فلسطين وعبقرية الأسماء
تقول الرواية إن اسم حي الشجاعية يعود الى معركة دارت عام 1239 ميلادي بين أهل غزة تحت لواء الأيوبيّين وفلول الحملات الصليبية بعد معركة حطين، وكان بطل المعركة الشهيد شجاع الدين الكردي، لكن هل يكفي ذلك ليحمل هذا الحي الاسم الذي يتجاوز اسم أحد الأبطال التاريخيين، ويحمل المعنى الأسمى للبطولة وهو الشجاعة؟
ارتبط اسم حي الشجاعية منذ طوفان الأقصى بأشدّ عمليات المقاومة فتكاً بجنود الاحتلال، وأعلى مراتب الشجاعة التي سطرها المقاومون فيها، وليست عملية أمس والتي أسفرت عن مقتل خمسة جنود من جيش الاحتلال وإصابة أربعة آخرين بجراح، إلا واحدة من سلسلة عمليات قتل خلال واحدة منها قبل ستة شهور تسعة جنود وضباط خلال تفجير أحد البيوت المفخّخة بوحدة من وحدات النخبة لجيش الاحتلال.
قبل ثلاثة أعوام اختارت قيادة المقاومة اسم سيف القدس لعمليّتها التي أرادت منها حماية المسجد الأقصى، وردع الاحتلال عن التمادي في التعدي على المرابطين فيه، وهي غير العملية التي بدأت في السابع من تشرين الأول العام الماضي ولا تزال مستمرة، واختارت المقاومة لها اسم طوفان الأقصى.
السيف عادة يمتاز بأنه يحمي ويردع ويبتر، بينما يفيض الطوفان وينتشر ويغمر، ومن ينظر لوظيفة وميزات كلٍّ من العمليتين سوف يلحظ بسهولة الفارق بين السيف والطوفان.
عبقرية الأسماء هي جزء من ثقافة التفوق التي يظهرها الشعب الفلسطيني سواء في رموزه التاريخية التي تحملها أسماء أحياء مثل الشجاعية، او في اختيارات معاصرة وراهنة تقدم عبرها المقاومة بعداً استراتيجياً دقيقاً لكل عملية.
التعليق السياسي