دبوس
بعد الطوفان… طوفانات حتى يُزال الكيان
خرجت علينا دولة الشر المطلق والعدوان البارحة بإطلاق تسمية «اليد الطويلة» على عملية ضرب خزانات الطاقة ومحطة الكهرباء في الحديدة، ولتحدث في منطقة الانطباع في أذهان المشاهدين، واعتماداً على الدخان المتصاعد بكثافة والنيران المشتعلة، صدمةً توحي بأنّ الضربة كانت هائلةً ومؤلمةً ومدمّرة…
وزير الإعلام في حكومة صنعاء ضيف الله الشامي، علّق على هذا الاستهداف هازئاً فقال: يستطيع أيّ شخص ان يحدث ما أحدثته 25 طائرة من طراز «أف 35» بعود ثقاب واحد، «اليد الطويلة» في عالم الملاكمة يًقال لها The Reach، فيُقال انّ الملاكم فلان لديه Reach أكثر من خصمه، وتعتبر ميزةً يتمتع بها الملاكم، وتعطيه المقدرة على توجيه اللكمات لخصمه عن بعد، من دون ان يتمكن الملاكم الآخر من توجيه نفس القدر من اللكمات، لأنّ يده ليست طويلة، والتكتيك الذي يتبعه المدرّب عادةً لتعويض قصر الـ Reach لدى ملاكمه هو تدريبه على الالتصاق بخصمه باستمرار، حتى لا يمكنه من استخدام عنصر التفوّق هذا، فتجد الملاكم ذا الـ Reach القصير يحافظ على مسافة صفرية من خصمه، ويبقى ملتصقاً به…
في الحرب، علينا ان نكثر من حشد المجاهدين لصيقاً بالحدود، ثم علينا ان نستمرّ بإيجاد الطرق المبدعة كيما يتدفقوا بكلّ الطرق المعروفة وغير المعروفة، وبمئات الآلاف الى داخل الكيان، حينما قال لي محدّثي وهو يناكفني بأنّ ما أتحدّث به عن التدفق هو محض خيال، وغير قابل للتحقيق، قلت له؛ لقد استيقظنا ذات صباح وإذا بنصف مليون إرهابي موجودون فعلاً وباللحم والعظم وكلّ صنوف الأسلحة في أيديهم داخل العمق السوري، بل وعلى بعد مئات الأمتار من القصر الجمهوري في دمشق، سورية فعلتها وأحدثت المعجزة وهزمتهم، «إسرائيل» لن تستطيع، سوف ينهار هذا الكيان بمجرد ان يشعر قاطنوه من المسوخ البشرية بأنّ هنالك مئات الآلاف من المقاتلين قد تدفقوا الى داخل الكيان، وقاموا بالتغلغل الى كافة مسارب الحياة في جغرافية الكيان السرطاني…
تدفقوا أيها الأحبة، وأنا أعرف أنكم لن تعدموا وسيلةً لإيجاد السبل للتدفق إلى داخل الكيان، ومن ثم لإنهائه مرةً واحدةً وإلى الأبد…
سميح التايه