أخيرة

دبوس

راسخون على المبدأ ومنتصرون

لطالما واجهت إيران الثورة المؤامرات لليّ ذراعها، وثنيها عن جني ثمار ذلك الانتصار العظيم، والمتمثل في إسقاط الطاغية، ولكن الثبات على المواقف المبدئية، والمرونة والمقدرة على المناورة في الحركة نحو تحقيق الأهداف كان ديدَنها، فالمهمّ هو النجاح في الوصول الى الغايات، وتحقيق الأهداف، أكان ذلك بأدوات مبدئية، أو كان بأدوات إصلاحية، بعد ان وضعت الحرب التي أشعلها صدّام أوزارها، وصمتت قعقعة السلاح…
تصدّى هاشمي رفسنجاني إلى المهمة التنفيذية في الدولة، وقال ساعتها، دعونا نخلع رداء الأسد، ونلبس رداء الثعلب، هذه هي إيران، ثبات صارم على المبادئ، ولا بأس ان نمارس المناورة والمرونة على الأرض، ولا بأس في انتهاج الدفاع الفلسفي والذي هو ببساطة، الاجتهاد دائماً لإفشال مخططات العدو، يجب ان لا تخدعنا القشرة الخارجية، وعلينا ان نتطلع الى جوهر الأمور، والذي يقول انّ 96% من شعب بلاد الحرمين هو ضدّ وجود «إسرائيل»، ومع الشعب الفلسطيني،
جوهر الأمور يقول، انّ الشعب المصري نجح في جعل شركة مطاعم مكدونالدز، والتي تمتلك 190 مطعماً في مصر، تلملم أشياءها وتغادر الى غير رجعة بعد ان أجبرها الشعب المصري، ومن خلال المقاطعة، على الإفلاس،
جوهر الأمور يقول انّ التطبيع بين النظام الأردني والعدو الصهيوني لم يتخطّ عتبة القصر الملكي الهامشي، ولم يتمكن من التوسّع نحو فرد واحد من أبناء الشعب الأردني، والذي واظب، ومنذ ثلاثة عقود على الرفض المطلق لهذا الكيان،
جوهر الأمور يقول انّ شعب المغرب على إطلاقه يرفض هذا الكيان بالجملة وبالتفصيل، وانّ هذا الكيان يطبع فقط مع الملك وعائلته وبعض الزبانية حواليه…
نحن ننتصر، علينا ان ننظر الى عميق الأمور وليس قشورها، الجنود الإسرائيليون يتجوّلون في غزة على سطح الأرض مدجّجين بأحدث الأسلحة، ويمتلكون رهن إشارتهم كمية نيران هائلة تدمّر وتبعثر كلّ شيءٍ وتقتل بلا رحمة، ولكن في داخل هذا الجندي يقبع جرذ يتملّكه كلّ أصناف الخوف والرعب والهلع، وتلازمه هواجس الخوف من الموت في كلّ لحظة من يقظته، وكوابيس الفناء في كلّ دقيقة من منامه، يقابل ذلك مقاتل فلسطيني وضع روحه على كفّه، يتجوّل في بطن الأرض، ويتدفق الى سطحها لقتل هذا المحتلّ، ولا يثنيه عن ذلك ايّ شيء، وفي داخله اسد هصور لا يوقفه ايّ شيء حينما يندفع الى مبتغاه، ولا تعتري نفسه ذرةً من الخوف او التراجع او التردّد…
ولا يغيّر من حقيقة انهزامهم كلّ ذلك القتل الوحشي لأطفالنا ونسائنا، هم يتناقصون ونحن نتزايد، هم يتآكلون ونحن نتراكم، هو يتسابقون هروباً، ونحن نتسابق إقداماً، هم يردفهم ويسندهم كل شياطين الأرض بالمال والعتاد والسلاح، ومن دون قطرة دم واحدة، ونحن يردفنا ويسندنا كلّ أسود وصناديد وأبطال ونشامى الأرض بالدم وبالنفس وباللحم وبالعظم، من اليمن ولبنان والعراق وإيران وسورية، انظروا الى عميق الأمور وليس الى قشورها، نحن ننتصر، ننتصر بشعب بلاد الحرمين وبشعب مصر وبشعب الخليج وبشعب الأردن والمغرب وشعوب المنطقة والعالم برمته، ولتبق الأنظمة في وادٍ آخر، انتصارنا راسخ برسوخ الشعوب، فأمّا الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى