أخيرة

دردشة

الشامي المحنّك فارس الخوري

يكتبها الياس عشّي

خمسة وعشرون عاماً من الانتداب الفرنسي على الشام، لم تُرفع في أثنائها راية بيضاء واحدة.
خمسة وعشرون عاماً حافلة بالإضرابات، ومقاتلة المحتلين، ووقفات العزّ. ما من سوريّ إلّا ويروي بفخر واعتزاز قصّة الشامي المحنّك فارس الخوري الذي انتُدِب إلى الأمم المتحدة ليدافع عن حقّ الدولة الشامية في الاستقلال:
دخل فارس الخوري، ببزّته الأنيقة وطربوشه الأحمر، القاعة قبل الموعد المحدّد لمناقشة القضية السورية، وتوجّه فوراً إلى المقعد المخصّص لفرنسا، واحتلّه. وعندما وصل المندوب الفرنسي اقترب من مندوب سورية طالباً منه إخلاء المكان. لكن فارس الخوري كان منهمكاً بالنظر إلى ساعته، يحصي الدقائق غير آبه باحتجاجات السفير الفرنسي، ولا بصراخه، ولا بتهديداته. وعندما أنهى الخمس والعشرين دقيقة أعاد ساعته إلى جيبه، ثم وقف وخاطب بهدوء المندوب الفرنسي قائلاً:
سعادة السفير جلست على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة، فكدتَ تقتلني غضباً وحنقاً، وسورية «استحملت سفالة جنودكم خمساً وعشرين سنة، وآن لها أن تستقلّ».
ولم تنتهِ الجلسة إلّا وكانت سورية قد حصلت على استقلالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى