مقالات وآراء

حماية البيئة وتثقيف الأطفال مرتكزان للعمل الوطني

‭}‬ سارة طالب السهيل
البيئة هي الكنز الذي وهَبه الخالق العظيم لنا لكي ننعم بخيراتها ونتنفس هواءها وننهل من مائها ونتزوّد بحاجاتنا الأساسية من الطعام والموارد الطبيعة التي نصنع بها كلّ المنتجات الضرورية في حياتنا اليومية، والحفاظ عليها هو الحفاظ على الماء والهواء والحيوان والطير والآثار التاريخية التي خلفها أجدادنا العظماء، وأيّ أضرار تصيب هذه البيئة تلحق بالبشرية مخاطر عديدة لا حصر لها إلى حدّ أننا قد لا نجد ما نأكله أو نشربه او حتى ننتجه .
من هنا تصبح المحافظة على البيئة محافظة على حياتنا واستمرار وجودنا على كوكب الأرض، ولا بدّ من إقامة دورات منظمة وهادفة للشباب لنشر الوعي البيئي بين أطياف المجتمع ليساهم المواطن العربي بدوره الرقابي وضبط المخالفات البيئية والحفاظ على البيئة لحماية الموارد الطبيعية للأجيال الجديدة التي لها دور كبير في الحفاظ على بيئتنا.
وبرأيي، فإنّ أحد أعمدة الوعي البيئي هو الفكر والإبداع والتثقيف للنشء منذ الصغر لحماية البيئة والحفاظ عليها وعلى كنوزنا التراثية ومواقعنا السياحية كأحد مرتكزات الدخل القومي للدول.
إنّ حماية البيئة والمياه وتثقيف الطفل عن البيئة وضرورة حمايتها يكون عبر القراءة والندوات المدرسية وغيرها من أجل ان تخلق لديه الحافز على القيام بدوره المجتمعي في الحفاظ عليها، ويصبح عضواً فاعلاً في المجتمع بما يمنحه مزيداً من الثقة في نفسه وفي قدراته الشخصية .
وتكثيف الدورات التدريبة لطلاب مدارس التعليم الأساسي على معرفة مشكلات البيئة وكيف تؤثر على غذائنا وثرواتنا، ببيان أثر الصيد الجائر في تقليص أعداد الأسماك وتهديد البيئة البحرية بسبب القاء ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية في المسطحات المائية وتلوّث المياه الذي يصبح غير صالح للشرب او الزراعة اضافة إلى إهدار الموارد المائية بسوء الاستخدام سواء من المواطنين او بسبب تسريب المياه، كما يجب تثقيف الأطفال وحثهم على حب الزراعة واحترام المزارعين لتكون إحدى هواياتهم، فبدلاً من قضاء الوقت كله على الأجهزة فليتعرّفوا على الطبيعة من حولهم، فزراعة النباتات والأشجار تتصدّى لدرجات الحرارة المرتفعة صيفاً ويحمينا من مشاكل تغيّر المناخ او التصحّر كما انه يحمي من هجمات الشمس والأتربة مما يحافظ على النظافة في البيت والشارع، فالغبار يغيّر حتى لون السماء والهواء والأبنية من حولنا من الوان زاهية إلى رمادية قاتمة.
إذن… فالعنصر الجمالي أيضاً موجود في المشهد، وتحفيز الأطفال على المشاركة المجتمعية في حماية الشواطئ بدفعهم للقيام بتنظيف الشاطئ أو البحيرات او الأنهار من النفايات. وتشجيع الأطفال على التقاط القمامة من الحديقة المنزلية أو الحدائق العامة بصحبة أسرهم للتمتع بقيمة جمال النظافة والاستمتاع بجمال الطبيعة وتشجيعهم على جمع العناصر القديمة في المنزل، وبدلاً من التخلص منها، تعليمهم كيفية تحويلها لقطع فنية أو إبداع منتج زراعي أو صناعي جديد، لتعليمهم صناعة إعادة التدوير، مثل العبوات البلاستيكية التي تُعبّأ فيها المواد الغذائية وتستخدم لمرة واحدة، فيمكن للأطفال إعادة استخدامها في الزراعة البسيطة مثل الفلفل او النعناع او البطاطا او حتى الريحان، وهو ما يُشعِر الطفل بالقدرة على إنتاج غذائه ويزيده ارتباطاً بالطبيعة والحفاظ عليها كما انّ زراعة بعض المحاصيل الغذائية قد تساعد في توفير المال إضافة للأمن الغذائي .
ويمكن للمدارس الأولية ان تعلّم الأطفال بعض الزراعات والخضروات الخفيفة العضوية في حدائق المدارس ليتعلّموا فنون الحفاظ على البيئة، والقدرة على تسويقها إما بشرائها لمنازلهم إو إعطائها للفقراء والمحتاجين…
كذلك تنظيم رحلات طلابية للمحميات الطبيعية وتعريف الأطفال بأهميتها وسبل الحفاظ على التنوّع البيولوجي للطيور والحيوانات والأسماك. والحفاظ على الحيوانات المعرّضة للانقراض وأيضاً النباتات النادرة وتشجيع الطلاب الموهوبين في الكتابة الأدبية بالمدارس الأولية على كتابة قصص قصيرة أو نص مسرحي أو شعري وإلقاءه على طلاب المدارس للتوعية بأهمية الحفاظ على الماء والبيئة من الاختلالات المناخية الحالية، وإقامة مسابقات بين الطلاب الموهوبين في هذا المجال للحفاظ على الموارد الطبيعية خاصة الماء وضرورة ترشيد استهلاكها…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى