أنطون سعاده علامة مميّزة واستثنائية
الزعيم أنطون سعاده مثل حالة استثنائية قدّمت لأبناء الأمة وأجيالها فكراً نيراً ومبادئ تقدميّة وقيَماً إنسانية وحضارية مثلت وتمثل نهج حياة وثورة على الظلم والاستبداد ونهضة تجدّد مسيرتها في كلّ مراحل الصراع مع الاستعمار القديم والحديث وفي مواجهة المشروع الصهيوني.
خالد عبد المجيد*
*الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
الشهيد أنطون سعاده علامة مميّزة واستثنائية في تاريخ أمتنا، رسم بفكره ودمائه الزكية آفاقاً واسعة لمسيرة النضال القوميّ في مواجهة الاستعمار والصهيونيّة.
اليوم ونحن نشارك رفاقنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي إحياء للذكرى الـ 75 ليوم الفداء القومي، نقف إجلالاً وإكباراً لروح الزعيم الشهيد أنطون سعاده، الذي رسم بمسيرته وفكره ودمائه الزكية هذه المسيرة النضالية الطويلة من دور ونضالات الحزب السوري القومي الاجتماعي، وفتح بفكره القومي ونضالاته اَفاقاً واسعة على الأصعدة المختلفة، من أجل كرامة وحرية الأمة ومواجهتها للهجمة الاستعمارية، التي استهدفت مصير ومستقبل الأمة في بلاد الشام والمنطقة، إضافةً إلى مواجهة المخططات الاستعمارية في زرع الكيان الصهيوني في فلسطين.
لقد كان للشهيد الزعيم رؤية ثاقبة في مواجهة هذا المخطط الاستعماريّ الذي كان يهدف إلى السيطرة على المنطقة وتقسيمها استناداً لاتفاقات “سايكس بيكو” من أجل نهب ثروات وخيرات أمتنا في سياق الهيمنة والسيطرة الاستعمارية الصهيونية.
إنّ الموقف الحاسم والجازم من المشروع الصهيوني في فكر الزعيم أنطون سعاده، جاء في مرحلة تخاذلت فيه العديد من الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، والتي للأسف ساهمت من خلال هذا التاَمر والتواطؤ والتخاذل لبعض الدول العربية بزرع هذا الكيان الصهيونيّ العنصريّ المجرم، والتي لا تزال اَثاره في نكبة الشعب الفلسطيني ماثلة لغاية الاَن. وجاء هذا الفكر القومي للزعيم سعاده في أبناء أمتنا وخاصة في بلاد الشام الأثر الكبير والبالغ في النهضة القومية العربية في أوائل الخمسينيات والستينيات. ولا زال هذا الفكر القومي يمثل المنارة لأبناء شعبنا وأمتنا، حيث قاد مرحلة الاستقلال الوطني والتخلّص من بقايا الاستعمار والتبعية، وغرس في نفوس أبناء الأمة مبادئ وقيَماً ومثلاً، شكلت نبراساً في مواجهة المخطّطات الصهيونية تجاه أمتنا، وفي الصراع العربيّ الصهيونيّ.
أكد الزعيم الكبير أنّ المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين كل فلسطين، وإزالة هذا الكيان الصهيوني العنصري الإجرامي عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودم الشهيد الزعيم أنطون سعاده الذي امتزج مع رواد النهضة القومية والمقاومة للاحتلال مثّل مسيرة طويلة من عطاءات وتضحيات المقاومة من أجل أهداف التحرير الوطنية والقومية لفلسطين والأمة، ولا تزال كل فصائل المقاومة وحركة التحرّر الوطني الفلسطينية والعربية تستنير بهذا الفكر القوميّ وأثبتت الأحداث والتطوّرات أنّ هذا الفكر القومي الذي رسم مبادئه الزعيم، ومسيرة الحزب السوري القومي الاجتماعي هي السبيل الوحيد لاستعادة حقوقنا الوطنية والقومية، وتحرير أراضينا المقدسة وحرية شعبنا وأمتنا في المعارك المصيرية التي سلكتها واستمرت بها قوى المقاومة وآخرها معركة طوفان الأقصى.
ورغم تعدّد التيارات السياسية في أمتنا التي اضطلعت والتزمت بنهج المقاومة، إلا أن فكر الزعيم القومي ومبادئه شكلا المنارة لهذه التيارات السياسية التي خاضت ولا تزال تخوض معركه التحرير والمصير لشعبنا وأمتنا.
في الذكرى الخامسة والسبعين ليوم الفداء القومي تؤكد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، التي تستند للفكر القومي وتلتزم بمنطلقات قوميّة في مسيرتها النضالية، أن الزعيم أنطون سعاده مثل حالة استثنائية قدّمت لأبناء الأمة وأجيالها فكراً نيّراً ومبادئ تقدميّة وقيماً إنسانية وحضارية مثلت وتمثل نهج حياة وثورة على الظلم والاستبداد ونهضة تجدّد مسيرتها في كلّ مراحل الصراع مع الاستعمار القديم والحديث وفي مواجهة المشروع الصهيوني ومخططات الغرب الاستعماري الجديد.
إنّ شعبنا العربي الفلسطيني وهو يخوض معركة الدفاع عن الأرض والحقوق في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا المعاصر، يؤكد اليوم في ظلّ معركة طوفان الأقصى ونتائجها وتداعياتها في الحرب الجارية في غزة، وفي ذكرى الفداء القومي أنه مستمرّ في كفاحه المشروع ومقاومته الباسلة، مستنيراً بفكر ومبادئ الزعيم الشهيد أنطون سعاده، مؤكداً أنّ هذا الصراع القومي مع العدو الصهيوني لا يمكن حسمه إلّا بالمقاومة بكل أشكالها وفي مقدّمتها المقاومة المسلحة وبمشاركة أبناء أمتنا الأوفياء، وفي مقدمتهم الحزب السوري القومي الاجتماعي بهدف إزالة هذا الكيان العنصري الإجرامي عن أرضنا المقدسة.
تحية لروح الزعيم الخالد الشهيد أنطون سعاده ولكل شهداء شعبنا وأمتنا.