معرض استعادي لشيخ النحاتين السوريين سعيد مخلوف في ذكرى ميلاده الـ 99
حظي جمهور الفن التشكيلي في دمشق بفرصة مشاهدة مجموعة أعمال مميزة للنحات السوري الراحل سعيد مخلوف الملقب بشيخ النحاتين، وذلك في غاليري جورج كامل بمناسبة ذكرى ميلاده الـ 99.
وجاء المعرض بالتعاون بين غاليري جورج كامل ومجموعة جوليا دومنا، وضمّ 34 عملاً نحتياً بخامات تنوعت بين الخشب والحجر والعظم والبرونز وغيرها، وبأحجام تنوعت بين الصغير والمتوسط والكبير وبأساليب واقعية تعبيرية وتجريدية جسد من خلالها النحات مواضيع من الحضارة والأساطير السورية القديمة، إضافة إلى مواضيع إنسانية فلسفية.
وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة، عن المعرض، في تصريح للصحافيين: إن النحات الراحل امتاز بتجذره بأرضه وحضارة وطنه، وعبر عنها من خلال أعماله ليخاطب العالم بلغة فنية إنسانية راقية، وهذا المعرض يأتي في ذكرى ميلاده كنوع من الوفاء لإرثه الفني الغني والكبير وفرصة للأجيال الجديدة للاطلاع على تجربته الفنية المميزة، مبينة أن المعرض جاء نتيجة تعاون إيجابي لجمع هذه الأعمال في معرض واحد، وهو دليل على أهمية العمل الثقافي الجماعي لصالح الحركة الفنية السورية.
بدوره أوضح السفير الجزائري في سورية كمال بوشامة أنه لمس عبر الأعمال المعروضة القيم الفنية العالية للنحت السوري، من خلال تجربة أحد أهم نحاتي الحركة الفنية في هذا البلد، مؤكداً أن سورية اليوم تقوم من أزمتها بقوة أبنائها وعمقها الحضاري والإنساني لتأخذ مكانها بين دول العالم، وهذه رسالة لكل من حاربها وخاصة الدول الغربية لتعيد حساباتها تجاه هذا البلد الحضاري المهم.
ولفت جورج كامل، صاحب الغاليري ومديره، إلى أن المعرض جاء بالتعاون مع مجموعة جوليا دومنا، عبر جمع الأعمال من عدة مجموعات خاصة ليكون نوعاً من الاحتفاء بذكرى ميلاد النحات الراحل بعامها التاسع والتسعين ولإظهار أهميّة تجربته وغناها، وليطلع عليها محبو الفن والفنانون الشباب، مبيناً أن الغاليري تسعى عبر معارضها لتوثيق التجارب الفنية للرواد وأعلام الحركة الفنية السورية والاحتفاء بها.
وأشار النحات مصطفى علي إلى أن النحات الراحل كان يفتح مشغله في مدينة معرض دمشق الدولي القديم لكل طلاب كلية الفنون وخاصة في قسم النحت ليتعلّموا ويجرّبوا بأيديهم طرق التعامل مع مختلف الخامات، مؤكداً أن النحات مخلوف صاحب بصمة راسخة في النحت السوري، ويستحق لقب شيخ النحاتين.
أما النحات زياد قات فأوضح أن النحات مخلوف كان متنوّعاً في نتاجه الفني بالمواضيع والأساليب والخامات، ما خلق لديه أسلوبية خاصة تكرست كمدرسة مع الوقت لتستفيد منها أجيال من النحاتين السوريين الذين عايشوه وعاصروا تجربته.
يُذكر أن النحات الراحل سعيد مخلوف من مواليد قرية بستان الباشا بمحافظة اللاذقية عام 1925 وتوفي عام 2000 ودرس الفن بعد أن تلقى الابتدائية والثانوية في البعثة العلمانية الفرنسية، وعمل مشرفاً على مشغل النحت في معرض دمشق الدولي، وأعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية والمتحف الوطني بدمشق ومدينة معرض دمشق الدولي (المنحوتات الحجرية الكبيرة) ومطار دمشق الدولي، وضمن مجموعات خاصة في سورية وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.