الرئاسة الإيرانية إلى جولة ثانية وسط منافسة شديدة… بين المعسكرات وداخلها ارتباك في الكيان في التعامل مع الفشل العسكري في غزة والانسحاب بزعم النصر المقاومة تقصف صفد وثكنة بيريا بـ 40 صاروخاً… وتوقع قتلى في موقع الناقورة
} كتب المحرّر السياسيّ
تشهد إيران اليوم الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المبكرة والاستثنائية لاختيار خلف للرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، في ظل إجماع لدى المرشحين والمراقبين على صعوبة أو شبه استحالة الخروج بمرشح فائز من الدورة الأولى، حيث ينص الدستور على اشتراط الفوز بنيل أكثر من 50% من أصوات المقترعين، وهو ما لا يبدو وارداً، في ظل عجز التيار الإصلاحي مسعود بزشكيان عن تجميع هذا القدر من الأصوات لمرشحه، رغم دعم الرئيسين السابقين الشيخ حسن روحاني والسيد محمد خاتمي والوزير السابق محمد جواد ظريف، وبالرغم من تحسّن ما يحققه في استطلاعات الرأي التي منحه أكثرها تفاؤلاً فرصة الحصول على 33% من الأصوات في الدورة الأولى، بينما تتوزّع أصوات المحافظين على مرشحين رئيسيين، هما رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف والمفاوض النووي السابق ورئيس مجلس الأمن القومي السابق سعيد جليلي، اللذان يتقاسمان نسبة تقارب الـ 50% من الأصوات، بعد انسحاب المرشحين المحافظين الآخرين باستثناء المرشح بور محمدي الذي لم يتجاوز نسبة الـ 1% من الأصوات في استطلاعات الرأي، وبعد فشل محاولة التوصل إلى اتفاق بين جليلي وقاليباف على انسحاب أحدهما للآخر لفتح طريق الفوز في الدورة الأولى أمام المرشح المحافظ، يدور التنافس على نسبة المشاركة، وعلى حسم المتردّدين لوجهة تصويتهم، وتصبح حظوظ المرشح الإصلاحي أعلى كلما زادت نسبة المشاركة عن 60% كما تقول أوساط الإصلاحيين الذين يرون أن غياب مرشح محافظ صاحب كاريسما يشبه الرئيس الشهيد رئيسي يعطيهم فرصة يجب استغلالها بكل قوة، بينما يعتقد المحافظون أن الأصوات الناجمة عن توسّع المشاركة سيتم تقاسمها مناصفة بين المحافظين والإصلاحيين بسبب حدة المنافسة، ولذلك يبقى التركيز عند المحافظين على المترددين الذين يبلغون 20% تقريباً ويعتقد المحافظون أنهم من مؤيدي تيارهم الذين أربكهم تعدد المرشحين، إذ لا يعقل أن يكون مؤيد التيار الإصلاحي متردداً مع وجود مرشح واحد يمثل تياره، ولذلك يرى المحافظون أن الجولة الثانية ستكون لصالح أحد المرشحين قاليباف أو جليلي، سواء كانت نتيجة الدورة الأولى بانتقالهما معاً الى المنافسة او انتقال أحدهما لمنافسة بزشكيان.
في المنطقة مع تراجع التهديدات الكلامية لقادة كيان الاحتلال ضد لبنان والانشغال بمشهد المواجهات التي تجدّدت في الشجاعية شمال قطاع غزة، وما بات ثابتاً عن الفشل في حملة رفح، تحدث قادة عسكريون لموقع «إسرائيل هيوم» عن ارتباك كبير في صفوف الضباط في ظل اتجاه رئاسة الأركان لتنفيذ قرار انسحاب من غزة وتصويره نصراً بمجرد الإعلان عن النجاح بإخضاع وتدمير قوة حركة حماس، بينما الجميع يعلم أن هذا الهدف لم يتحقق وأن الانسحاب هو هروب من كلفة المواجهة.
على جبهة لبنان مزيد من ضربات المقاومة لمواقع الاحتلال كان أبرزها تساقط عشرات الصواريخ فوق موقع الدفاع الجوي في ثكنة بيريا في منطقة صفد واشتعال النيران في الموقع والغابات المجاورة، فيما استهدفت المقاومة موقع الناقورة البحري وحققت فيه إصابات مباشرة أسفرت عن قتلى وجرحى.
تتواصل المواجهات في الجنوب بين حزب الله وجيش العدو الإسرائيلي، إذ استهدف الطيران الإسرائيلي دراجة نارية في بلدة سحمر في منطقة البقاع الغربي، ما أدى الى سقوط شهيد كذلك قام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة كفركلا. وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة مستهدفاً منزلاً في بلدة عيترون ودمره بالكامل ولم يسجل وقوع إصابات. وخرق الطيران الحربي جدار الصوت وعلى دفعتين في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح، على علو منخفض، محدثاً دوياً قوياً. ونفّذت طائرات إسرائيلية غارة على منزل في بلدة حداثا ما أدى لسقوط شهيد، وغارة على منزل في بلدة رامية ما أدى الى سقوط شهيدين.
في المقابل نفذ حزب الله هجوماً صاروخياً موسّعاً، وأعلن الحزب أنه رداً على اعتداءات العدو التي طالت مدينة النبطية وبلدة سحمر، فقصف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا.
وأعلن الدفاع المدني في غزة، عن «استشهاد 3 من كوادره وإصابة آخرين بعد استهدافهم بقصف إسرائيلي مباشر أثناء عملهم الإنساني».
وأعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن «قيادة المنطقة الشمالية تواصل الاستعداد والتدريب على السيناريوهات في الجبهة الشمالية: مناورات لمقاتلي غولاني ومقاتلي الاحتياط من لواء المظليين».
وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: «لفتني وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت بعد زيارته لأميركا، كان لديه موقفان أولهما قال: (نحن لا نسعى إلى حرب مع حزب الله)… وهنا بدأ بالنزول التدريجي عن الشجرة. ثانياً يقول (الحكومة تفضل حلاً سياسياً في حزب الله)… وهنا نزل أيضاً عن هذه الشجرة. نحن نقول له إذا أردت أن تنزل عن كامل الشجرة أوقف الحرب في غزة وعندها يكون ربح حقيقي للجميع فتتوقف هذه الحركة العدوانية لمصلحة خيارات قد تكون أفضل لكل من يفكر في خيار آخر غير الحرب».
إلى ذلك نقلت «بوليتيكو» عن الاستخبارات الأميركية أن مواجهة واسعة النطاق بين «إسرائيل» وحزب الله من المحتمل أن تندلع في الأسابيع القليلة المقبلة، إذا فشلت جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وركزت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون أمس، على منع المزيد من التصعيد وإيجاد حل ديبلوماسي ينهي المعاناة على جانبي الحدود. وقالت في كلمة القتها امس، في احتفال أقامته السفارة الاميركية في الذكرى الـ 248 لعيد الاستقلال الأميركي: «نحن بحاجة إلى حل هذه الصراعات – سواء في غزة أو على الخط الأزرق – بسرعة وديبلوماسية. وكما قال آموس هوكشتاين في بيروت الأسبوع الماضي، فإن هذا أمر ملحّ وقابل للتحقيق على حد سواء».
وعبّرت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها البالغ بسبب خطورة الوضع في لبنان، داعية كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام قرار مجلس الأمن رقم 1701. واعلنت ان فرنسا ستبقى ملتزمة التزاماً كاملاً بالسعي لمنع التصعيد على الخط الأزرق وتعزيز الحل الدبلوماسي.
على جانب آخر، التقت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية برئاسة النائب فادي علامة، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، وناقشا الأوضاع في لبنان والمنطقة مع تشديد فرنسا على «ترجمة مبادرات الحل وانعكاسها على لبنان والسعي الى التخفيف من التوتر وعدم تحوله الى حرب شاملة».
وعرض ماغرو لتطورات الدور الذي تؤديه فرنسا في «دعم الأفرقاء في لبنان للتوصل الى انتخاب رئيس الجمهورية»، مشدداً على استراتيجية بلاده «لبلورة حل سياسي في لبنان على ان تحظى بتعاط جدي من الأفرقاء والتفاعل معها وان يجري العمل على انتخاب رئيس من دون ربط الاستحقاق بالاحداث الدائرة في غزة».
وأكد «توجّه فرنسا الى ضرورة وضع استراتيجية منطقية لحل أزمة النازحين السوريين على أرضه»، مشدداً على أن بلاده «ترغب في المساعدة في هذا الملف، وهذا ما ستعمل عليه في بروكسيل مع ضرورة التوصل الى حل سياسي في سورية من دون أن يتحمل لبنان لعبة الانتظار».
وأكد ماغرو «حرص فرنسا على تحقيق حل مستدام في الاراضي الفلسطينية والمنطقة على غرار النجاح الذي تحقق في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل»»، لافتاً الى ان «ثمة فرصة لتثبيت نقاط الحدود البرية بين الطرفين بناء على هدنة عام 1949».
وزار ماغرو مساء أمس، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ونقل إليه رسالة تقدير من المبعوث الفرنسي الوزير السابق جان ايف لودريان للجهود التي يبذلها جنبلاط، في محاولة تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية، والسعي لتسهيل الحوار والتشاور بما يؤدي الى خلق مساحة مشتركة تؤسس لإنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية.
هذا وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرج تمّ خلاله البحث في الوضع في جنوب لبنان والمنطقة، والاتصالات الدولية الهادفة الى وقف الاعتداءات الإسرائيلية.
وكان رئيس الحكومة رأس اجتماعاً وزارياً في السراي خصص للبحث في الخطوات التي تقوم بها الحكومة لدعم الأهالي في الجنوب بسبب العدوان الاسرائيلي المستمرّ، إضافة الى تقييم ما تم تنفيذه حتى الآن واقتراح خطوات إضافية لمواكبة اي طارئ في حال حصوله.
هذا وتطرق الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن جوزيف بوريل والوزير عبد الله بو حبيب في بروكسل إلى الوضع في لبنان والمنطقة والنظر في إمكانية قيام الاتحاد الأوروبي بالمساهمة في تخفيف التصعيد والتوتر في جنوب لبنان.
وأمس، عقد لقاء لافت بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، وقد أعاد هذا اللقاء سبل التواصل بين الجامعة والحزب. وقد تطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في الجنوب، وإلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. وأكد زكي ألا علاقة لتحركه بحركة الموفدين الأجانب، وأنه لم ينقل أي رسالة من أي طرف لـ»حزب الله» وزار زكي رئيس تيار المرده سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
واعتبر زكي في تصريح أن ما يحدث في الجنوب والحرب الدائرة فيه هو مرتبط بحرب غزة، وبالتالي فالأمر يبدو واضحاً أنه عندما تتوقف الحرب في قطاع غزة ستتوقف الحرب في الجنوب.
وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خلال مراسم أربعينية الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه: «إن مصير شعوب المنطقة وحكوماتها ومستقبل المنطقة مرهون بالمجريات والوقائع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية».