أولى

طولكرم نقطة تحوّل

خطا مخيم نور شمس على طريق جنين وتجاوزها أحياناً، لكن روح البطولة هي ذاتها، والعزم نفسه، فهناك شلال شهداء وفي يوم واحد أربعة عشر قمراً منهم. وهناك يسقط جنود الاحتلال وضباطه قتلى وجرحى، وعبوات واشتباكات ونور شمس يسطع بنوره حاملاً اسم طولكرم أمّه وحاضنته.
في مخيم جنين اشتبك المقاومون مع مجموعات أجهزة السلطة الفلسطينية مراراً أثناء محاولاتها ملاحقة المقاومين الذين تطلب قوات الاحتلال عبر التنسيق الأمني اعتقالهم، وكانت المواجهات سجالاً متواصلاً جولة يربحها المقاومون وجولة يربحها الاحتلال عبر التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة.
بالأمس افتتحت طولكرم طريقاً جديدة، حيث خرج الأهالي والشباب بكثافة وطوّقوا المستشفى الذي حاصرت فيه أجهزة السلطة أحد قادة مجموعات المقاومة أبو شجاع، واخترقوا حصار الأجهزة ودخلوا المستشفى وأمنوا طريق الخروج نحو مخيم نور شمس للمقاوم الملاحق وخرج في المخيم محمولاً على الأكتاف يهتف بمواصلة المسيرة.
ما جرى يأتي تعبيراً عن تحوّل نوعي كاسح في الرأي العام في الضفة الغربيّة لصالح المقاومة، حيث تكشف استطلاعات الرأي مؤخراً عن عدم ثقة أغلبية سكان الضفة بمسارات التفاوض والحلول السلميّة وحل الدولتين، وينحاز الناس بقوة لخيار المقاومة ويؤيدون قوى المقاومة ويحتضنون رموزها، وينال رئيس السلطة الفلسطينية تأييد 2% للبقاء في السلطة بينما طالب 93% باستقالته. وفي الضفة الغربية يقول 80% إنهم يرون أن طوفان الأقصى أعاد للقضية الفلسطينية وهجها وأن إنجازاته تستحق التضحيات التي ترتبت عليه بعد عشرة شهور من حرب الإبادة المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني.
ما حدث في طولكرم لن يلبث أن يتكرّر في مدن الضفة وبلداتها ومخيماتها، حيث بدأت المواجهة مع التنسيق الأمنيّ الذي قرّرت المقاومة عدم التصدّي لمن يحملون رايته بالقوة، رغم تعرّض المقاومين للملاحقة والاعتقال والاغتيال أحياناً، لكن الشعب أخذ على عاتقه المهمة.. وبدأت طولكرم بإضاءة النور.
إنه نور شمس، ويريدون حجب نور الشمس بأيديهم؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى