ثقافة وفنون

أصوات سورية شابة تغني «فيلمون وهبي» في أمسية للفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية في دار الأسد

حين غاب قالت السيدة فيروز: «كل الذين تركتهم اشتاقوا لك، وكل الذين سيأتون سيحبونك»، كانت شهادة بحق «شيخ الملحنين» كما لقبه النقاد في زمانه، إنه فيلمون وهبي الذي امتلك عبقرية في التلحين كانت عصية على التقليد، موهبة فطرية، استثنائية عشقها الجمهور السوري، واحتضنها في أمسياته الدمشقية بحضوره منذ سبعينيات القرن الماضي وإلى اليوم في رحيله.
فيلمون وهبي الذي أنتج الكثير من الأنماط الغنائية استخدم فيها كلمات من الحياة اليومية، لامست وجدان المستمع لها، بكل ما تحمله من حالات الحب والشوق والفرح، فكانت تجربته الغنية بنظم الألحان الطربية المتعددة المقامات، والصعبة والمتنوعة الألوان، المشروع الموسيقي الجديد لـ «الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية» بقيادة المايسترو عدنان فتح الله من خلال أمسيتها الغنائية التي أقامتها هيئة دار الأسد للثقافة والفنون على مدى يومين متتاليين، نتيجة الإقبال الكبير عليها من الجمهور الذواق للفن الأصيل.
الأمسية، التي احتضنها مسرح الأوبرا، جاءت بأصوات سورية شابة أكاديمية من طلاب ومتخرجي المعهد العالي للموسيقى، والتي تكرس هدف الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية بدعم المواهب الشابة وصقلها واحتضانها وتقديمها للجمهور السوري، كما تضعها على درب الاحتراف بثبات وتمكّن وإتقان.
برنامج الأمسية، الذي تجاوز الساعة من الزمن، سافر معه الجمهور إلى الزمن الجميل، واستعاد خلاله أجمل الأغاني لكبار الغناء العربي من وديع الصافي ونصري شمس الدين ونجاح سلام وصباح، أما السيّدة فيروز فكان لها الحيّز الأكبر من الأمسية لكون فيلمون وهبي قدّم لها أجمل الألحان التي اتسمت بالطابع الشرقيّ، وخلقت نمطاً مختلفاً مما قدّمته فيروز يضاف إلى رصيدها وأرشيفها الكبير.
قُدم في الأمسية أربعة عشر لحناً وبدأت بصوت لاميتا ايشوع وبكل ما يحمل صوتها من رشاقة وإحساس عال أدّت «بكرم اللولو وفايق يا هوى ودخل عيونك حاكينا»، وبرخامة صوت ومساحة خاصة به أدّت مايا زين الدين أغاني «من عز النوم، وليلية بترجع يا ليل، وطيري يا طيارة طيري».
وأدت سيلفانا دياب أغنيتي «برهوم حاكيني والشب الأسمر جنني»، وبقدرته على الارتجال وبخيال المغني المتمكن وبقدرته على استخدام التقنيات الصوتية الاحترافية قدم رماح شلغين أغاني «هالدلعونية ويامرسال المراسيل».
وقدّم بلال الجندي «كتبنا وماكتبنا ويا طير الطاير»، وأدى فادي زرقا أغاني «ترحلك مشوار وهدّوني هدّوني».
يُشار إلى أن الفرقة الوطنية للموسيقى العربية التي تأسست عام 1990 تضم سبعين عازفاً ومغنياً عالي الاحتراف يعملون على تقديم كل أشكال وقوالب الموسيقا العربية الآلية والغنائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى