أولى

الرجوع عن الخطأ فضيلة

‭}‬ معن بشور
في أخبار هذا الصباح أنّ السيد حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية التقى خلال زيارته لبنان بالنائب الحاج محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية، في زيارة هي الأولى لممثل الجامعة العربية الى حزب الله بعد قرار اتخذته الجامعة بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية منذ عام 2016، ونُقل عن زكي قوله إنّ لحزب الله مستقبلاً كبيراً في المنطقة.
ورغم ترحيبنا باللقاء «الممنوع» منذ سنوات والتصريح المنسوب الى السيد زكي وكلاهما تعبير عن مناخ جديد، عربي وإقليمي ودولي، هو من بركات «طوفان الأقصى»، لكن من المفيد أن نوضح انّ قرار تصنيف حزب الله منظمة إرهابية كان قراراً صادراً عن مؤتمرين لوزراء الخارجية والداخلية العرب في ذلك العام، وانّ الحكومة الموريتانية قد اعترضت على إدراج هذا البند في قمة نواكشوط العربية التي انعقدت أيضاً في ذلك العام، خصوصاً بعد المعارضة الشعبية العربية الواسعة لهذين القرارين، والتي توّجَها آنذاك المؤتمر القومي العربي خلال انعقاده في تونس في العام نفسه، وكان أمينه العام الدكتور زياد حافظ، والذي اتخذ قراراً بالدعوة الى مؤتمر عربي شعبيّ موسع في بيروت لإدانة هذا القرار. وبالفعل انعقد المؤتمر المذكور في فندق السفير في بيروت في 15 تموز/ يوليو 2016 بحضور حوالي 300 شخصية عربية، تحمّلوا نفقات سفرهم وإقامتهم…
وقد تحدث في جلسة افتتاح المؤتمر يومها بالإضافة الى الدكتور حافظ المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي من المغرب المحامي خالد السفياني وأمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية من لبنان الأستاذ قاسم صالح والمرشحان الرئاسيان في مصر اللذان نالا أكثر من عشرة ملايين صوت في انتخابات 2012، وهما الأستاذ حمدين صباحي، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (المعتقل السياسي منذ سنوات في مصر)، ورئيس الوزراء السوداني الراحل السيد الصادق المهدي (رحمه الله)، والقيادي الفلسطيني التاريخي فاروق القدومي، والدكتور صالح دحان أمين عام جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، بالإضافة الى ممثل حزب الله المجاهد الكبير السيد إبراهيم أمين السيد.
كما شارك بكلمة ممثل الجمهورية الإسلامية في إيران الراحل الأستاذ حسين شيخ الإسلام رئيس لجنة فلسطين في مجلس الشورى الإيراني (رحمه الله).
وقد علمنا أنّ الحضور الكمّي والنوعي في ذلك المؤتمر قد عزّز موقف نواكشوط بعدم إدراج بند تصنيف حزب الله منظمة إرهابية في قمة نواكشوط عام 2016.
كما انّ نجاح ذلك المؤتمر في التعبير عن تمسّك أحرار الأمة واعتزازهم بالمقاومة قد أدّى الى صدور أكثر من قرار في أكثر من عاصمة بمحاصرة المؤتمر القومي العربي ورموزه وكلّ من ساهم في إنجاح ذلك المؤتمر.
واليوم وبعد حوالي عشر سنوات نأمل ان تكون خطوة السيد حسام زكي تعبيراً عن بداية مراجعة عميقة وجريئة لسياسات النظام الرسمي العربي تجاه المقاومة، وخصوصاً في أجواء حرب الإبادة التي يشنّها العدو الصهيوني على أهلنا في غزة وعموم فلسطين وجنوب لبنان منذ تسعة أشهر دون توقف ودون أيّ اكتراث بالقرارات الدولية والسخط الشعبي في كلّ أنحاء العالم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى