أولى

عمدة الإعلام في بيان الثامن من تموز ذكرى استشهاد باعث النهضة: العهد أن نبقى على نهج الصراع والمقاومة لصون حقنا وانتصار قضيتنا

أصدرت عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً في ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده جاء فيه:
ما بين الأول من آذار 1904 والثامن من تموز 1949، وضع أنطون سعاده، أسس النهضة ومرتكزاتها، فكراً ونهجاً، رسالة وقضية، وأسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي على عقيدة جليّة ومبادئ محيية ونهج راسخ ورسالة حق وخير وجمال وقضيّة عظيمة يزول الكون ولا تزول.
اليوم، وبعد مضيّ خمسة وسبعين عاماً على استشهاده، نتيجة مؤامرة دوليّة وبأدوات محلية وضيعة، فإنّ الحقيقة الثابتة الراسخة هي أنّ شهيد الثامن من تموز صاغ بدمائه الزكية انتصاراً مدوياً في معركة المصير والوجود، وجسّد بوقفة العز صحة عقيدة محيية، المؤمنون بها يُستشهَدون في سبيل انتصارها.
هي معركة طويلة وشاقة جداً، استغرقت من الجهود والتضحيات ما لم يكن في الحسبان، إلا أنّ انتصار المبادئ التي وضعها سعاده واستمرّ في حملها أبناء عقيدته، شكل البلسم الذي أعاننا على تجاوز كلّ تلك الآلام.
أعداء الأمة أرادوا أن تسود في بلادنا سياسة النفاق والغايات الخصوصيّة والتخلّي عن السيادة والكرامة والهوية، فيما أراد سعاده أن تسود سياسة واحدة هي سياسة الحق والحرية، على ثابت الانتماء والهوية، ليرتقي الشعب إلى المجد الذي يستحقّ الوصول إليه، ودرء الفساد، والقضاء على الفتن التي تستهدف مجتمعنا الواحد.
استخدم المغرضون تجاه أمتنا سلاح فقدان الثقة بالنفس وبمواهب شعبنا، فكان الردّ أن صارت مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي حقيقة فاعلة في نفوس مئات الآلاف من شعبنا المنتشرين في كلّ الأمة السورية وعبر الحدود.
أراد سعاده لأمته أن تكون أمّة قوية عظيمة: قوية بمواهبها، غنية بمواردها، نشيطة بروحها. وهي بالمبادئ القومية الاجتماعية لم تعُد ضعيفة بل هي هذه الأمة التي تجمع قوّتها وتنمو وتتحفز للوثوب لانتزاع الحقوق، ولتبوُّء مراكز المجد الجديرة بها.
الإخاء القومي الذي نادى به سعاده، صار حقيقة راهنة بوحدة جبهات المقاومة التي تخوض اليوم واحدة من أهمّ معارك حرب الوجود ضدّ العدو اليهوديّ. فالمقاومة في فلسطين ولبنان والشام والعراق، مدعومة بأشقاء لنا في جبهة العالم العربي من اليمن، تسجل انتصارات تمهّد لزوال كيان العدو عن أرضنا القومية.
نحن أبناء عقيدة سعاده لا نتاجر بالمبادئ ولا بالصداقات ولا نخلف الوعد ولا نستهزئ بأماني شعبنا ولا نحتقر حاجاته ورغباته. وإذا كان هنالك مَن يقول إنّ السياسة غير هذا، فله سياسته ولنا سياستنا.
بهذه السياسة حققنا أساس الوحدة القوميّة. وبهذه السياسة سننتصر على كلّ العراقيل والعقبات المقبلة، كما انتصرنا على العقبات الماضية. بهذه القناعة نعلن أننا متمسّكون بمؤسسات الحزب الدستورية، نحميها وندافع عنها ونصونها لأنها الأداة الوحيدة التي تحفظ عقيدة سعاده ومبادئه، فالحزب السوري القومي الاجتماعي ليس لنفسه بل للأمة السورية كلها.
في عيد الفداء، يوم استشهاد مؤسّس حزبنا وباعث نهضتنا العهد هو العهد، أن نبقى على نهج الصراع والمقاومة، صراع كلّ ما يعترض طريقنا إلى الحرية، ومقاومة في سبيل صون حقنا، وانتصار قضيتنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى