بين نجمتين
عبير حمدان
لأني احبك اسرق الفكرة من نبضي وأرتقي حتى أبلغ مرتبة الشعر وترف النثر..
وانت… سرّي الاستثنائي، والصمت الجميل، وأنت أحبّك كما أنت بكل ما يُحيط بك من جنون وشغب وأعاصير شغف.
لأني أحبك أبرع في صوغ الحلم وأنسج لك وشاحاً من خيوط الشمس… وأسميك قمري ومطري وفرحي المتعمّد بندى الصباح.
أحاول رسم ملامحك على قماش داكن كي امتلك زمام الليل… كل ما أريده مجرد حلمٍ يُشبهك كي أدرك صباحي دون ضباب… مللت السكون المطبق على أنفاس الكلام، فهل تأذن لمدادي فيضه؟!
قد فردت لك موج الحقول، وضممتك خلسة عنك، وقرأت لك كل الفصول، وكتبتك بين نجمتين، وأسكنتك نبضي حتى طوّقني الحنين، ونهلت من بحورك أبجديتي الجديدة، وغفوت حيث تركت قبلتك المشاغبة، وكأني تعلّقت بوهم عبور مبسمك على الجبين..
شوقي إليك يتحوّل الى خدّرٍ في أطراف القلب… حتى شراييني اعتادت على حرابك المرتحلة بين قضبان أضلعي… لا تخنق كلماتي وأنت تملكها… كل المدن المستباحة تقاوم جحافل الاحتلال إلا أنا… ليس لأني أنثى متخاذلة بل لأني عاشقة لا تملك زمام الرفض… لست بحاجة الى خطط عسكرية لتدك ما ادعوه جدار… حين تعبر إلى جنتي لن تعيقك إلغام محتملة وهتافات منددة… صرختي وهم لا تضاهي فعل وجودك الواهم.
بيني وبينك لغة مشبعة بمعانيها، وأغنية مبللة بالوله، ورواية تبحث عن نقاط لحروفها، وجرائد ورقية، وبطاقات معايدة لم تلتق بوسائل التطوّر يوماً، وشارع طويل كانت مقاهيه رموزاً، وكتب ودفاتر وأقلام ملوّنة، بيني وبينك همس لم يكتمل وشرح يطول..
تقيم في البال كقصص الأطفال التي تضجّ بالألوان، جميلة أحلام اليقظة بما فيها من حقول تفوّقت على ريشة فنان متشائم، وللعصافير ذاك المدى… حيث لا يعبر الصياد، الصبح في موطن أمنياتي يراقص نجمة على إيقاع ينبوع، تدفق توقي إليك وكدتُ أنسى أن الحياة لا تشبه الرسوم الكرتونيّة… والبطل فيها أن لم يغب قسراً، تنال منه لعنة الهجران!