رسائل الهدهد إلى صقور الكونغرس وكيان العدوّ
شوقي عواضة
قبل أن تطأ أقدام رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أرض الولايات المتحدة اعتلى هدهد المقاومة الإسلاميّة سماء فلسطين منبراً وقال كلمته الفصل، في عمليته الثالثة (3) التي جاءت في ظلّ حالة استنفارٍ قصوى شهدها الكيان الصّهيوني تحسّباً من أيّة عمليّة ردّ للقوّات المسلّحة اليمنيّة على استهداف العدوّ لمدينة الحديدة.
هذا يدلّل على مدى فشل المنظومات الدفاعيّة المتطوّرة التي يمتلكها كيان العدو لا سيّما في القاعدة التي رصدتها عين الهدهد وعدسته في قاعدة «رامات دافيد» التي تشكّل إحدى أهمّ القواعد الثّلاث الرّئيسيّة في كيان العدوّ، وهي من القواعد الاستراتيجيّة الدفاعيّة والهجوميّة، حيث تضمّ قاعدةً عسكريّةً تابعةً لسلاح الجوّ الاسرائيلي وتحوي مطاراً عسكريّاً يضمّ ثلاثة أسراب من الطّائرات الحربيّة بينها طائرات F16 من الجيل الثّاني والرابع إضافة إلى مروحيات AS-565 ووجود ما يقارب 1200 ضابط وجنديّ ورتيب يخدمون ضمن أقسام القاعدة. وتضمّ أيضاً العديد من القواعد الجويّة منها قاعدة «بلماخيم» التي تعتبر وكالة فضائيّة وقاعدة عسكريّة في نفس الوقت إضافة إلى قاعدة «سيدوت ميخا» الجويّة النوويّة وحيتسور ونيفاطيم ورامون وتل نوف وبلماخيم وغيرها الكثير من المواقع التي لا يتسع المجال لذكرها. إلى جانب ثلاث منصات من القبّة الحديديّة ومنصات مقلاع داوود ورادارت كشف الطائرات المعادية.
وبالرّغم من امتلاك العدوّ لهذه الترسانة المتطوّرة استطاعت المقاومة على الجبهة الشّماليّة تهشيم تلك القوّة وتحطيم صورة جيشها لتحوّلها إلى هدفٍ لمرمى صواريخها ومُسيّراتها.
ورغم ذلك لم يكتفِ الإرهابي نتنياهو الباحث عن انتصارٍ وهمي بما لديه من السّلاح بل قصد الولايــات المتحدة طالباً المزيد من المساعدات ليستمرّ في حربه العدوانيــّة على غزّة ويتجه شــمالاً لفتح جبهة مع حزب الله وتعزيز عمليّات الرّد لجيــشه على الجبهتــين اليمــنيّة والعراقيّة، فاستقبله شركاؤه في جرائم الحرب في الكونغرس الأميركي بالتّصفيق والتهليل على أنقاض غزة وأشلاء أطفالها كأنّه بطل حرب رغم إدانته من المحكمة الدوليّة وإصدار مذكرة توقيف بحقّه كمجرم حرب.
لكن هدهد المقاومة كان سبّاقاً في تعكير زيارته لواشنطن ليعود من فلسطين حاملاً ردّ المقاومة عليه وعلى مستقبليه في واشنطن ليصدح الهدهد من سماء فلسطين وليصل صوته إلى الكونغرس وكلّ العالم برسائل المحور لصقور الولايات المتحدة وكيان العدوّ أولى تلك الرسائل تقول: إنّ طائرتنا التي وصلت إلى أكبر قواعدكم التي حوّلتها إلى هدف تحت مرمى صواريخنا ومُسيّراتنا قادرة على الوصول إلى ما هو أبعد وأدقّ وأكثر استراتيجيّة من قاعدة «رامات دافيد» وإنّ المقاومة ومحورها تمتلك من المفاجآت ما قد يذهل العالم. وإنّ أيّ حماقة سيرتكبها العدوّ في لبنان لن يكون ثمنها على أقلّ تقدير إلّا خطوة أولى على طريق زواله من الوجود. وثانيها إنّ أيّ دعم أميركي جديد للمواجهة المقبلة سيدخل المنطقة في أتون حربٍ كبيرةٍ ستحسم نتائجها لصالح محور المقاومة، وإنّ كلّ تلك المساعدات العسكريّة والاقتصاديّة لن تزيد في عمر كيان العدوّ الذي بات في غرفة العناية الفائقة نتيجة الدّعم الأميركيّ البريطاني الغربي له.
أمّا ثالث تلك الرّسائل وليس آخرها فتقول: إذا ما دقّت طبول الحرب العدوانيّة فعلى نتنياهو وحلفائه أن ينصتوا لأصوات الصّواريخ والمُسيّرات المتعدّدة الجبهات التي ستحجب الشّمس عن كيانه إيذاناً بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر.