أولى

الحصاد اليمني واللغو الأميركي

مثل التلميذ الشاطر ذهب الأميركيون يطلبون من شركة سويفت التي وجهوا لها الأوامر بشطب المصارف الروسية من التداول المالي فاستجابت، ليطلبوا منها عدم شطب المصارف اليمنية التي تتخذ من صنعاء مقراً لها، رغم ورود الطلب من الحكومة التي يعتبرها الأميركيون هي الشرعية والمقيمة في عدن والممثل لمقعد اليمن في الأمم المتحدة.
هذا فعل لا قول، بينما في القول فتقول واشنطن إن حاملة الطائرات الأميركية روزفلت باقية في المنطقة لتأكيد الردع الذي تتمسك به واشنطن لما تسميه حماية الملاحة في البحر الأحمر، رداً على الإجراءات التي فرضها اليمن منذ طوفان الأقصى قبل أكثر من تسعة شهور.
هذا قول لا فعل، لكن في الفعل، فإن اليمن يرفع من وتيرة حضوره واجراءاته، وبالأمس كان الحصاد اليمني أربع سفن وقبلها ثلاث، وروزفلت تعد السفن والصواريخ والزوارق والطائرات المسيرة، لأنها لا تريد أن تلقى مصير شقيقتها ايزنهاور التي استهدفها اليمنيّون حتى أحدثوا فيه ثقوباً ضخمة جعلت بقاءها مستحيلاً.
تأقلم الأميركيون مع فشلهم، رغم مواصلتهم أعمال الانتقام لا أعمال الردع، وهم كما الإسرائيليون صارت غاراتهم على اليمن مثل الغارات الاسرائيلية على غزة لا وظيفة عسكرية لها، مع إدراك مسبق بأنها لن تضعف إرادة المواجهة، في اليمن او في غزة، ولن تغير موازين القوى في المواجهة، لكنها فقط رسالة انتقام تسعى إلى التسبب بالألم عبر قتل المدنيين.
عملياً، لا مبالغة في القول إن الحرب الأميركية مع اليمن كما الحرب الإسرائيلية مع المقاومة، باتت محسومة النتائج، لكن مع تأجيل الإعلان عن النتيجة حتى إشعار آخر.
لا صمود أميركياً إسرائيلياً في الميدان بانتظار أن تتغير الموازين، بل إن البقاء في المكان هو علامة على الشلل العقلي عن اختيار مكان آخر يمكن الانتقال إليه.
لذلك تعوّض الكلمات ما تعجز عنه الأبدان.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى