فعاليات متنوعة في اليوم الثاني لمهرجان صدى المحبة في اللاذقية
تضمنت فعاليات اليوم الثاني من مهرجان «صدى المحبة» في اللاذقية محاضرتين الأولى لعالم الآثار السوري الباحث الدكتور بسام جاموس حول ثقافة بلاد الرافدين والثانية للباحث وخبير الآثار السوري الدكتور جمال حيدر تحدث فيها عن الحضارة السورية والتراث السوري، وذلك في دار الأسد للثقافة.
وأكد الدكتور جاموس في محاضرته أن ثقافة بلاد الرافدين مع شقيقتها بلاد الشام تشكل جغرافية المنطقة عاشت استقراراً حضارياً منذ الألف السادس قبل الميلاد وشكلت على ضفتي نهري دجلة والفرات وحدة حضارية متكاملة لغة وتاريخاً وعادات وتقاليد، مستعرضاً ثقافات عصور ما قبل التاريخ في بلاد الرافدين وما قدّمته للبشرية على مر العصور في مجالات الزراعة والكتابة والفنون والمعتقدات، كما أعطى هذا التلاقح الحضاري بين الحضارتين ميزة استثنائية لهاتين المنطقتين.
ولفت إلى أهمية الحضارة الرافدية في منطقة بلاد الشام بوجود موقع «حلف» في منطقة القامشلي، حيث قدم لنا فخاراً نموذجياً يعتبر فريداً من نوعه في العالم وأيضاً اكتشاف أهم فرقة موسيقية في العالم والتي بلغ عدد عازفيها 30 عازفاً وعثر عليها في مملكة ماري وتحدثت عنها النصوص التراثية.
وأكد جاموس في ختام محاضرته على سعي البعثات الأجنبية الأوروبية الغربية، وبالتعاون مع البعثات الوطنية في بلاد الرافدين وسورية على العمل المشترك للكشف عن المزيد من حضارة الآباء والأجداد في هاتين المنطقتين.
بدوره استعرض الباحث الدكتور جمال حيدر في محاضرته الحضارة السورية، مسلطاً الضوء على تاريخ وآثار سورية منذ عصور ما قبل التاريخ وعلى مرّ العصور، حيث استوطنت الحضارات على الأرض السورية لأهميتها ولما تحويه من شروط جيدة من أجل الحياة.
وعرج حيدر على حضارات العصر الحجري القديم والوسيط والعصر البرونزي ووجود ممالك مثل أوغاريت وإيبلا وقطنا وماري. فهذه الحضارات قامت على الأرض السورية في الألف الثاني والثالث قبل الميلاد وصولاً إلى العصر العربي الإسلامي وتاريخ الإسلام والمعالم الأثرية كالخانات والحمامات والأسواق القديمة والقصور والمدارس، حيث شكلت الآثار المكتشفة إرثاً حقيقياً لعلماء الآثار وجعلت من سورية نقطة جذب هامة للقيام بأعمال تنقيب أثرية وعلمية وبحث علمي لا يزال مستمراً.
وأكد أن هذه الإنجازات الحضارية جعلت من سورية نقطة تحول هامة في تاريخ الإنسانية، لافتاً إلى أن عدد البعثات العاملة في سورية بلغ حوالي 140 بعثة وطنية وأجنبية مشتركة.
كما تضمنت فعاليات المهرجان مشاركة واسعة لكوكبة من الشعراء قدموا القصائد المتنوعة، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر فائز خنسة الذي قدم قصيدة بعنوان «بلاد الرافدين» قدمها كعربون محبة لما يقوله قلبه المعجون بكل ألوان المحبة للبلد الشقيق العراق، وشارك الشاعر طراد سليم طه من حماة بقصيدة عنوانها «دمشق» حمل في ثناياها صدى المحبة الذي تكنّه دمشق لشقيقتها العراق، وجاءت مشاركة الشاعر هيثم بيشاني بقصيدة طوّع فيها حروف قوافيه ليتغزل بدجلة وبردى وهي بعنوان «عتق عبير السكب في أقداحك» وقصيدة غزلية أخرى بعنوان «أوتشقى بحسنها حواء»، كما شارك الشاعر محمد حسين سلمان بقصيدة وجدانية صلى في محراب حروفها وهذبها وهي بعنوان «من أين أبتدئ القصيدة دلني».
وقدّم الشاعر مجد ياسين قصيدة بعنوان «في مرآتها وجه آخر» جسّد بها الحبيبة التي تشبه الوطن الذي يشكل الالتزام الروحي والأخلاقي والإنساني والأدبي وألقى الشاعر علي مرهج حروف كلماته ونثرها عبيراً بقصيدة وجدانية عنوانها «هروب من دائرة»، إضافة إلى قصائد متنوّعة تناولت الهم الوطني والقضايا القومية وقصائد وجدانية وغزلية وفقرات فنية ترفيهية.