فكر سعاده المقاوم ما زال حياً في وجه العدوان الأميركي ـ الصهيوني
إنّ دعوة أنطون سعاده إلى مختلف الطوائف للوحدة تختلف تماماً عن أيّ دعوات إلى إنكار الدين أو تغييبه عن شؤون المجتمع بل الحفاظ عليه كرابطة إيمانية بين الفرد وخالقه… فأنطون سعاده لم يتنكّر للدين ولم يعتبره كمّاً مهمَلاً لكن تنبغي رؤية الحياة من زاوية علمية
الشيخ عبد الله جبري*
*أمين عام حركة الأمة
يوقن القارئ لفكر الراحل أنطون سعاده أنه كان من الأوائل، في العصر الحديث، ممن حذروا من الخطر اليهودي على أمتنا العربية والإسلامية، ووضع أسس وأعمدة الوعي المقاوم لمواجهته والقضاء عليه، وقد وُصف سعاده حينها بأنه رائد الوحدة القومية في وجه سايكس بيكو، ورائد الدعوة إلى الكفاح المسلح في وجه بلفور.
إنّ الوفاء للراحل أنطون سعاده ولأرواح الشهداء على طريق تحرير الأمة من الاستكبار والهيمنة على ثرواتنا، أن نحفظ العهد ونجدّده ونرصّ الصفوف الآن في محور المقاومة، لنصنع العزة والمجد لأمتنا ونكون مصداق قوله “إنّ الحياة كلها وقفة عز فقط”.
وهذا بالفعل ما قام به أبناء مدرسة سعاده الأحياء والشهداء، أمثال سناء محيدلي، التي تُعتبر واحدة من أبرز الفدائيات، وكفاح أبو راشد، وخالد علوان منفذ عملية مقهى الويمبي ضدّ جنود الاحتلال في شارع الحمرا من بيروت، والتي كانت من الأسباب المهمة، وسُجّلت في سجل من الذهب، وغيرها من العمليات البطولية التي أدت بجنود العدو للصراخ: “يا أهل بيروت لا تطلقوا النار علينا، نحن منسحبون”.
إنّ فكر سعاده المقاوم حيّ الآن في وجه العدوان الأميركي – الصهيوني على قطاع غزة، ومواجهة حرب الإبادة وكأنه اليوم ينادي بالوحدة في معسكر الخير ضدّ معسكر الشر ومخططاته الخبيثة، والتي طالما حذّر منها سعاده في فكره الداعي لوحدة الأمة لتحرير فلسطين.
إنّ دعوة أنطون سعاده إلى مختلف الطوائف للوحدة تختلف تماماً عن أيّ دعوات إلى إنكار الدين أو تغييبه عن شؤون المجتمع، بل الحفاظ عليه كرابطة إيمانية بين الفرد وخالقه، فأنطون سعاده لم يتنكّر للدين، ولم يعتبره كمّاً مهمَلاً، لكن ينبغي رؤية الحياة من زاوية علمية.