجلس.
قال لي أكثر من رفيق من وادي النضارة، واحدهم الرفيق فؤاد مسوح والد الأمينة بشرى مسوح انه يوم وفاة الرفيق الياس الخليل، أقيم له مأتم مهيب لم تشهد مثله منطقة الوادي الى الآن. وصل رتل السيارات وقتئذ الآتية من لبنان والأردن والشام الى قرية الحواش، حيث أمّ القوميون الاجتماعيون والمواطنون المنزل للتعزية.
إنّ تفاني الأمين ميشال الياس العقائدي سببه الأساس هو المناخ المناقبي الذي نشأ فيه والذي بناه وكرّسه والده الرفيق الياس.
بعد اسنشهاد المعلم، كُثُر من القوميين اهتزت ثقتهم بالحزب وتضعضع إيمانهم بالعقيدة على عكس الرفيق الياس الذي ظلّ يقول لرفقائه محبي الحزب «انّ شهادة الدم التي قدمها المعلم ستكون حجر الزاوية في انتصار هذه العقيدة في الازمنة الآتية».
وأذكر تماماً ما قالته لي عمتي ليلى شقيقة الأمين ميشال انه عندما كان يصارع الموت وقبل ان يستسلم قلبه بدقائق رفع يده بالتحية وقال: «تحيا سورية وليحي الزعيم الخالد انطون سعاده»،
فقالت له زوجته: «هلق وقتها يا الياس؟»،
فردّد من صميم قلبه: «هلّق، هلّق وقتا» وأسلم الروح لإله الشمس جوبيتر.
يقول في رسالة وجهها لابنه البكر عيسى في المغترب (فرنسا) وذلك بعيد استشهاد الزعيم بأشهر قليلة «انّ العقيدة تكتسح فكر الشباب في المنطقة والجوار، كالنار في الهشيم».
بالعودة الى الأمين ميشال فلقد عرفته في عاليه وكنت صبياً صغيراً ثم عرفته لأشهر عدة عام 1976، حيث هُجّرنا من الحدث على أيدي ما يسمّى بـ «المليشيات المسيحية». كان يحدّثني دوماً عن العديد من المحطات في حياته الحزبية، عن حقبة الأربعينيات قبل وبعد شهادة المعلم، عن معارك شملان، عن أيام فؤاد شهاب والمكتب الثاني وعن ترحيله قسراً الى مرمريتا من قبل السلطات اللبنانية، لأنه لم يكن يحمل الهوية اللبنانية.
يوم حملته سيارة التاكسي من السجن الى مرمريتا مباشرة قال يومها قصيدة رائعة لم أعد أذكر منها إلا هذين البيتين:
لعن الله الزمانا
يوم ان جنّ وخانا
قد مخضناه وفاء
فلقيناه خيانا.
ولد الأمين ميشال في مرمريتا عام 1913. والده الرفيق الياس خليل عين الشائبة. عرف باسم ميشال الياس. والدته حنّة صبّاغ.
درس الابتدائية في مرمريتا ثم التكميلية والثانوية في دمشق حيث كان من أساتذته ميشال عفلق، قبل ان ينتقل في منتصف الثلاثينات الى بيروت مع شقيقه الأكبر عيسى الذي نقل الى موقع للجيش الفرنسي قرب ميدان سباق الخيل في بيروت.
مُنح رتبة الأمانة اواسط العام 1956 تقديراً لروحيته ولعطاءاته ولالتزامه الواعي.
انتقل بعد اعتقاله اثر الثورة الانقلابية أواخر 1961 الى مسقط رأسه مرمريتا وبقي فيها الى ان وافته المنية، وكان يعصره الألم كلما تحدث عن التعذيب الذي طال القوميين الاجتماعيين اثر الثورة الانقلابية، والرفقاء الذين تعرّضوا للتصفية.
تمّ تعيينه مدرّساً ثانوياً للغة الفرنسية بالرغم من حساسية النظام وقتئذ من الفكر القومي الاجتماعي، وكلّ من انتمى إليه، وذلك لسعة معرفته باللغة الفرنسية.
بقي على إيمانه القومي الاجتماعي، متحدثاً عن العقيدة، معتذراً عن الخوض في مسائل حزبية إدارية، مستعيداً في ذاكرته مرحلة إقامته في عاليه، والمدرسة التي أسّسها والدور الذي قامت به على الصعيدين الحزبي والتربوي.
لم يقترن الأمين ميشال بامرأة. كان يقول دائماً «الحياة لا تستمر بالضرورة بالدم ولكن بالفكر. انّ كلّ شاب او فتاة أتمكن من إدخالهما الى الحزب هم أولاد لي بالفكر والروح».
اذ نتحدث عن الأمين ميشال الياس لا بدّ ان نتحدث ايضاً عن شقيقه الرفيق خليل الذي كان بدوره مناضلاً قومياً اجتماعياً.
ولد الرفيق خليل في مرمريتا عام 1922. درس الابتدائية في مرمريتا، أما التكميلية والثانوية فمع شقيقه الأصغر عبدالكريم، والد الرفقاء إيلي ونديم وسيرج، في مدرسة الاخوة المريميين (الفرير) في طرابلس.
انخرط الرفيق خليل في جيش الشرق أيام الانتداب الفرنسي برتبة عريف ثم ترقى الى رتبة معاون أول. أظهر في حياته ذكاء حاداً وميلاً شديداً للتعاطي بالأرقام وعلم الحساب، فحاز على ديبلوم في علم المحاسبة وبات من أقدر المسؤولين المحاسبين في الجيش الشامي آنذاك.
على اثر حادثة المالكي اعتقل كما العديد من القوميين الاجتماعيين وعذب عذاباً شديداً، فقد تمّ اقتلاع أظافره، وكيّه بالكهرباء.
طرد من الجيش الشامي اثر حادثة اغتيال العقيد عدنان المالكي، وحرّم عليه العمل كباقي القوميين الاجتماعيين. انما طُلب للعمل في دائرة المحاسبة والتدقيق في الجيش بصفته المدنية، نظراً لكفاءاته، ولمعرفته بالأنظمة الحسابية المعتمدة في الجيش الشامي، مستمراً بالعمل في المؤسسة العسكرية الى ان تقاعد في نهاية السبعينات.
وان لم يتولّ الرفيق خليل مسؤوليات حزبية إدارية انما كان محافظاً على قسمه القومي الاجتماعي في كلّ أبعاده، وبشكل خاص لجهة تربية أولاده. فجميعهم مؤمنون بالعقيدة القومية الاجتماعية، ومن بينهم رفيقان الياس وإحسان، والباقون مواطنون أصدقاء وصالحون (شاب وابنتان).
الأمين بديع خوري الذي كان تتلمذ على يد الأمين ميشال الياس يفيدنا عنه أنه كان واسع الثقافة، هادئ الطباع، ضليعاً باللغتين الفرنسية والعربية، مدرّساً لهما، يتصرف بنظامية مع الاساتذة والطلاب، وكان منصرفاً بكليته الى مدرسته قاطناً فيها، عاملاً على تفوق تلاميذه في دروسهم.
وعن مدرسة الاتحاد أوضح الأمين بديع انّ بناء المدرسة كان ملكاً لوقف الروم الأرثوذكس في عاليه، التي كانت تعنى بمدرسة لعدد من الصفوف الابتدائية الى ان استلم إدارتها الأمين ميشال عام 1951 – 1952 فجعلها تكميلية، للبنين والبنات، ولها حضورها، بحيث ان أهالي عاليه من طائفة الموحدين الدروز راحوا يسجلون أبناءهم للدراسة، اسوة بأبناء الطائفة المسيحية.
وكان البناء يُستعمل في فصل الشتاء، كمدرسة، اما صيفاً فكان يقيم فيه، في السنوات الاولى من تأسيسها، السيد ميشال العم من أهالي الاشرفية في بيروت، فيما الطاولات والكراسي وأغراض المدرسة في احدى الغرف الجانبية.
من الأساتذة، يتذكر الأمين بديع خوري، كلا من الرفقاء صبحي ابو عبيد(1)، حافظ سلمان، يوسف الجردي، سعيد صعب شميط(2)، والمواطنين يوسف شلهوب وابرهيم خوري.
ومن التلامذة: الرفقاء عصام العريضي وشقيقه سمير، سامي محمد ملاعب، نبيه ورفيق الحلبي، مسعود صعب شميط، والنائب الحالي أكرم شهيّب، الرفيق الدكتور محمد الجردي والصحافي الرفيق سهيل قسيس.
بعد حصول الثورة الانقلابية اضطر الأمين ميشال الى مغادرة لبنان الى مسقط رأسه مرمريتا، فاقفلت المدرسة بعد ان كانت حققت نجاحاً باهراً.
وعمد وقف الطائفة الارثوذكسية في عاليه الى هدم البناء حيث كانت تستفيد منه مدرسة الاتحاد، وبناء قاعة الى جانب كنيسة مار الياس، ما زالت قائمة الى اليوم.
من معلوماته انّ الأمين ميشال الياس كان ناشطاً في المنفذية وتولى مسؤوليات في هيئتها. من نشاطاته انه كان يتنقل في اوائل الخمسينات على دراجة نارية يقودها الرفيق داود خفاجة(3) فحصل حادث ادّى الى كسر في رجله استمر طويلاً.
كان الأمين ميشال حريصاً على صحته، ومن الطرائف انه كان يجزئ السيجارة الواحدة الى جزءين، يكتفي بالنصف الاول منها، ثم، بعد ساعات، يتناول النصف الآخر.
هوامش
1 ـ صبحي أبو عبيد: من معاصر الشوف. تولى مسؤولية عميد الداخلية في اواخر خمسينات القرن الماضي. شارك في الثورة الانقلابية وأُسر.
2 ـ سعيد صعب شميط: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
3 ـ داود خفاجة: ارتقى شهيداً في حوادث العام 1958.
الرفيق داود أبو عنق
في النبذة المعممة والمنشورة بتاريخ 06/09/2016 بعنوان «القومي الاجتماعي القدوة: الأمين منير الشعار» تحدثنا فيها عن الرفيق داود ابو عنق الذي كان صديقاً، شريكاً، رفيقاً للأمين منير الشعار، وكانت العلاقة السائدة بينهما مضرب مثل في أوساط الرفقاء والجالية.
هذا ما كنت استمعت إليه من الرفيق داود، وعدتُ فاستمعت مجدداً من عقيلته السيدة سامية سركيس. وزادت: كم كان وفياً مع أشقائه، أصدقائه، ورفقائه. كان محباً، رصيناً، عميقاً في تفكيره، هادئ الطباع، تحمّل بصبر آلامه في السنتين الأخيرتين، لم أسمع منه سوى الكلمة الحلوة، والشكر على وقوفي الى جانبه. لم يتناول احداً، ولم يتعاط بالسوء مع أحد.
هكذا عرفته في فنزويلا، وفي الوطن. كان رحمه الله، زوجاً وفياً، محباً، وشريك العمر الذي لم يصلني منه سوى كل جميل.
كنتُ، بعد صدور عدد «البناء» المُشار إليه، اتصلت بالسيدة سامية، فمن حقها، ان تطلع على ما نشرته «البناء» عن الرفيق داود، ولما لم يرد أحد على الاتصال الذي أجريته مع المنزل في «جل الديب»(1) اتصلت بالمنزل الصيفي في «بعبدات» اذ كان يحدثني عنه الرفيق داود، مزوّداً إياي برقم الهاتف.
بعد أيام توجهت من «ضهور الشوير» الى بلدة «بعبدات»، ومع الرفيق جوزف شكر انتقلنا الى منزل السيدة سامية سركيس ابو عنق. كان صعباً جداً ان نصل إليه، لو لم يكن الرفيق جوزف مقيماً في بعبدات منذ امد طويل(2) وعلى معرفة بأهلها، ومرافقها وطرقاتها.
لا نملك ما نزيده على النبذة المشار إليها، فما يعني الأمين منير الشعار في فترة تواجده في فنزويلا، يعني ايضاً الرفيق داود أبو عنق. نقترح العودة إليها في عدد «البناء» المشار إليه آنفاً وإلا على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info ،
نضيف الى النبذة، التالي:
{ ولد الرفيق داود أبو عنق عام 1921،
{ اقترن من السيدة سامية سركيس عام 1992،
{ لم يرزقا اولاداً،
{ عاد الى الوطن نهائياً عام 1994
{ وافته المنية بعد عناء مع المرض اقعده في البيت في السنتين الأخيرتين قبل وفاته عام 1996،
{ اشقاؤه الرفقاء:
ـ إميل: من أولاده الرفيق هادي
ـ ديب: من اولاده هدى عقيلة الرفيق غطاس الغريب(3)
ـ سليم.
أذكر جيداً عندما توليت رئاسة مكتب عبر الحدود في أوائل السبعينات اننا كنا نوجه البريد الحزبي الى عنوان الرفيق داود ابو عنق في مدينة «بونتو فيجو»، وأذكر ايضاً اسماء الرفقاء: منح قربان (كراكاس)، رفيق غرز الدين (بورتو لاكروز)، رياض الحسنية (سويداد بوليفار)، عادل الشعار وموفق شرف (الأمينان لاحقاً) في مراكيبو، أمين العنداري (اناكو)، يوسف ابراهيم وآخرين في ماتورين، بورتو اورداس، مرغريتا، بورتو اياكوشو وفروع أخرى منتشرة في مختلف الولايات البرازيلية. وكنت، وناموس المكتب في حينه الرفيق طه غدار نطبع العناوين على الأغلفة المعدّة للإرسال عبر البريد الجوي غيباً دون العودة الى لائحة العناوين.
{ كان الرفيق داود يحدثني اذ أزوره، او اتصل به هاتفياً، ان الرفيق الذي يتردّد إليه باستمرار «ويلعب معه «طاولة الزهر»، هو الياس يمين الذي كنت عرفته منذ الستينات واستمر ناشطاً، مواظباً، مؤمناً، متحدياً محيطه الانعزالي في سنوات الحرب، رافضاً النزوح، متحمّلاً صنوف الإرهاب والتعاطي البشع الممارس بـ «مهنية عالية» من قبل قوى الانعزال.
هوامش
1 ـ كنت ازوره في «جل الديب» من حين الى آخر. واتصل به هاتفياً للاطمئنان. كنت أجلب إليه الاعداد الصادرة من «البناء ــــ صباح الخير» فيقرأها بكثير من الاهتمام.
2 ـ جوزف شكر: ذكرته أكثر من مرة. مراجعة النبذتين التاليتين:
ـ طبيب الاسنان، اول منفذ عام للحزب في المتن الأعلى، فريد شكر
ـ الحضور الحزبي في المصارف وأول نقابة شارك فيها قومي اجتماعي (رفعت عسيران)،
3 ـ غطاس الغريب: نشط حزبياً في ستينات وسبعينات القرن الماضي. انتقل الى بلدته «راشيا الفخار» وانتخب رئيساً لبلديتها.
رحيل الرفيق صدقي سعد
هو صدقي بالاسم، انما بالفعل وبالمضمون فهو الصادق، الصديق بالمعنى الحقيقي، والذي ما زلت أذكره بكثير من الحب ومن التقدير،
التقيت به في سان باولو في كثير من المناسبات تضاعفت عندما تولى مسؤولية منفذ عام الساحل البرازيلي.
كان صاحب محل تجاري في شارع الشرق «rua Oriente .
كان من احلى الرفقاء الذين عرفتهم بخصاله القومية الاجتماعية، حتى اذا غادرت البرازيل استمريت على تواصل معه ولا أذكر انه زار لبنان مرة إلا وزارني.
تمتع الرفيق صدقي بالوعي الحزبي اللافت، بتشبّثه بخصائل النهضة، موجداً حضوراً لافتاً في منطقة براس Bras وهي منطقة تجارية يشغلها سوريون من مختلف كيانات الأمة، وكان الرفيق صدقي يحتلّ حضوراً لافتاً على صعيدي التجارة والحزب.
هو من بلدة بينو- عكار.
اقترن من السيدة فيفيان وكانت أستاذة جامعية في سان باولو، ربطتني بهما علاقة صداقة مميّزة.
الرفيق المناضل والمميز
في سلوكيّته غانم وهبة
لا أبالغ إذا قلت انّ الرفيق غانم وهبة الذي كان شارك في الثورة الانقلابية متابعاً ارتباطه الوثيق بالحزب هو من احب الرفقاء لديّ وقد عرفته جيداً في منطقة وطى المصيطبة، ثم في مناطق شتورا والشوف، فإلى سان باولو عندما انتقل مطعم أوبرج إليها، فانتقل الرفيق غانم معه، مما سمح لي ان أراه باستمرار في كلّ الفترة التي أمضيتها في سان باولو.
الكلمات عنه هي بعض يسير مما يتمتع به من أخلاق النهضة ومن سيرة مناقبية كانت محط تقديري وتقدير الرفقاء الذين عرفوه.
رحل في نيسان 2014، إنما ما زلت أذكره بحنين، وأستعيد في ذاكرتي سيرته النضالية، وأخلاقيته وسويّة انتمائه القومي الاجتماعي، منذ أن عرفته ناشطاً في مديرية وطى المصيطبة، ثم عندما كان يزورنا في المنزل، بعد خروجه من الأسر كلما هبط إلى بيروت، فيزور الرفقاء الذين عرفهم في وطى المصيطبة ومنهم الأمين أنيس جمال، أو ألتقيه في مطعم «الأوبرج» في «سان باولو» عندما غادر إليها وكنت قد سبقته بأشهر قليلة، ولاحقاً في مطعم الأوبرج المعروف في شتورة، الواقع على مقربة من مركز الحزب في حينه.
على مدى كلّ هذه السنوات، كان الرفيق غانم مشعّاً بأخلاق النهضة. لم ألقَ منه سوى التعاطي الحلو، ولم أسمع عنه سوى ما يُفرح، إنْ في سنوات الأسر وهو كان شارك في الثورة الانقلابية، أو بعد خروجه وإقامته في منطقة «وطى المصيطبة».
كان موقفه في السجن معبّراً عن إيمانه الصادق والتزامه النهضوي، عندما خرج تابع نشاطه الحزبي، في لبنان كما في مدينة سان باولو.
بعد أن عاد، وعدت إلى الوطن، كثيراً ما كان يتصل بي وأتصل به، ودائماً هو محط مودة لديّ.
ورغم انقضاء كلّ تلك السنوات ما زلت أستمع إليه يحدثني بفرح واعتزاز عن الإعلامي المميّز حكمت وهبي.
على مدى كلّ سنوات معرفتي به، كان يلفتني بتميّزه المناقبي والتزامه القومي الاجتماعي.
عند رحيله، شهدت بلدة بطمة الشوفية يوم السبت 14/04/2012 حشداً لأهاليها والقرى المجاورة، وبحضور لافت للقوميين الاجتماعيين من منفذية الشوف، ووفود رمزية لرفقاء من منفذيات بيروت، الغرب وزحلة، للمشاركة في تشييع الرفيق غانم وهبة. تمثّل مركز الحزب بوفد ترأسه حضرة رئيس المجلس الأعلى في حينه الأمين محمود عبد الخالق، وعضوية عميدَي الدفاع وشؤون عبر الحدود، الأمينَين وائل الحسنية ولبيب ناصيف.