لا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل
شخّص الزعيم العدو بدقة ووضوح وحرّض أعضاء حزبه وأبناء أمته على قتاله… وهذا ما نحن عليه الآن في قطاع غزة والضفة الغربيّة وعلى جبهات محور المقاومة ولا خيار أمامنا إلا القتال والاستمرار في القتال حتى ننتصر
صلاح صلاح *
*قيادي ومناضل فلسطيني
الأحزاب العقائدية ذات الخلفيّة الإيديولوجيّة، برؤية استراتيجية مستقبلية تهدف لبناء وطن حر مستقلّ وشعب يمارس كامل سيادته وحقه في تقرير مصيره لا يتمّ بالرغبة الذاتية فقط ولا بإصدار بيان سياسي أو توجيه نداء، وإنما هو وليد ظروف موضوعيّة يدخل فيها العامل الذاتي كطرف حاسم ومقرّر.
فالحزب السوري القومي الاجتماعي هو وليد المرحلة التي تلت إنهاء ما يزيد عن 400 سنة من الحكم العثماني الظالم والمستبدّ، لتدخل منطقتنا في مرحلة جديدة تتقاسمها وتتنافس السيطرة عليها دول النظام الرأسمالي الغربي لإخضاعها ونهب خيراتها وإبقاء شعوبها على حالها من التخلّف والتشرذم، متّبعة أسلوبها التقليديّ «فرّق تسد».
في ظلّ هذه الأجواء تولّدت مناخات لولادة تفاعلات جماهيريّة واسعة ترفض الاستعمار الجديد الذي يحلّ محلّ الاستعمار القديم، وتبلورت الظروف الموضوعية الملحة لضرورة إيجاد أحزاب سياسية تقود هذا الغليان الشعبي ضدّ الاستعمار.
ورأى أنطون سعاده الشاب المتحمّس العائد من المهجر (البرازيل) في دمشق مركزاً أساسياً لهذا الحراك الشعبي والتي لعلّه يجد فيها ضالته في حزب فاعل، ولكنه اصطدم مع قادتها التقليديّين فعاد الى بيروت ليجد فرصته في الجامعة الأميركية، وفيها بدأ خطوته العملية الناجحة في تأسيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي».
وكان في تلك الخطوة الضرورية لمواجهة المشروع الصهيونيّ الذي عبّر عن خطره مبكراً في مقال كتبه في جريدة «الجريدة» التي يُصدرها والده في البرازيل تحت عنوان «الصهيونيّة وامتداداتها» يدعو فيه إلى «تشكيل حركة نظاميّة معاكسة للحركة الصهيونيّة».
وبعد نمو الحزب وتطوّره يطلب سعاده من الأعضاء «يجب أن تذكروا دائماً أنّ فلسطين السورية هذه الجناح الجنوبيّ مهدداً تهديداً خطيراً جداً وأنّ إرادة القوميين الاجتماعيين هي إنقاذ فلسطين من المطامع اليهوديّة ومشتركاتها».
عندما وقع المحذور وحصلت النكبة، أعلن أنطون سعاده في خطاب جماهيري «إن محق الدولة الجديدة المصطنعة هو عملية نعرف جيداً مداها، إنّها عملية صراع طويل ـ شاق ـ عنيف يتطلب كل ذرة من ذرّات قوّتنا، لأنّ وراء الدولة اليهودية الجديدة مطامع دول أجنبية كبيرة تعملُ وتساعدُ وتبذلُ المال. وتمدّ الدولة الجديدة بالأساطيل والأسلحة لتثبيت وجودها».
إنّه تشخيص في غاية الدقة والوضوح للعدو الذي واجهه السوريّون. على هذا يحرّض الزعيم أعضاء حزبه «مارسوا البطولة ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل».
هذا ما نحن عليه الآن في قطاع غزة والضفة الغربيّة وعلى جبهات محور المقاومة لا خيار أمامنا إلا القتال والاستمرار في القتال حتى ننتصر.
مع كل التحية للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي حافظ على مبادئ مؤسسه وتعاليمه فقدّم الشهداء على طريق تحرير فلسطين.