الرد اليمني من عيار الرد الإيراني
من سوء حظ الأميركيين والإسرائيليين أن يجدوا أنفسهم في مواجهة مع اليمن، وهم حتى الآن يجهلون كيف تشتغل الشخصية اليمنية وما هي محركاتها، وقد أرسل الأميركيون لليمن بعد غارات إسرائيلية على الحديدة دعوة لعدم الردّ على الضربة الإسرائيلية واعتبار الأمر منتهياً بضربة مقابل ضربة، ولم تلق الدعوة الأميركية إلا السخرية والجواب أن الرد اليمنيّ قيد الإعداد ويمكن للأميركيين إفهام الإسرائيليين بأن يتقبّلوا الرد ولا يردوا منعاً للتصعيد.
أعلن السيد عبد الملك الحوثي بعد تأكيدات من قادة يمنيين على أن الردّ حتميّ، أن لا مجال للنقاش في مبدأ الرد اليمنيّ، ولذلك فإن أيّ عاقل سوف يفهم أن هذا الرد يجب أن يكون بمستوى رادع من جهة، وأن يحفظ كرامة اليمن وشعبه وشهدائه من جهة موازية، وأن يسهم في التعبير عن الوقفة اليمنيّة مع شعب غزة ومقاومتها ثالثاً.
نحن الآن عشيّة الرد اليمني كما كنّا قبل شهور عشيّة الرد الإيراني، ومجرد تأخّر الرد بضعة أيام هو دليل على أن اليمن كما كانت إيران، لا يريد رداً رمزياً، وإلا تمّ الرد فوراً، والتأخير هو لإعداد رد مناسب. وإذا أخذنا بالاعتبار ظروف الرد اليمنيّ فهي تشبه ظروف الرد الإيراني، لجهة طول المسافة التي يجب أن تقطعها الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو أهدافها، وحجم الدفاعات الأميركيّة والإسرائيلية التي سوف تعترضها، ما يعني أن بلوغ الأهداف يقتضي إرسال عشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ، كي تتسنّى للكثرة ضمان عبور بعضها نحو الأهداف.
يعتقد الإسرائيليون أن الأهداف التي كشف عنها الهدهد 1 التي نشرها حزب الله في حيفا قد تكون هي الأهداف للرد اليمنيّ، منطلقين من تشابه حيفا والحديدة، سواء كمدينة بحرية أو ميناء أو محطة كهرباء أو خزانات نفط، لكن لا أحد يعرف ما يخطّط له اليمنيون، ولكن أيضاً من حق الإسرائيليين أن يخافوا على حيفا.
إشارات السيد عبد الملك الحوثي الى مستوى متقدّم من التنسيق اليمني العراقي وإلى حيفا وأم الرشراش كأهداف لعمل مشترك سابق أثار لدى الخبراء والضباط السابقين في جيش الاحتلال الذين يظهرون كمعلقين في القنوات العبريّة، الخشية من أن يكون كلام السيد الحوثي ترميزاً لأهداف تنسيق عراقيّ يمنيّ في الرد المقبل نحو أم الرشراش وحيفا.
التعليق السياسي