مقالات وآراء

واشنطن بين محاولة اغتيال ترامب ومحاولة اجبار بايدن على التنحي

معن بشور‬

ليست المرة الأولى التي تجري فيها محاولة اغتيال رئيس للولايات المتحدة الأميركية أو مرشح للرئاسة، أيّ دونالد ترامب… فقد جرت أكثر من محاولة أبرزها عملية اغتيال الرئيس الأميركي جون فيتزجرالد كيندي في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1963 حيث قتل المنفذ فوراً كما جرى اليوم مع الذي حاول قتل ترامب…
إلّا أنّ ما يميّز محاولة اغتيال ترامب أنها تأتي في جو انتخابات رئاسية أميركية وأجواء سياسية وعسكرية أميركية، ملبّدة ومعقدة، سواء في أوكرانيا أو في فلسطين وحولها أو في شرق آسيا في إطار الصراع مع الصين حول تايوان…
كما في أجواء إمكانية تنحّي الرئيس الحالي جو بايدن عن الترشح او حتى عن الاستمرار في الرئاسة في المدة المتبقية من ولايته…
فالدولة الأقوى في العالم تعيش لحظات لم تشهدها من قبل على مستوى المرشحين للوصول الى البيت الأبيض، كما على مستوى الانقسام الحادّ الذي يعيشه مجتمعها حيث تتصاعد فيه التحذيرات من حرب أهلية طاحنة أو من انفصال بعض الولايات عن الدولة الفدرالية، بالإضافة الى تردّي الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والذي يعبّر عن نفسه في أكثر من مجال…
انّ هذه الأحداث غير المسبوقة التي تشهدها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين تذكّر بالإرهاصات التي كان الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي يواجهها في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي وأدّت الى انهيار القطب الثاني في العالم وتفكك المعسكر الذي يقوده…
وأياً كان القرار الذي يتخذه الحزب الديمقراطي بشأن ترشيح بايدن، وأياً كانت الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال ترامب، صاحب الحظ الأوفر في النجاح (الدولة العميقة أو مافيات شركات تصنيع الأسلحة أو تعبير عن توتر داخلي شديد) فإنّ ترامب، في حال فوزه، سيواجه معضلات داخلية كبيرة ناهيك عن التحديات الخارجية.
لذلك المطلوب من القيّمين على الأمور في بلادنا ممن استسلموا لمدة طويلة لنظرية انّ 99% من أوراق اللعبة بيد الإدارة الأميركية أن يدركوا أنّ تلك النظرية لم تعد صالحة تماماً، وانّ إمكانية التفلت من الإملاءات الأميركية باتت واسعة كما نلاحظ من سلوك بعض الدول المعروفة بـ «صداقتها» العتيقة لواشنطن…
وعلينا أن نضغط لكي يُعاد رسم سياسات النظام الرسمي العربي والإسلامي على نحو يخرج هذا النظام من مهاوي التخاذل والخنوع والتطبيع والتجويع، ويتحوّل الى نظام داعم للمقاومة ومتجاوز لكافة عوائق التضامن العربي والإسلامي والإقليمي وقائد لحملة عزل الكيان الصهيوني دولياً على طريق إسقاطه…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى