مانشيت

نتنياهو يوزّع أجواء تفاؤلية حول اتفاق غزة خلال لقائه المطول مع بايدن / اليمن يستعد لرد نوعيّ على استهداف الحديدة… والحوثي يذكر بالرد الإيراني / صواريخ المقاومة العراقية على «عين الأسد» وضربات للمقاومة في غزة والشمال

‬ كتب المحرّر السياسيّ

دخل بنيامين نتنياهو إلى اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لم يعد مرشحاً رئاسياً معنياً بألاعيب نتنياهو الانتخابية، وبدا أن نتنياهو بخلاف خطابه أمام الكونغرس قد نزل عن شجرة الخطابة الحماسية حول النصر المطلق في غزة بعدما أسماه بالنصر الكامل تمهيداً لاعادة توصيف النصر الكامل بما يتناسب مع تعريف جيش الاحتلال، أي عدم وجود خطر قريب لعملية مشابهة لطوفان الأقصى، وهو ما يدعو إليه الأميركيون في تعريفهم للنصر بعدما تأكدت استحالة القضاء على المقاومة وفي طليعتها حركة حماس، كما قال جون كيربي الناطق بلسان مجلس الأمن القومي، وفعل مثله الناطق بلسان جيش الاحتلال الجنرال دانيال هاغاري عندما قال إن القضاء على حماس مستحيل وذر للرماد في العيون، لأن حماس فكرة والحروب لا يمكن أن تقضي على فكرة، مستعيراً كلاماً سابقاً لجون كيربي.
لم يصدر عن نتنياهو كلام يمكن البناء عليه لمعرفة ما جرى في الاجتماع الذي دام لساعة ونصف، ولم يصدر أي بيان او تعقيب لمكتب بايدن، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية التي جميعها يملك مراسلين مرافقين لنتنياهو يمكن أن تمثل في تسريباتها المرجع المثالي لمعرفة أجواء الاجتماع.
من جهتها، أشارت أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى ان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر أعضاء المجلس الوزاري المصغر بوجود تقدم في مفاوضات صفقة التبادل مع حركة حماس. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة بأن «هناك توقعات بحدوث تطور في مفاوضات الأسرى بعد لقاء بايدن ونتنياهو». وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قالت إنه «من المتوقع أن يؤدي لقاء بايدن ونتنياهو إلى تطور في محادثات صفقة تبادل الأسرى» المتعثرة بين «إسرائيل» وحركة حماس. ولفتت الهيئة إلى أن نتنياهو يريد «أخذ التزام من بايدن بشأن مواصلة القتال في غزة وتزويد «إسرائيل» بأسلحة خاصة لمنع احتمال حل حكومته»، عن طريق انسحاب وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش. أما صحيفة «معاريف» فقالت إن البيت الأبيض يمارس «ضغوطاً كبيرة» على نتنياهو، خلال زيارته الحالية، للموافقة على شروط وقف إطلاق النار في غزة.
في ملفات الحرب أيضاً تبدو المنطقة على موعد مع الرد اليمني النوعي على استهداف جيش الاحتلال لمدينة الحديدة اليمنية ومينائها ومحطة الكهرباء وخزانات النفط فيها. وقال زعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي في كلمة دعا خلالها اليمنيين لخروج واسع اليوم الجمعة تنديداً بالعدوان على الحديدة، فيما وصفه المتابعون للوضع اليمني بمثابة التفويض الشعبي للرد النوعي المقرّر والحتميّ، كما قال السيد الحوثي، وكان لافتاً أنه استعاد تفاصيل الرد الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، لدى قوله بأن نتنياهو تحدّث عن العرب بطريقة ساخرة وكلام سخيف، وكأنهم لا قضية لهم ولا لوجود لفلسطين والأقصى، ويطلب من العرب أن يتحالفوا مع العدو الإسرائيلي ضد إيران، ونحن نتساءل ما ذنب إيران ولماذا هذا العداء لها؟». وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن إيران دولة إسلامية متحررة من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، تدعم فلسطين وتساند العرب ضد عدو الأمة، ولا تحاول أن تتمترس بالعرب في مواجهة العدو الإسرائيلي لأنها في موقع القوة. وقال «عندما استهدف العدو قنصلية إيران في دمشق، أمطرت إيران هذا العدو بالمئات من الصواريخ والطائرات المسيرة»، لافتاً إلى أن إيران تساند وتدعم العرب لأن العدو الإسرائيلي احتل فلسطين وبلاداً عربية إسلامية واستهدف لبنان وسورية والأردن ومصر، مشيراً إلى أن التعاون مع المقاومة العراقية سوف يشهد تقدماً نوعياً في المرحلة المقبلة.
وفي المنطقة، حيث تصاعدت ضربات المقاومة في لبنان وغزة، سجلت المقاومة العراقية عمليتها الثانية ضد القوات الأميركية بعد إطلاق طائرتين مسيرتين نحو قاعدة عين الأسد قبل أسبوع، فاستهدفت القاعدة نفسها أمس بأربعة صواريخ.

توزّع الاهتمام الداخلي على خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي وبين «الهدهد» 3 والرسائل التي حملها الى الكيان الإسرائيلي، فيما بقيت الجبهة الجنوبية على سخونتها في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الأمامية مقابل ردّ المقاومة في لبنان بضربات نوعيّة تطال أهدافاً عسكريّة واستخبارية وتكنولوجية في عمق شمال الكيان المحتل.
وأشار خبراء في الشؤون الإسرائيلية لـ»البناء» الى أن «نتنياهو مفصوم على الواقع وخطابه أشبه بخطاب «المهزوم»، لكنه يحاول تصوير نفسه على أنه الضحية وحركة حماس والفلسطينيين هم الجلاد لاستدراج عطف الأميركيين ومنحه المزيد من الدعم والسلاح والتغطية لعدم ملاحقته في المحاكم الجنائية الدولية، كما يحاول التغطية على فشله وإخفاقاته في الحرب على غزة ورفح وتآكل قوة ردعه في جنوب لبنان وعجزه عن تغيير الواقع الميداني في الجبهات الثلاث إضافة الى جبهة اليمن بعد مسيّرة يافا التي أحدثت زلزالاً أمنياً وسياسياً واجتماعياً في الكيان الإسرائيلي، ولكي يتهرّب من المسؤولية عن الهزيمة في هذه الحرب صبّ جام غضبه على إيران وألقى عليها اللوم بأنها تدعم هذه الجبهات ما أعاق «انتصار» «إسرائيل»، ويهدف لتعمية الرأي العام الأميركي عن عجز الكيان في غزة والتداعيات الكارثية عليه منذ طوفان الأقصى حتى الآن وتحريض الولايات المتحدة والغرب على إيران». ولاحظ الخبراء «تراجع نبرة خطابه وتهديداته ضد لبنان باتجاه أكثر واقعية ومعرفة بحجم الكارثة التي تنتظره بحال شنّه عدواناً واسعاً على لبنان، واكتفى بالإشارة الى الوسائل الدبلوماسية لاستعادة المستوطنين مع حق «إسرائيل» باستخدام كافة الوسائل الأخرى لكن لم يذكر كلمة الحرب».
ووفق ما يقول خبراء في الشؤون العسكرية لـ»البناء» فإن «الكيان الإسرائيلي اليوم أعجز وأضعف من أي وقت مضى من شنّ حرب كبيرة أو شاملة على لبنان نظراً لتداعياتها الاستراتيجية على «إسرائيل»، والعامل الأول والحاسم في قرار الحرب هو معادلة الردع التي تفرضها المقاومة في الميدان وتثبتها يومياً من خلال العمليات النوعية التي تنفذها ضد مواقع أساسية واستراتيجية في شمال فلسطين المحتلة، أو من خلال رسائل التحذير التي ترسلها المقاومة لقادة العدو لا سيما «الهدهد» 3 الذي انشغلت المستويات الأمنية والإستخبارية في كيان الاحتلال بفك رموزه وتحليل أبعاده وأهميّته في قرار الحرب على لبنان أولاً ومسارها ونتائجها الكارثيّة على «إسرائيل» بحال حصلت من جهة ثانية». ويستبعد الخبراء «اندلاع حرب واسعة بين حزب الله و»إسرائيل» في الوقت الراهن، مع احتمال حصول جولات أخرى من التصعيد على مختلف الجبهات بالتزامن مع حصول جولات من المفاوضات على أكثر من صعيد وملف، لكن من غير الواضح إذا كانت ستؤدي الى نتائج عملية لا سيما مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة».

ميدانياً، استهدفت المقاومة مواقع بركة ريشا، وحانيتا، والرمثا في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، محققة إصابات مباشرة. كما أطلقت صواريخ مضادّة للطائرات على طائرات العدوّ الحربية ‏داخل الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، مما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود‏ ‏اللبنانيّة مع فلسطين المحتلة.
واستهدفت المقاومة مبانيَ يستخدمها جنود ‏العدو «الإسرائيلي» في مستعمرتي المنارة وشتولا، كما استهدفت انتشارًا لجنود ‏العدو «الإسرائيلي» في حرج «برعام» بالأسلحة الصاروخية محققة إصابة مباشرة.‏
ورداً على ‌‌‌‏‌‌‏محاولة العدو «الإسرائيلي» إحراق حرج الراهب باستخدام المَنجَنيق، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية انتشارًا لجنود العدو في حرج عداثر بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
ورداً على ‏الاعتداء والاغتيال الذي نفذّه العدو «الإسرائيلي» في بلدة رب ثلاثين، شنّت المقاومة الإسلامية ‏هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مربض المدفعية ‏التابع للكتيبة 411 في «نافيه زيف» التابع للواء النار 288 مستهدفة نقاط تموضع ضباطه ‏وجنوده واستقرارهم وأصابت أهدافها بدقة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة.
وكان العدو الإسرائيلي، واصل عدوانه على الجنوب، فقصفت المدفعية بلدتي رميش وبيت ليف. كذلك خرق الطيران الحربيّ الإسرائيلي جدار الصوت في أجواء البلدات الجنوبية كافة ملقياً عدداً من البالونات الحرارية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، عن سقوط شهيد، وجرح شخصين بالغارة الإسرائيلية على بلدة رب ثلاثين.
وزعمت «هيئة البث الإسرائيلية» بأن «الجيش أبلغ القيادة السياسية اكتمال الاستعدادات لمناورة برية كبيرة في لبنان». وتابعت: «الجيش يعدّ قبل المناورة البرية في لبنان لتنفيذ عمليات جوية قوية. من جانبه، ادعى قائد سلاح الجو الإسرائيلي من الحدود مع لبنان: «مستعدون للحرب، سنواجه «العدو» وستكون هناك مفاجآت».
ووضعت جهات مطلعة على موقف المقاومة هذه التصريحات في سياق التهديدات وإقامة نوع من «التوازن النفسي» في الحرب النفسية والمعنوية القاسية الدائرة بين المقاومة والعدو، لا سيما بعد فيلم «الهدهد» 3 الذي بثّ الرعب والإرباك في مختلف أركان القيادة الإسرائيلية وفي الجبهة الداخلية. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن «التهديدات لم تتوقف منذ تشرين الأول الماضي غداة فتح حزب الله جبهة إسناد غزة من الجنوب، ولم ولن تتأثر المقاومة بها ولذلك هي مستمرّة بعملياتها حتى توقف العدوان على غزة، ومستعدّة للحرب الشاملة والمفتوحة متى قرّر العدو ذلك وستكون بداية زوال الكيان الصهيوني»، مذكرة بكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنه «لن تبقى لكم دبابات».
في المواقف، رأت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدولي، أن «لبنان بما يتهدّده من مخاطر وأضرار جراء استمرار العدوان على غزّة والضفّة وبقية الأراضي الفلسطينية معنيّ بمواصلة جهوزيته وتضامنه مع المعتدى عليهم من شعبنا في فلسطين، وذلك بهدف الضغط من أجل وقف العدوان، وحماية السيادة الوطنية التي هي في عين استهداف العدوّ الصهيوني».
وأدانت الكتلة استخدام منبر الكونغرس الأميركي كمنصة لرعاية ودعم الإرهاب الصهيوني والدعاية لسياساته الإجرامية والعدوانية ضدّ الشعب الفلسطيني من أجل ترحيله واحتلال أرضه في غزّة والعمل على استيطانها عنوة وبالقوّة من قبل الصهاينة المستوطنين. معتبرة أن «الأكاذيب الأميركية والصهيونية المتلبّسة لم تخدع ولن تخدع شعوبنا المناهضة للاحتلال والهيمنة، والطامحة للتحرّر والاستقرار، بل ستشكّل دومًا محفّز مواجهة ومقاومة لا تهدأ ضد المحتلين والطغاة»، مشيرة الى أن «الرهانات المعقودة على التوصل إلى صيغة مقبولة لوقف الحرب وإنهاء العدوان على غزّة، ينبغي أن تبقى واقعية من دون مبالغات.»

رسمياً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، حيث جرى عرض لتطوّرات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية.
إلى ذلك، أقامت سفارة الصين حفل استقبال لمناسبة العيد الـ 97 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، في النادي العسكري المركزي – المنارة، بحضور سفير الصين شيان مينجيان وحشد سياسي ودبلوماسي وعسكري وأمني وإعلامي لافت.
وبعد النشيدين الوطني اللبناني والصيني، ألقى الملحق العسكري الصيني العقيد شينغ يو شونغكانت كلمة شدد خلالها على أن «الصين دولة بانية للسلام العالمي، ومساهمة في التنمية العالمية، ومحافظة على النظام الدولي. وينفذ الجيش الصيني باجتهاد مبادرة الأمن العالمي التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ من خلال الإجراءات العملية، ويفي بحزم بالمسؤوليات والالتزامات الدولية كجيش القوى الكبرى، ويقدم بنشاط خدمات حفظ السلام الدولي والمرافقة البحرية والإنقاذ الإنساني وغيرها من الأعمال التي تخدم السلامة العامة. كما يواصل الجيش الصينيّ تقديم مساهمات إيجابية للحفاظ على السلام العالمي، من أجل العمل على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية».
وأضاف: «يولي الجيش الصيني أهمية كبيرة لتطوير علاقات الصداقة مع الجيش اللبناني، واستمر الجانبان بتعميق التبادلات الودية والتعاون العملي في مجال تدريب الأفراد والزيارات الجماعية والاستجابة للكوارث وعمليات الإنقاذ. كما عقدت وزارة الدفاع الوطني الصينية في الفترة الأخيرة في الصين ندوة لكبار الضباط العسكريين من الصين والدول العربية، شارك فيها كبار ضباط الجيوش من الدول العربية، من بينها لبنان، وناقشوا بعمق العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، ومبادرة الأمن العالمي، والمسارات المحددة لتعميق التعاون الأمني الصيني العربي. والآن، يشارك الجيش الصيني بنشاط في عمليات حفظ السلام في لبنان، فأكمل عناصر قوات حفظ السلام الصينية تنظيف ما يزيد على مليوني متر مربع من حقول الألغام المشبوهة والمناطق التي يشتبه بوجود قنابل غير متفجرة، وقاموا بدوريات أمنية على مساحة 84 ألف متر مربع من الطرقات، وأزالوا أكثر من 20 ألف لغم أرضي وأنواع مختلفة من الذخائر غير المنفجرة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى