أبو عبيدة ومحور المقاومة
– جاء التسجيل الأخير للناطق بلسان كتائب القسام أبو عبيدة في ذكرى مرور تسعة شهور على الحرب التي بدأها جيش الاحتلال، مدعوماً من كل الكيان ومن كل الغرب، تذكيراً بحقائق أظهرها الصمود الأسطوريّ للشعب في غزة والبطولة الملحمية للمقاومة من جهة، ومفعول الحق الذي تمثّله القضية الفلسطينية في جعل كل مكونات الجبهة التي ساندت الحرب تتفكّك وتتداعى رغم ظروفها المريحة قياساً بما يعيشه الفلسطينيون وما تتعرّض له مقاومتهم، بينما تجد الفلسطينيين ومقاومتهم وهم تحت النار يزدادون قوة وتماسكاً.
– جاء كلام أبو عبيدة في ذروة المسار التفاوضيّ ليقول إن المقاومة قادرة على القتال لأمد بلا سقوف، وإنها تزيد مصادر قوتها، وليست بحاجة لأن يصلها شيء من خارج قطاع غزة، فما لديها من مخزون يكفي، لمواصلة التصنيع ومواصلة القتال، ويقول إن ما تحمّله شعبها كافٍ ليفهم الأعداء أن لا جدوى من الرهان على التعب والجوع والتدمير والقتل، لأن الفلسطينيين مقاومة وشعباً على قلب رجل واحد، يريدون النصر وجاهزون للشهادة.
– التحية المفعمة بالعاطفة والحب والعرفان التي قدّمها أبو عبيدة باسم المقاومين في غزة لقوى محور المقاومة في لبنان واليمن والعراق، ليست مجرد ردّ على شائعات التفريق والتشكيك والطعن، بل هي تعبير حقيقيّ عن حجم ما ثبت بالوقائع أن جبهات الإسناد فعلته في تغيير المعادلات، وليس خافياً أن الخطاب الأميركي الذي يقول لقادة الكيان إن المجازفة بحرب على لبنان ومقاومته سوف تعرّض الكيان لخطر الدمار وربما الزوال، وإنها مخاطرة بأمن الكيان ومستقبله، كما قال بيان الخارجية الأميركية، قد ختم بالقول إن الذهاب الى اتفاق يضمن وقف النار في غزة سوف يتكفل بوقف النار على جبهة لبنان، ومثله السعي لفك حصار السفن الذي فرضه اليمن في البحار لن يكتب له النجاح إلا بوقف الحرب على غزة وفك الحصار عنها. وبالتالي فإن المقاومة في غزة تدرك كما يقول أبو عبيدة إن جبهات محور المقاومة كانت عاملاً حاسماً بين عوامل إنضاج فرص التفاوض الجديدة.
– أراد أبو عبيدة أن يردّ للسيد حسن نصرالله التحيّة بمثلها، بعدما أبلغ وفد قيادة حماس قبل يومين، أن بمستطاع الوفد المفاوض للمقاومة أن يضع على الطاولة بثقة قدرته على توقيع اتفاق يضمن وقف النار على كل جبهات القتال إذا تمّت تلبية شروط المقاومة في غزة، وقد وصلت رسالة الحب بين رفاق السلاح وأخوة الدم، ووصل الردّ عليها.
التعليق السياسي