أولى

يوم ارتقاء أنطون سعاده

ندعو من منبركم كقوميين سوريين، ومرابطين كل الأحزاب الوطنية والقومية إلى التمسك بالبرنامج المرحلي للحركة الوطنية، مطوّراً ومتقدماً يتلاءم مع المتطلبات الكفاحية والنضالية لهذه الأيام التاريخية والمفصلية في تاريخ الهلال والأمة جمعاء، وفاء لشهادة أنطون سعاده الرائدة، ولثورة عبد الناصر الخالدة

‭‬ العميد مصطفى حمدان*‬
*أمين الهيئة القياديّة في حركة الناصريّين المستقلين المرابطون

تفتقد الأمة وهلالُها الخصيب وسوريانا ووطننا لبنان، في هذه الأيام التاريخية والمفصلية، دولياً وإقليمياً وعربياً، ومركزية ما يجري على أرض فلسطين المقاومة، البعد الأخلاقي والإنساني والسياسي الدقيق، لمبادئ خالدة روحيّة وماديّة، تنطلق من مقولة ثابتة دقيقة وواضحة:
“نحن أمة قوية عظيمة، قوية بمواهبها غنية بمواردها نشيطة بروحها”.
إنّ الثوابت الوطنية التي تنطلق من عمق فكر أنطون سعاده، النهضويّ والمتقدّم، تجعلنا نرتقي بكلامنا إلى مستوى استشهاد انطون سعاده من أجل هذا الفكر، فنقول إنّ الدولة اليوم التي تدير الشؤون السياسية والاقتصادية في وطننا، مرتهنة إلى الخارج بقرار عن سابق تصوّر وتصميم، من قبل زعماء فيدراليّة الطوائف والمذاهب المهيمنة، ومن المؤكد هم على نقيض جدليّ مع فكر أنطون سعاده، حاولوا بيع الوطن إلا أن الوطن أكبر منهم، بشعبه ومقاومته. باعوا الكرامة والسيادة مقابل المال والسلطة، والجلوس مع موظفين في خارجيّات الدول المسيطرة على مجتمع دولي مزيّف، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركيّة.
هنا نرفع ما أعلنه أنطون سعاده في وجه فاقدي الأهلية الوطنية، بسلوكهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي اللا وطني، “لنذكّر كلّ اللبنانيين أنّ مصيبتنا بيهودنا الداخليّين، أعظم من بلائنا باليهود الأجانب”، ولعلّ ما يجري على حدودنا الجنوبية على تخوم فلسطين، والتي كان لرفقاء أنطون سعاده دور مركزيّ، في تحقيق التحرير، ومن ثم السعي الدائم ليكونوا شركاء مع المقاومة التي يقودها حزب الله اليوم، يعلن البعض الكثير القليل في لبنان عن هويتهم، بأنهم يهود الداخل الذين يحاولون حرق البلاد ويخدمون العدو بصورة مباشرة وغير مباشرة خدمة لمصالحهم الآنيّة السياسيّة، الداخليّة الضيقة.
في يوم استشهاد أنطون سعاده، نتوجّه إليكم أيها الرفقاء لنؤكد لكم بأننا نحن المرابطين وعلى الصعيد القوميّ، وفي الصراع ضدّ اليهود من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين، من جليلها إلى نقبها، ومن نهرها إلى بحرها، والقدس عاصمة السماء على الأرض، سنبقى حاملين بنادقنا رافعين أهمّ استراتيجية كفاحية نضالية، قومية سورية عربية خطها ورائدها أنطون سعاده عندما قال إنّ الصراع مع اليهود هو صراع وجود وليس صراع حدود، وقام جمال عبد الناصر ليؤكدها بأنّ ما أخذه اليهود بالقوة لا يُستردّ بغير القوة.
وفي يوم ارتقاء أنطون سعاده ندعو من منبركم كقوميين سوريين، ومرابطين كلّ الأحزاب الوطنية والقومية إلى التمسك بالبرنامج المرحليّ للحركة الوطنية، مطوّراً ومتقدماً يتلاءم مع المتطلبات الكفاحية والنضالية، لهذه الأيام التاريخية والمفصلية، في تاريخ الهلال والأمة جمعاء، وفاء لشهادة أنطون سعاده الرائدة، ولثورة عبدالناصر الخالدة.
عاش أنطون سعاده إلى الأبد، وأنتم أيها القتلة والمجرمون عابرون وزائلون من تاريخ الأمة المجيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى