«التنمية والتحرير»: الدولة لم تبنِ جيشاً ولم تحافظ على اقتصاد ولم تواجه عدوّاً
مصطفى الحمود
أكّدت كتلةُ التنمية والتحرير، أنَّ الدولةَ اللبنانيّة تركت الجنوب وحيداً، لافتةً إلى أنّها «لم تبنِ جيشاً ولم تحافظ على اقتصاد ولم تواجه عدوّاً، بل تركت أهلَ الجنوب لمصيرهم بوجه العدوّ الصهيونيّ فكان أبطالُنا وقادتُنا شهداء وحقّقوا النصر».
وفي هذا الإطار، أعلنَ عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل النائب الدكتور قبلان قبلان، ممثّلاً رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في مجلس عاشورائيّ للمجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، أنّنا «اليومَ أمامَ كثيرٍ من القضايا والملفّات، أهمّها ملفان اثنان: الأول ما يجري في فلسطين، والثاني ما يجري في لبنان على المستوى الداخليّ والحدود»، مُضيفاً «ما يجري في فلسطين اليوم هو عارٌ على جبين البشريّة، لأنَّ القتلَ والدمار والمجازر التي تحصل يُشاركُ فيها الداعمون والمتواطئون والساكتون».
ورأى أنَّ “المشكلة الكبرى أنَّ هناك من يقول لماذا أنتم منخرطون في هذا الصراع؟ لماذا تستشهدون على الحدود ومن أجل ماذا؟ وهنا نسألهم سؤالاً بسيطاً: إذا لم نكن منخرطين في وجه هذا العدوّ هل تضمنون لنا أن لا تنخرط “إسرائيل” في قتلنا؟ وهل يضمن لنا أحدٌ في هذا العالم ألاّ نكون الوجبة التالية بعد غزّة أمام هذا العدوّ؟ من الذي يحمينا إذا أدرنا وجوهنا عن هذا العدوّ وأمِنَّا جانبَه؟ مجلس الأمن أم الأمم المتحدة أم المجتمع الدوليّ أم القانون الدوليّ أم الأعراف والقيَم والتقاليد العاجزة عن وقف هذه المذبحة الكبرى في فلسطين؟”.
وشدّدَ على أنّه “عندما نقول إننا نساند فلسطين فنحن لسنا هواةً” وقال “نحنُ على يقين أن “إسرائيل” عندما تنتهي من غزّة ستأتي إلى لبنان الذي هزمها بـ 1982 و2000 و2006، لبنان الذي مرّغَ وجوه جنود الجيش الذي لا يُقهر في وحولِ الجنوب، ولن تنسى “إسرائيل” أنها هزمَت العرب وهزمَها مشروع المقاومة في لبنان، وعندما تهزمُ أمّةً بأكملها وتأتي قلّة قليلة وتُسقط مشروع “إسرائيل” الكبير، ستبقى “إسرائيل” تستعدّ وتتحضَّر وتتهيّأ للساعة التي يمكنها فيها الانقضاض على لبنان، ونحن لسنا هواة موت من أجل العبث، ولسنا دعاة مقاومة من أجل الشعارات، بل نحنُ دعاة حياة كريمة”.
ولفت إلى أنَ “الملفَّ الآخرَ هو الملفّ اللبنانيّ الذي يبدأ من انتخاب رئاسة الجمهورية، مروراً بإعادة الانتظام العام في كلّ مؤسِّسات الدولة”، مؤكّداً أنَّ “الحوارَ هو المدخلُ الرئيسيّ لإعادةِ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة ولإعادة انتظام الدولة اللبنانيّة بكلّ أجهزتها ومؤسَّساتها، وكلُّ رفضٍ للحوار هو رفضٌ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة وهو عنادٌ سياسي”.
بدوره، اعتبرَ النائب هاني قبيسي في المجلس العاشورائيّ الذي أقامته حركة “أمل” في مدينة النبطية، أنَّ ما نشهده اليوم على مساحةِ العالم العربيّ “من ظلم يسيطر والاستعمار يحاول دائماً أن يتجدّد ويسيطر على الشعوب وعلى العقول، ونحن اليوم بأمسِّ الحاجة ان نتوحَّد يداً واحدة بوجه كلّ من يترصّد بنا وببلدنا”.
وأضاف “الشعوب العربيّة تخلّت عن فلسطين وعن قضيّتها وعمّا يجري فيها هذه الأيّام من مجازر وتدمير لأمّة بأكملها، فما يجري في غزّة هو وصمةُ عار بوجه كلّ الأنظمة العربيّة التي تخلَّت، وهم يرون بأعينهم قتل الأبرياء بل يرون هزيمة الصهاينة من قبل المقاومين في غزّة وفي جنوب لبنان، هذا ما أراده الإمام الصدر للمقاومة ولكن مع الأسف بعض اللبنانيين من ساسة لا يريدون للبنان أن يسير في هذا المسار المقاوم الذي نفخرُ بانتمائنا إليه، هذا المسار الذي يحمي بلدَنا ووحدتَنا وسيادَتَنا”.
وتوجّه إلى كلّ من يعترض على المقاومة قائلاً “إنَّ الدولة اللبنانيّة تركت جنوبنا وحيداً، الدولة لم تبنِ جيشاً ولم تحافظ على اقتصاد ولم تواجه عدوّاً، بل تركت أهلَ الجنوب لمصيرهم بوجه العدوّ الصهيونيّ فكان أبطالُنا وقادتُنا شهداء وحقّقوا النصر، ومن هنا نقول لكل المعترضين على دور المقاومة كان الأجدر بكم أن تبنوا دولة حقيقيّة بعيدة عن الطائفيّة، كان عليكم تعزيز دور الحيش اللبنانيّ بشراء الأسلحة والعتاد التي يقدر من خلالها المواجهة ضدّ العدوّ المتغطرس الذي ينتهك أجواءنا ويدمّر بلداتنا”.