مانشيت

الذكرى الـ 75 لاستشهاد باعث النهضة أنطون سعاده… ثابتون فكراً ونهجاً / شهادات وكلمات تؤكد راهنية فكره وثبات حزبه في الصراع ضدّ العدو الصهيوني والمشاريع الاستعمارية

نصرالله يتحدّث غداً ويؤكد الاستمرار في نصرة الحق / بزشكيان: دعم المقاومة متجذّر بقوة في السياسة الإيرانية

اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنَّ عاشوراء تأتي هذا العام في أجواء مختلفة عن السنوات الماضية فنحن في قلب طوفان الأقصى في غزة وعلى الجبهة الجنوبية في لبنان مع شهداء وجرحى بشكل شبه يومي، مشيرًا إلى أنَّ أجواء المعركة والتداعيات المفتوحة على كل الاحتمالات يجعل إحياءنا مختلفًا على المستوى الروحي والنفسي والعقلي، فنحن في قلب الحدث الكربلائي.
وفي المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيّد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، أكَّد السيد نصر الله أنَّه بين “إسرائيل” وعدوانها على المنطقة ومظلوميّة الشعب الفلسطيني هذا الأمر لا حاجة للنقاش فهناك حقٌ ظاهرٌ وجليٌّ اسمه فلسطين بمعايير القانون الدولي والحقوق والإنسانية والأخلاق والأديان وهناك باطل اسمه “إسرائيل”.
ورأى أنَّ هول المجازر في قطاع غزة أيقظ الفطرة الإنسانيّة لدى طلاب الجامعات الأميركية وعقولهم، معتبرًا أنَّ “مَن يتجاهل ما يجري غزة والمظالم التي تلحق بفلسطين وبجبهات الإسناد فهو ميت العقل والقلب والروح وعلى كل إنسان أن يقوم بما يستطيع فعله لأننا سنسأل يوم القيامة عن فلسطين وعلينا تحضير الجواب للآخرة”. وشدَّد السيد نصر الله على أنَّ “مسؤوليتنا نصرة الحق وعندما نذهب لنصرة الحق سنسمع الضجيج والضوضاء والتيئيس والتبخيس وسيكون لذلك تداعيات سياسية وسيسقط لنا شهداء أعزاء وتُهدم بيوتنا، نقول لكل ذلك أولسنا على الحق إذًا لا نبالي ولا نتراجع لحظةً واحدة على الإطلاق”.
إلى ذلك، وجَّه الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان رسالة شكرٍ للسيد نصر الله ردًا على الرسالة التي وجَّهها له بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأكَّد بزشكيان أنَّ دعم المقاومة متجذِّرٌ في السياسات الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشددًا على أن هذا الدعم “سيستمر وبقوة”. وأضاف: “إنني على يقين من أن حركات المقاومة في المنطقة لن تسمح لهذا الكيان بمواصلة سياساته التحريضية والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم وشعوب المنطقة الأخرى”.
وشكر الرئيس الايراني السيد نصر الله على دعوات السيد نصرالله الصادقة له، سائلًا: “الله العلي القدير لكم المزيد من العزة والمجد، ولشعب لبنان الرخاء والتقدم، والنصر الإلهيّ لأبطال المقاومة المجاهدين”.
ويتحدث السيد نصرالله يوم غدٍ بذكرى أسبوع استشهاد القيادي في المقاومة الشهيد “أبو نعمة”، ويتطرّق خلالها وفق معلومات “البناء” إلى أهمية الشهيد ودوره في المقاومة في مختلف المراحل والإنجازات التي تحققت لا سيما في الحرب الدائرة في الجبهة الجنوبية، وإلى أبرز التطورات والمستجدات الميدانية في الجنوب وغزة وسياق المفاوضات الجارية بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي والاحتمالات المتوقعة بحال أفشل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الجهود الحالية للتوصل الى اتفاق على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والتهديدات بالحرب الشاملة على لبنان. كما يرد السيد نصرالله على التساؤلات ورسائل الوفود الدبلوماسية التي تأتي إلى لبنان أو عبر وسطاء حول موقف حزب الله من انتقال العدو الى المرحلة الثالثة في غزة.
وأشارت أجواء مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” إلى أن “حزب الله لن يقدم معلومات مجانية حول كيفية تعامل الحزب مع توجه العدو لخفض عملياته العسكرية في غزة، لأن العدو يريد بأساليب الخداع والتمويه والمناورة فصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزة تحت عنوان المرحلة الثالثة وخفض العمليات العسكرية وقد يكتفي بتبادل دفعة من الأسرى للتخفيف من الضغط الشعبي والسياسي على الحكومة ويعلق تنفيذ الدفعة الأخيرة لكي لا يرضخ لوقف إطلاق النار، ولذلك فإن المرحلة الثالثة ستكون أخطر من المرحلة الحالية، لأنه سيُبقي قواته في غزة في مناطق بعيدة عن تواجد المقاومين لتخفيف الخسائر، ولن يوقف إطلاق النار بل سيحتفظ لنفسه بحق شن ضربات على المناطق المأهولة بالسكان وتنفيذ اغتيالات لقيادات في المقاومة الفلسطينية، ويستمر بحصار غزة ويمنع دخول المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار ويحول دون عودة المهجرين من سكان القطاع، ما يعني أن حالة الحرب قائمة، ما يعني أن حركات المقاومة ستتصرف على هذا الأساس، وكذلك الأمر جبهات الإسناد في محور المقاومة”. على أن مصادر رسمية تشير لـ”البناء” إلى أن “المفاوضات لم تتوقف على خطوط عدة لا سيما الأميركية – الألمانية مع المسؤولين اللبنانيين وتحديداً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومن جهة أخرى مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين”، لافتة الى “وجود اهتمام أميركي لافت بالتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية قبل بدء المرحلة الانتخابية في الولايات المتحدة في تشرين المقبل”، وقد تم إنجاز شبه تفاهم على ترتيبات على الحدود وفق المصادر تبدأ بوقف العمليات العسكرية وعودة المهجرين من الطرفين وتعزيز قوات اليونفيل والجيش اللبناني وإزالة المظاهر المسلحة من حزب الله جنوب الليطاني ومن ثم تثبيت وقف إطلاق النار وفتح جولة تفاوض حول النقاط التي تتجاوزها إسرائيل داخل الحدود المرسمة”، لكن الخلاف وفق المصادر هو توقيت بدء تنفيذ التفاهم الحدودي.. ففي “حين يضغط الأميركيون والأوروبيون لدخول التفاهم حيز التنفيذ فور سريان المرحلة الثالثة في غزة، لم يتمكن الوسطاء من انتزاع وعود من حزب الله ولا حتى من المسؤولين اللبنانيين بهذا الإطار لكون الحزب ربط أي وضع على الحدود الجنوبية بتطوّر الميدان في غزة”. كما نفت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” التوصل الى تفاهم مع أي دولة أجنبية على ترتيبات على الحدود، مجددة التأكيد بأن حزب الله لن يناقش هذا الملف قبل توقف العدوان على غزة.
وواصلت المقاومة دك مواقع وتجمعات والقواعد العسكرية للعدو الإسرائيلي في عمق شمال فلسطين المحتلة، وقصفت ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابتها إصابة مباشرة، كما استهدفت موقع الراهب بقذائف المدفعية وأصابته إصابة مباشرة.‏
وردًا على ‌‌‏‌‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً في بلدة ‌‏كفرحونة، قصف مجاهدو المقاومة مستعمرة “هغوشريم” ‌‏بصلية من صواريخ الكاتيوشا، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة.‏
وشدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن “زلزال طوفان الأقصى سيكون سببًا ومقدّمة لزوال كيان العدو والدماء ستغير المعادلة”، وقال: “نحن مستمرون في المقاومة إلى أن نغادر الحياة الدنيا وسنبقى نواجه “إسرائيل” ولو وقفت الدنيا كلها في وجهنا، ونحن على ثقة بأنّنا سننتصر ولو بعد حين ومن يعتقد أنه سيغيّر رأينا هو واهم”، ولفت الى أن “حزب الله يبني ويحمي على الرغم من كل المواجهة والتضحيات والعطاءات وكل هدفنا تحقيق مصالح الناس ونسعى لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
الى ذلك، كشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربيّة السفير حسام زكي، أنه بعد “سنوات طوال من الانقطاع، رغبت الجامعة العربيّة التواصل مع حزب الله لظروف معيّنة أساسها الحرب والشغور الرئاسي، فكان اللقاء مع رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد، أما تصنيفه أرهابيّاً أو لا فهو موضوع فُرض فرضاً على الأجندة الإعلاميّة ولم يكن أولويّة، مشيراً الى أن الأمل كان ولا يزال معقوداً لتسهيل انتخاب رئيس جمهورية للبنان”. ونفى أن “يكون قد طلب من حزب الله وقف الأعمال القتالية وخلال لقائه مع محمد رعد نقل إليه رسالة مفادها ضرورة توخي الحذر الشديد، لأن الجامعة العربيّة ترصد نيات اسرائيليّة لتوسعة الحرب”. وأشار الى أن “محمد رعد قال إن الحرب بالنسبة لحزب الله هي حرب كريهة، والحزب يريد أن تتوقف في أي لحظة ولكنّ موقفه واضح، وهو ربط جبهة الجنوب بجبهة غزة، وهذا الأمر بيد الجانب المعتدي الإسرائيلي».
وجزم زكي أن “ليس هناك أي مبادرة من جامعة الدول العربيّة لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان لأن الوضع الداخلي اللبناني متشابك ومعقّد، لدرجة إفشاله أي مبادرة حتى قبل إطلاقها، فهناك انهيار للثقة بين اللبنانيين، ومن المعيب في حقّ أي دولة أن لا تتمكن من التوافق على اسم رئيس لجمهوريتها منذ 20 شهراً”.
وإذ أكد أكثر من مصدر نيابي لـ”البناء” أن “الملف الرئاسي بات مرتبطاً بالوضع في الجنوب وبغزة، وأن لا توافق داخلي على إنجازه في المدى المنظور ولا ظروف خارجية مؤاتية لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بسبب انشغال القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في الساحة اللبنانية بأزماتها واستحقاقاتها الانتخابية وبالحرب في غزة وتهديد الأمن والاستقرار في الإقليم”. وأفادت مصادر إعلامية أن “سفراء الخماسية يعقدون اجتماعهم الدوري اليوم في قصر الصنوبر بغياب السفير القطري فيما تتردد السفيرة الأميركية بالحضور”.
وبعد اندلاع الجبهة بين معراب وميرنا الشالوحي، استدارت “القوات اللبنانية” لإعادة إشعال محور معراب – عين التينة، حيث اتهمت الدائرة الإعلامية في “القوات” رئيس مجلس النواب نبيه بري بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، وزعمت في بيان الى أن “من حرم اللبنانيين حتى الآن من هذه الضرورة الملحة هو عدم الدعوة الى اي جلسة انتخابات رئاسية جدية، ومَن عطّل هذه الضرورة الملحة دائمًا وأبدًا هو خروج نواب كتل الممانعة عند نهاية الدورة الأولى، ومعالجة هذا المرض الخبيث تكون من خلال التقيُّد بأحكام الدستور بالدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية وليس عن طريق تشويه وتمويه الواقع بالدعوة إلى حوارات مفترضة الهدف منها تغطية التعطيل وتجاوز الدستور”.
ورد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم على “القوات” بالإشارة الى أن “إصرار البعض على مقاربة الحقائق التي ساهمت بإطالة عمر الشغور الرئاسي بمغالطات ومواقف أبعد ما تكون عن الحقيقة الراسخة وهي أن من يتحمل مسؤولية ما آلت اليه الامور من رفض الحوار والتلاقي وأدار الظهر لمنطق التفاهم والتوافق الذي يحمي البلد ويساهم في ايجاد الحلول للأزمات فكيف اذا كانت ازمة شغور ادت الى خلل في انتظام عمل المؤسسات ومن يبدي حرصه ويتباكى على الواقع المرير ما عليه الا القبول بالتواصل والتلاقي”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى