دبوس
القوة الروحية والصلابة والإرادة
هكذا تحدث السيد عبد الملك الحوثي، حينما كانت أميركا تلوّح مجرّد التلويح بإرسال حاملات طائراتها الى جهةٍ ما، للترهيب وللإخضاع ولممارسة البلطجة ضدّ الشعوب، كانت الأنظمة المأخوذة بقوة وجبروت هذه الإمبراطورية ترتعد فرائصها، ثم تبدأ بتقديم التنازلات، ولكن اليمن العظيم لم ترهبه حاملات الطائرات هذه، بل تصدّى لها، وأجبرها على الهروب بعيداً إلى أطراف البحر الأبيض المتوسط، بعدما كانت تسرح وتمرح في البحر الاحمر، وترهب أصحاب النفوس الضعيفة والإرادات المضمحلّة…
هكذا تحدث السيد الحوثي، وهكذا كان صادقاً قوياً مقداماً شجاعاً صامداً. سلمت يمناك أيها القائد الكبير، ولتتعلّم كلّ القيادات والأنظمة الخانعة المستسلمة في المنطقة من هذه الصلابة وذلك العنفوان وتلك البطولة…
حينما نمى إلى علم الخميني العظيم، وهو على متن الطائرة التي كانت تحمله من باريس الى طهران، انّ هنالك بعض الجنرالات في جيش الشاه قرّروا إسقاط هذه الطائرة قبل ان تصل الى مطار طهران، فماذا فعل الخميني؟ تناول سجادة الصلاة، وفرَدها على أرض الطائرة، وأخذ يصلّي لله ويشكره ويحمده على الانتصار العظيم، فتسرّبت تلك الروحية والقوة والإرادة الفولاذية الى نفوس كلّ من كانوا معه على متن الطائرة، وتلاشت أيّ من شحنات الخوف من النفوس، وحلّت محلّها تلك الإرادة، وذلك التصميم الذي تدفّق اليهم من روح الله العظيم…
وهؤلاء المقاتلون الأشاوس في غزة، ينبعثون من بين الركام ثم يشتبكون من فورهم مع عدو متفوّق تفوّقاً كبيراً في التسليح وفي تكنولوجيا القتل، وبالرغم من ذلك يهاجمونه ويلحقون به الضربات، ويفجّرون مدرّعاته ومصفحاته من المسافة الصفرية، بينما جنوده مختبئون في الدبابات يرتجفون من شدة الخوف والهلع…
انها الروحية، كما قال الرضوان، غير مرئية وفي حسابات المادة، هي لا شيء، ولكنها تقلب كلّ الموازين، وتحقق الانتصارات، وتدمي قلوب المعتدين.
سميح التايه