أخيرة

دردشة صباحية

«أنا والبحر وسعاده»

يكتبها الياس عشّي

دردشتي، هذا الصباح، أتركها للأب جورج رحمة الذي وقف على منبر، ونقل إلى المستمعين قصّته مع أنطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي اغتالته الحكومة اللبنانية بدم بارد، وأسدلت الستار على مقولة «بيروت أمّ الشرائع».
وإليكم ما قاله الأب جورج رحمة:
«يا شباب أنا لستُ سوريّاً قوميّاً ولكن دعوني أقُل لكم أننا بعد أن حصلنا على دكتوراه في اللاهوت أُرسلنا إلى أرقى الجامعات في الخارج للحصول على دكتوراه في الفلسفة والعلوم. وفي الجامعة اعترضتنا مسائل لم نجد حلاً لها، فلجأنا إلى البروفيسور الأعلى في الجامعة نسأله حلاً لهذه العُقد، فصمت قليلاً ثم قال لنا بصوتِ خافت: «راجعوا كتاب نشوء الأمم لأنطون سعاده»، وهُنا وقفَ شعرُ رأسي، جئنا من أقاصي الأرض لنتلقّى العلوم وإذ بهم يعيدوننا إلى لبنان، إلى أنطون سعاده.
فذهبنا إلى مكتبة الجامعة وفتشنا ملياً حتى وجدنا الكتاب المذكور، وها أنا الآن أقف أمام تلامذة سعاده لأقول من دون مبالغة أننا بفضل هذا الكتاب نلنا الدكتوراه بتفوّق. ولكن قرّرتُ بيني وبين نفسي أن أتعرّف على سعاده فور عودتي إلى لبنان.
وبالفعل بعد أن عُدنا جمعتُ كلّ ما كتب سعاده وذهبت إلى البحر، هُناك على البحر كُنّا ثلاثة.. أنا والبحر وسعاده، ولكن بعد ثلاث ساعات لم أعد أعرف أيّهما البحر (سعاده أم البحر؟!).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى