مانشيت

مفاوضات غزة تترنّح على إيقاع المجازر وجبهة لبنان تتفوّق… وترامب هو الخبر / حزب الله وأمل والاتحاد والبعث ومطران القدس في يوم سعاده تحية لفكره وحزبه / حردان: الطائف هو الحوار لا الحرب الأهلية وقوتنا بالشعب والجيش والمقاومة / لتعاون لبنانيّ سوريّ مشرقيّ ونصرة غزة… نعم لقانون النسبيّة والدوائر الكبرى

كتب المحرّر السياسيّ

في العالم خبر أول هو تعرُّض الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب لإطلاق النار خلال حفل للناخبين في ولاية بنسلفانيا، وفيما توزعت التحليلات بين اعتبار الحادث مسرحية مدبرة من فريق ترامب لكسب عطف الناخبين، واعتبار مؤيدي ترامب الحادث محاولة اغتيال يتهمون المخابرات الأميركية بتدبيرها بتوجيه من الرئيس جو بايدن، بعد فشل محاولات التخلص من ترشيح ترامب عبر المسار القضائي، كان الشيء الوحيد المؤكد هو أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تتحوّل تدريجياً الى ما سبق وحذر منه عدد من المحللين والمتابعين، فتصبح منعطفاً نحو انقسام عمودي يقسم المجتمع الاميركي الى كتلتين متقابلتين لا تقبلان الاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع ما لم تتطابق مع رغبات المصوتين في كل طرف، وهو ما ينذر بالاقتراب من خطر الحرب الأهلية، في الطريق إلى الانتخابات أو بنتيجة رفض الاعتراف بنتائجها.
في المنطقة تترنّح المفاوضات حول اتفاق غزة في ظل استمرار المجازر التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيين النازحين في قطاع غزة، حيث أكدت مصادر المقاومة أنها لم تقرّر بعد الانسحاب من المسار التفاوضي، لكن هذا الاحتمال يبقى وارداً ما لم ينجح الوسطاء بالإيفاء بتعهداتهم بوضع حد لهذا التصعيد الإسرائيلي بحق المدنيين، لأن الاستمرار يعني أن قرار الاحتلال هو الاحتكام إلى القوة. وفي هذه الحالة لا تمانع المقاومة بوقف التفاوض والذهاب إلى الميدان لقول الكلمة الفصل، بينما سجلت جبهة المقاومة عبر حدود لبنان الجنوبية المزيد من الإنجازات بقصف أسراب من الطائرات المسيّرة الانقضاضية المزيد من تجمعات قوات الاحتلال والمقار القيادية ومرابض المدفعية، رغم محاولات جيش الاحتلال التخفيف من أهمية نجاحات المقاومة بالتكتم على خسائره.
في لبنان، أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد مؤسسه أنطون سعاده وسط حشود شعبية وحزبية، أمّت دار سعاده الثقافية الاجتماعية في ضهور الشوير وسط تشكيلات رمزية من وحدات الحزب النظامية وكشافته وأعلام الزوبعة، وتحدث كل من النائب إبراهيم الموسوي ممثلا حزب الله والنائب محمد خواجة ممثلاً حركة أمل والأمين العام لحزب الاتحاد النائب حسن مراد والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي، وتمّ بث تسجيل لمطران القدس عطالله حنا. وأجمعت الكلمات على مكانة سعاده وحزبه في مشروع مقاومة كيان الاحتلال، بينما تناول رئيس الحزب أسعد حردان في كلمته الشؤون الإقليمية واللبنانية، مؤكداً الوقوف مع المقاومة في فلسطين وشعبها، ومع سورية وجيشها وقيادتها، داعياً للتعاون اللبناني السوري والمشرقي. واعتبر حردان أن الحوار هو فلسفة لبنان وأن اتفاق الطائف ثمرة من ثمرات هذا الحوار، وأن نقيض الحوار هو الحرب الأهلية، مؤكداً تمسك الحزب بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة ودعوته لقانون انتخاب جديد يقوم على التمثيل النسبي واعتماد لبنان دائرة واحدة او كحد أدنى الدوائر الكبرى.

ولفت رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان خلال إحياء الحزب الذكرى الخامسة والسبعين لاستشهاد مؤسسه أنطون سعاده إلى «أننا في خضم مواجهة مصيرية، يراكم فيها العدو جرائمه الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وهي جرائم موصوفة هزّت ضمائر شعوب العالم»، مشيراً إلى أن «البعض في لبنان يضيع البوصلة، ويستنكف القراءة في كتاب الكرامة الوطنية، ويحفظ فقط أرقام قرارات دولية مشبوهة لا تصبّ في مصلحة لبنان بل تعرُّض وحدته وسلمه الأهلي للخطر. وهذا البعض يقدم عن قصد أو عن غير قصد خدمة للعدو حين يصوب على المقاومة وسلاحها، بوصفها واحدة من أهم مكامن قوة لبنان».
وأكد “أهمية دور الجيش اللبناني ومهامه الوطنية في تحصين استقرار لبنان والدفاع عنه”، كما أكد “ضرورة تأمين كل احتياجات مؤسسة الجيش، ولا سيما حاجتها للأسلحة المناسبة لردع العدوانية الصهيونية”، موجهاً “التحية إلى الجيش اللبناني، قيادة وأفراداً، لأنه يشكل ضمانة وحدة لبنان”. ورأى أن “الذين يتوهّمون الإتيان برئيس للجمهورية بسيف العقوبات الدولية، أو تحت ضغط الترغيب برشاوى الدعم المالي، عليهم أن يعيدوا النظر في خطابهم ومواقفهم، فانتخاب الرئيس يخضع لاعتبارات ومصالح لبنانية صرفة ولمواصفات وطنية أساسها صون الدستور، أي صون وحدة لبنان وسلمه الأهلي وعناصر قوته المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”.
وأشار إلى “أن أداة تعطيل انتخاب الرئيس، هي هذه التركيبة للمجلس النيابي الحالي التي انبثقت عن قانون انتخابي خالف الدستور ووضع البلد مجدداً في مربع الاصطفافات الطائفية والمذهبية المولدة للأزمات”. وشدد على “أن لبنان قائم على فكرة الحوار”، معتبراً أن “رفض الحوار، هو تأييد لاستمرار الفراغ ودفع باتجاه تحلل الدولة بكل مؤسساتها، وتهيئة لحرب داخليّة يتحمل رافضو الحوار وزرها”.
واعتبر أن “ألف باء تحصين لبنان، قانون انتخابي يقوم على النسبية المكتملة وخارج القيد الطائفي وعلى أساس الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة، وما عدا ذلك، إمعان في الفراغ وإيغال في الهدم”، مؤكداً أن “الإصلاح السياسي يبدأ بقانون انتخابي يوحّد ولا يقسّم، يرسّخ الديمقراطية والمواطنة لا الطائفية والمذهبية”.
أضاف: “أما الأزمات التي تنشأ وتتربع على عرش التفاقم، ولا يستطيع أحد إنزالها. بدءاً بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية (…) كل ذلك، لأن النظام الطائفي في هذا البلد، يريد فرض الخصخصة وتقاسم منافعها محاصصة بين الطوائف والمذاهب. وهذه عقليّة لا تبني بلداً ولا مواطنة، بل تقيم فدراليات وتحوّل المواطنين إلى رعايا طوائف ومذاهب”.
ورأى “أن اللامركزية التي تطرح بدون مقدّمات وبلا سقوف، هي تقسيم مقنّع، نرفضه ونواجهه، لأننا حريصون على وحدة لبنان واللبنانيين، وأمناء على التضحيات التي قدّمت في سبيل إسقاط مشروع تقسيم لبنان”، مشدداً على أن “الدستور يجب أن يطبق كاملاً، واللامركزية يجب أن تطبق في هذا السياق ووفق مبتغاها الإنمائي، لكن ليس قبل تطبيق كل المندرجات الإصلاحية التي نص عليها الطائف، وفي طليعتها قانون انتخابي يحقق صحة التمثيل ويرسخ عماد الوحدة”.
ونبّه من أنه “إذا تركت الأمور لكي يأخذ كل فريق ما يناسبه ولا يناسب البلد، معنى ذلك أن لبنان في خطر، والمسؤولية هنا تقع على مَن يريد أخذ لبنان نحو الخطر ويهدد سلمه الأهلي ووحدته الوطنية”.
وختم: “إصرارنا على تطبيق الدستور، إصرار على التمسك بعناصر قوتنا، ورفض لمقولات الحياد والضعف. فالقوة أداة تحرير وانتصار وتقدم وازدهار، أما الضعف والحياد أداة ذل وخنوع”.
وأكد سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، أنه “من الواجب والضروري انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. وهذا ما تسعى إليه فرنسا في مساعدة لبنان عبر موفدها الرئاسي جان إيف لودريان”، معتبراً أن “الوضع الاقتصادي في لبنان هش ومخادع بالرغم من مظاهر البذخ”، مشدداً على أن “طريق الإصلاح واضح”. وتوجه إلى الشباب بالقول: “مستقبلكم كما مستقبل لبنان بين أيديكم، وفرنسا قدّمت 200 مليون يورو لمساعدة لبنان في الصعد كافة”.
إلى ذلك، أكدت مصاد سياسية مطلعة لـ”البناء” ان الملف الرئاسي جمد أميركياً، فواشنطن جمدت اهتمامها بالملفات الخارجية واتجهت نحو شؤونها وقضاياها الداخلية المتصلة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرة أن عمل الخماسية سيجمّد، مع اشارة المصادر الى ان القوى الداخلية التي تتأثر بمجريات الاحداث في المنطقة وتترقب الانتخابات الرئاسية الاميركية واليوم التالي لحرب غزة تعي جيداً أن الملف الرئاسي مؤجل وان كل ما يجري في سياق المبادرات المحلية ليس الا مبادرات اللزوم ما لا يلزم ولتقطيع الوقت.
في المقابل، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن اللجنة الخماسية مستمرة بعملها، مشيرًا الى أن “حراك المعارضة مهم ويمكن البناء عليه في المستقبل”.
وشدّد موسى على أن “الهدف هو الحفاظ على الزخم في الملف الرئاسي حتى تتوفر الأرضية اللازمة لإحداث خرق فيه”. كما رأى أنه اذا تم التوصل الى هدنة في غزة فسينعكس ذلك على الملف الرئاسي، آملاً استمرار المفاوضات وعدم تعثرها. وقال: “الحل يأتي أولاً من الداخل ومن ثم من الخارج واللجنة الخماسية ترى أن التوافق بين الكتل السياسية هو السبيل الوحيد للوصول الى حل في الملف الرئاسي”.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع بتقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرّع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقة، لأَّن لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزق والتشرذم الداخلي والتصلب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة”.
ودوّت صافرات الإنذار أمس، في عدّة مواقع في الجليل الغربيّ، بينها قرية عرب العرامشة، ذلك إثر إطلاق صلية صواريخ من جنوب لبنان. وأعلن حزب الله استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع “حدب يارين” بالأسلحة الصاروخيّة.
وفيما شهدت قرى القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، إطلاق القنابل المضيئة وتحليق الطيران الاستطلاعيّ الإسرائيليّ. شن حزب الله هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدث في ايليت، مُستهدفةً أماكن استقرار ضباطها وجنودها وحقق فيها إصابات مؤكدة.
وأعلن حزب الله أنه تمّ استهداف انتشار لجنود الاحتلال بمحيط موقع رويسات العلم بصاروخ بركان، وموقع الرمثا في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة”. كما ‏استهدف موقعاً إسرائيليّاً حدوديّاً بصاروخ مضاد للمدرعات.
وشنّ الاحتلال هجمات على مواقع في جنوب لبنان، واستهدف بغاراتٍ جويّة بلدات بني حيان وحولا وميس الجبل، جنوبي لبنان، فيما أغارت مسيّرة للاحتلال على بلدة عيتا الشعب. وقال جيش العدو الإسرائيليّ، إنّه استهدف بنى تحتية ومبنى عسكريًّا لحزب الله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى