أخيرة

دردشة صباحية

شعراء ذلك الزمان

يكتبها الياس عشّي

في البدايات، في عصر البداوة، كان البيتُ الشعريُّ يولد تحت خِباء، وبين ضفائرِ النساء، وعلى صهوة جواد، وفوق رسمٍ دارس، ثَمّ يرحل في الذاكرة إلى الأبد.
في ذلك الزمان كان البيت الشعريُّ يخرج من رحِم الصحراء دافئاً، حميماً، وفيّاً، صادقاً، وجميلاً؛ يبتكره أمير كامرئ القيس، أو صُعلوكٌ كعروةَ بنِ الورد، ولا حرجَ إن كان لكلٍّ منهما شيطانٌ يوحي، ويلقّن، ويكون الدليلَ إلى أرض عبقرَ.
في ذلك الزمان، كان الناس يتذوّقون الشعر، وكانوا يميّزون بين الصحراء والتصحّر.
وضمنَ هذه المشاهدات البانورامية كانتِ القبائل تحتفل بولادة شعرائها؛ فتولم، وتهزَج، وترسل إلى القبائل من يُنبئ بولادة شاعر، فيُحسبُ له وللقبيلة ألفُ حساب.
بوركتم يا شعراء ذلك الزمان، واعذروا أولئك الذين سمحوا بدفنكم على رفوف لا يقربها أحد، فنسي الناس حتى أسماءكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى