اليمن والردع الاستراتيجي
– في نهاية شهر أيار الماضي أصدر البنك المركزي في عدن قراراً بوقف كافة التعاملات مع ستة بنوك يمنية مركزها صنعاء منها البنك المركزي اليمني فرع صنعاء، والذريعة هي عدم امتثالها لقرار أصدره مصرف عدن يلزمها بنقل مراكزها الرئيسية من صنعاء إلى عدن، مبلغاً قراره إلى سائر البنوك المركزية وشركة سويفت العالمية التي تنظم التداول المالي بين المصارف، طالباً من شركة سويفت شطب هذه المصارف من لائحة التداول المالي. ورغم دعوة صنعاء للسعودية الى التدخل لوقف هذا التحرّش الذي قد يتسبب بعودة التوتر العسكري الى جبهات اليمن والجبهة السعودية اليمنية، إلا أن عدن مضت بخطواتها المصرفية ولم يصدر عن الرياض ما يلبي طلبات صنعاء.
– في التاسع من تموز تحدّث زعيم حركة أنصار الله عن الموضوع قائلاً إن القرار بالحصار المالي على صنعاء هو قرار الرياض، وإن استمراره سوف يعني أن المؤسسات السعودية تصبح أهدافاً مشروعة لليمن، من موانئ ومطارات ومصارف ومنشآت نفطية.
– يوم أول أمس وجّه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هانسن غروندبرغ رسالة الى مجلس الرئاسة في عدن يدعوه إلى التراجع عن خطوته ضد مصارف صنعاء، فانعقد المجلس الرئاسي وأصدر بياناً متلعثماً يؤكد انفتاحه على الحوار لحل المشاكل، بعدما كانت شركة سويفت قد راسلت مصرف عدن المركزي تبلغه أنها لن تتقيّد بطلباته بشطب مصارف صنعاء عن لوائح التداول المصرفي لأن سويفت لا تريد الدخول طرفاً في الخلافات اليمنية اليمنية.
– المبعوث الأمميّ وشركة سويفت صدى لموقف أميركي، والموقف الأميركي اعتراف سعودي أميركي بأن الخطوة دعسة ناقصة، وأن استفزاز اليمن في هذه اللحظة الإقليميّة التي تمثل حرب غزة عنوانها العربي الأول ويتقدّم فيها اليمن بصفته الداعم الأول لغزة بعيون العرب، فإن أيّ مناوشة مع اليمن ستقع ضمن حساب تقديم الدعم لكيان الاحتلال وجيشه، ولسان حال المواطن العربيّ في عدن أو في الرياض أو في أي مكان، اذا كنتم غير قادرين على فعل شيء لنصرة غزة، فاتركوا الذين يفعلون يقومون بذلك ولا تتحوّلوا إلى خناجر تخدم الاحتلال في خاصرتهم.
– مرة أخرى يثبت الردع الاستراتيجي اليمني فعاليته.
التعليق السياسي