نصر الله في تأبين الشهيد «أبو نعمه»: أمام العدوّ «الإسرائيليّ» خياران الرضوخ أو الهلاك
أوضح الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، أنّ «التزام المقاومة بمعركة طوفان الأقصى كان التزاماً حاسماً منذ اليوم الأول»، مشدّداً على أنّ «المقاومة لا تخشى الحرب ولا تهابها وإذا اعتدى العدوّ على الجنوب سندافع عن أنفسنا، ولن نتسامح مع أيّ اعتداء». وأكّد «أنّ جبهة لبنان ماضية في تحقيق هدفها وهي تضغط على العدوّ لاختيار أمرٍ من اثنين، إمّا الرضوخ أو الهلاك»، معتبراً أنّ العدوّ يعيش خلال هذه المعركة أسوأ أيّامه».
كلام السيّد نصرالله جاء في كلمة له، خلال الاحتفال التأبينيّ للشهيد القائد في «المقاومة الإسلاميّة» محمد نعمة ناصر في الضاحية الجنوبيّة لبيروت وقال فيها «أنا أتحدّث في احتفالات الشهداء القادة، وأتمنّى لو أستطيع أن أتحدّث في احتفال كلّ شهيد وأتمنّى أن أقضي عمري بين بيوتهم وعوائلهم، ولكن مع الأسف هذا الأمر غير متاح لأسبابٍ عديدة».
أضاف «عندما أتحدّث أنا أو أيّ أحدٍ من إخواني نتحدّث بثقة حتّى لو في قلب المعركة، أولاً لأنّنا نتوكل على الله وثانياً لأنّ لدينا أبا نعمة وأبا طالب وجواد وغيرهم من الرجال»، مضيفاً «نحن نعرف ما كان في مسيرتنا وما لدينا من قادة ومجاهدين وأبطال وأهل عزم وأهل إرادة بالإضافة إلى هذه البيئة الشريفة المؤمنة والصابرة المجاهدة بحقّ».
وكشف عن أنّ «وحدة «نصر» ووحدة «عزيز» في «المقاومة الإسلاميّة» تعبير عن تقسيم جغرافيّ عسكريّ لمنطقة جنوب الليطاني.
وعن معركة طوفان الأقصى، قال السيّد نصرالله إنّ «التزامنا بمعركة طوفان الأقصى كان التزاماً حاسماً منذ اليوم الأول ونحن في معركتنا بالجبهة اللبنانيّة اعتمدنا تسمية طوفان الأقصى».
وأضاف «دخلنا معركة طوفان الأقصى ووضعنا لها أهدافاً»، مؤكّداً أنّ ما يهمّنا في هذه المعركة هو ما يعيشه العدوّ وما يقرّ به لأنّ معركتنا معه، وقد أردنا من هذه الجبهة استنزاف قدرات العدوّ وهذا ما تحقّق حتّى الآن».
وأشار إلى أنّ «المقاومة استطاعت أن تشغل جزءاً كبيرًا من قدرات وقوّات العدوّ وإبعادها عن حسم المعركة في غزّة وأكّدنا أن الشمال مرتبط بغزّة، وإذا أريد للشمال أن يهدأ يجب أن تتوقف الحرب في غزّة».
وشدّد على أنّ من يتابع خارج وداخل كيان العدوّ أصبح لديه يقين بأنّ وقف الحرب في غزّة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب في الشمال»، مؤكّداً أنّ «العدوّ مرعوب ليس فقط من الدخول إلى الجليل، بل من مجرد فكرة التسلّل وذلك دفعه لتعزيز الحضور البشريّ الذي يعوّض به ما خسره تكنولوجيّاً وهذا ما زاد من استنزافه».
ولفت إلى أنّ «حاجة العدوّ للحضور البشريّ جرّاء استنزافنا له دفعه لخلق مأزق اجتماعيّ عبر الطلب من الحريديم الخدمة في جيش الاحتلال ما دفع زعيمهم الروحيّ للتهديد بترك الكيان»، موضحاً أنّ «الحرب والحاجة إلى العديد دفع بالعدوّ إلى إطالة مدّة التجنيد الإجباريّ وإطالة هذه المدّة يخلق مأزقاً اجتماعيّاً آخر داخل الكيان».
وأكّد «أنّ جبهة لبنان ماضية في تحقيق هدفها وهي تضغط على العدوّ لاختيار أمرٍ من اثنين، إمّا الرضوخ أو الهلاك»، معتبراً أنّ العدوّ يعيش خلال هذه المعركة أسوأ أيّامه».
وتابع «اليوم نتنياهو وبن غفير وسموتريش هم الذين يعاندون التوصّل لاتفاقٍ من أجل مصلحتهم ولضمان بقائهم في السلطة»، ورأى أنّ «الفشل هو عنوان هذه المرحلة داخل كيان العدوّ وهو لم يحقّق أيّاً من الأهداف في غزّة».
وأوضح السيّد نصر الله أنّ «حماس تمثّل محور المقاومة في المفاوضات»، مؤكّداً أنّ «ما ترضى به حماس نرضى به جميعاً لأنّها تنسّق مع الفصائل الفلسطينيّة». وشدّد على أنّه «يجب أن نسجّل للمقاومة الفلسطينيّة الوحدة والشجاعة في وجه ما تتعرّض له من ضغوط».
واعتبر أنّ «إصرار نتنياهو على عمليّة رفح هو إقرار بهزيمته لأنّ العمليّة بهذه المنطقة الضيّقة التي أعلنوا أنّها تحتاج لأسبوعين مضى عليها اليوم شهران وأربعة أيّام وقد تصل لأربعة أشهر».
ورأى أنّ «أحد أهمّ المكاسب اللبنانيّة من صمود المقاومة الفلسطينيّة هو أنّه لو حقّق العدوّ نصراً سريعاً في غزّة لكان لبنان أول من سيكون في دائرة التهديد».
ولفت إلى أنّه «في رفح بـ27 كلم ويحتاج لأربعة أشهر، ويريد أن يهدّد باجتياح جنوب الليطاني!»، مؤكّداً أنّه «تعلّم في لبنان في حرب تموّز خصوصاً كونه وضع أهدافاً عالية وفشل في تحقيقها».
وأضاف «العدو تحدّث في البداية عن إبعاد حزب الله عن الحدود 3 كلم، فكشفنا عن سلاح «كورنت» بمدى 8 كلم فصار العدوّ يريد إبعادنا 8 كلم، فكشفنا عن صاروخ «ألماس» بمدى 10 كلم فصار يريد إبعادنا 10 كلم عن الحدود».
وأشار إلى أن «وزير حرب العدو يوآف غالانت قال، إنّ الدبابة التي تخرج من رفح يمكنها الوصول إلى الليطاني ونحن نراها بفيديوهات المقاومة الفلسطينيّة تدمّر»، مؤكّداً أنّ «الإخوة في وحدة ضدّ الدروع يوجّهون أسلحتهم بإتّجاه مواقع العدوّ وينتظرون أن تظهر الدبابات المختبئة وبمجرد أن تظهر تدمّر والعدوّ لا يعلن ذلك ونحن ننشر المشاهد».
وتوجّه السيّد نصر الله إلى وزير حرب العدوّ قائلًا «عندما تطل دبّاباتك على حدودنا تعلم ما ينتظرها. رماتنا ماهرون وقبضاتنا كثيرة وصواريخنا أكثر».
وأكّد أنّ «المقاومة لا تخشى الحرب ولا تهابها والدليل على ذلك ردودها على عمليّات الاغتيال التي وصلت إلى مديات 30 كلم في عمق الاحتلال ومهاجمة أهدافٍ حسّاسة بينما ردود العدوّ محصورة»، معلناً أنّه «إذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزّة جبهتنا ملتزمة بإيقاف إطلاق النار لأنّها جبهة إسناد».
وتابع «سمعنا كلاماً من غالانت أنّه إذا توقفت الحرب في غزّة ليس ضروريّاً أن تتوقّف في لبنان ونحن نقول له إذا اعتدى العدوّ على الجنوب سندافع عن أنفسنا ولن نتسامح مع أيّ اعتداء».
وبارك السيّد نصر الله «للجمهوريّة الإسلاميّة وللإمام الخامنئيّ وللشعب الإيرانيّ، إجراء الانتخابات على دورتين ورقيّ شعبها والمناظرات بين المرشّحين». كما كرّر الشكر «للرئيس الإيراني المنتخب على برقيّته وعلى الموقف السياسيّ فيها والتي أكّدت ثبات أسس إيران في دعم المقاومة»، مؤكّداً أنّ «الحكومات المتعاقبة في إيران كان ازداد دعمها لحركات المقاومة وجاء ردّ الرئيس الإيراني على رسالتي واتصالاته أمس ليؤكّد ذلك».
وختم السيّد نصر الله قائلاً «في طريق النصر سيرتقي شهداء، هنا الدم ينتصر على السيف ودم المقاومة سينتصرً على كلّ السيوف».