مقالات وآراء

جريمة اغتيال سعاده جريمة موصوفة نفّذها عملاء الاستعمار وأساطين الرجعية والتجزئة والانعزال

اغتالوا سعاده لأنه أعلن حرباً لا هوادة فيها ضد العدو اليهودي ودعا إلى استخدام النفط سلاحاً في حرب التحرير

 

‬ نصر اسكندر – طرطوس‬

فجر الثامن من تموز عام 1949، كانت جريمة اغتيال باعث النهضة أنطون سعاده، وهي جريمة موصوفة نفّذها عملاء الاستعمار، أساطين الرجعية والتجزئة والانعزال، الذين يمثلون «اليهودية الجديدة المتصهينة الزاحفة بسلاح انترنسيوني عظيم واسع»…
اغتالوا سعاده لأنه أعلن حرباً لا هوادة فيها ضد العدو اليهودي، ودعا إلى استخدام النفط سلاحاً في المعركة القوميّة، وحذّر من الخطر الصهيونيّ والتركيّ والوهابيّ، ورفض اتفاقيّة سايكس بيكو التي جزأت بلادنا ومفاعيلها، ووقف ضد وعد بلفور المشؤوم ومفاعيله، ولأنه أسس حزباً نهضوياً مقاوماً، على خطة نظاميّة معاكسة للخطة الصهيونية المعادية.
جريمة اغتيال سعاده، اشترك فيها كل الرعاع، دول استعمارية وأنظمة رجعية وأدوات محليّة صغيرة، وهذه حقيقة كشفها أحد أركان المخابرات المركزية الأميركية (مايلز كوبلاند) في كتابه «لعبة الأمم»، حيث يؤكد أنّ «المخابرات جاءت بحسني الزعيم إلى سدّة الحكم في سورية للتصديق على معاهدة التابلاين واغتيال أنطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي».
والواقع أن حسني الزعيم، نفّذ مشيئة الذي جاءوا به، فغدر بسعاده وسلّمه إلى السلطات اللبنانيّة، التي كانت من خلال رياض الصلح (رئيس الحكومة) وبشارة الخوري (رئيس الجمهورية) جزءاً من المؤامرة، فأعدّت محاكمة صورية واغتالته فجر الثامن من تموز.
لقد ظنّ القتلة ومشغّلوهم أنهم بالقضاء على سعاده يستطيعون القضاء على حزبه وعقيدته. ولكن «نحن أمة كم من تنين قد قتلت في الماضي ولن يُعجزها أن تقتل هذا التنين الجديد».
في الذكرى الخامسة والسبعين لاستشهاد فادينا ومعلمنا وباعث نهضتنا أنطون سعاده، نؤكد أننا لن نحيد عن طريق الصراع، مقاومة واستشهاداً، مصداقاً لقوله قبل استشهاده «أنا أموت أما حزبي فباق». نعم حزبنا باقٍ على عهد الفداء والوفاء حتى بلوغ النصر الأكيد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى