إصدار جديد لـ«مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية»: كتاب «طرابلس – الإسكندرية مئة عام في هجرتين»
صدر عن مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية كتاب جديد بعنوان «طرابلس – الإسكندرية: مئة عام في هجرتين» للكاتب إلياس جاك خلاط استهلّه قائلاً «إلى «نسيم»… مؤسس فرع عائلتنا الذي عمل بجهد لإعلاء شأنها. وإلى موطنه «طرابلس»… الذي تفانى في خدمته من خلال مشاريعه الإنمائية.
مراجعة لغوية: ماريا غريب جقماق، مراجعة عامة: الدكتورة مها الكيال، الدكتور سابا زريق، الدكتور جميل كرم وندين جرجورة.
قدّمت الدكتورة الكيال للكتاب، فقالت: “يعتبر كتاب الياس خلاط “طرابلس – الإسكندرية: مئة عام في هجرتين” من الكتب التأريخية المهمة لأسباب عدة، تبدأ بالموضوع نفسه، فالكاتب يعتمد أسلوباً يمكن وضعه في خانة أدب الرحلة، بسبب سياقته التي تجمع السردية الذاتية الواقعية والوصف المتأثر بالأمكنة وبما يكتشف ضمنها، وهدف الرحلة نفسه وأعني التأريخ لعائلة خلاط، أنّ هذا النوع من التأريخ السيري السردي يعتبر في علم الإنتروبولوجيا منهجاً نوعياً مهماً لا سيما في موضوع الرحلة نفسه وفي تقنيات تقفي أثر العائلة”.
أضافت: «أما الأهمية الجوهرية لهذا الكتاب، فتتمثل بأنه يرصد التاريخ المعاش لعائلة خلاط الذي يعكس الكثير من الأفكار والصراعات السياسية والحروب والمواضيع التاريخية والقصص وكل ما كان من شأن السياسة والثقافة والحياة الاجتماعية بتلاوينها وبتحوّلاتها وأماكنها في أزمنة عيش العائلة بأجيالها الثلاثة المتتالية. هذا طبعاً بالإضافة إلى ما لا يجسده هذا التأريخ لنوعية العلاقات القرابية في العائلة، كما ولهويات وانتماءات أفرادها وتحوّلاتهما الزمنية».
أما الكاتب خلاط فقد مهّد لمؤلفه قائلاً: «ليس خفياً على أحد أنه مضت ثلاث سنوات وأنا أسافر بشكل متكرّر إلى الإسكندرية نيابة عن عائلتي، لمتابعة مسألة ميراث معقّد تعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي»، مضيفاً: «هذه الرحلات أضاءت على تراث عائلتي وحضورها في الإسكندرية منذ منتصف القرن التاسع عشر. ويبدو أنها كانت من أكبر العائلات «الشاميّة» الوافدة إلى هناك من طرابلس».
وتابع: «أقامت في الإسكندرية بشكل رئيسي ثلاثة أجيال من عائلة «خلاط» تتحدّر من أربعة فروع عائلية رئيسية، وذلك من منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين وكانت فترة ازدهار بالنسبة لهم جميعاً، فانتقل البعض منهم إلى القاهرة أو إلى الإسماعيلية، بينما عاد البعض الآخر إلى طرابلس أو إلى أماكن أخرى في هذا العالم».
وأفاد بانه حوال اقتفاء أثر من هاجر منهم فقط من طرابلس إلى الإسكندرية وان يكتشف ويبرز إرثهم الذي امتد على نحو مئة عام. وتحدّث مطولاً عن الأسباب التي دفعته للانتقال إلى الإسكندرية لمتابعة قضية وجود عقار في تلك المدينة المصرية موقّع من أحد أعمامه إميل نسيم بيار. وقد ورد في أوراق هذا العقار اسم مؤلف هذا الكتاب أي إسم الياس جاك خلاط. لتبدأ مرحلة جديدة من الاتصالات والتحضيرات ليتم بنتيجتها تأمين انتقاله إلى الإسكندرية لتبدأ مرحلة جديدة يخوض فيها الكاتب مختلف الاتصالات مع سكان وأقرباء للوصول إلى حلول للألغاز المحيطة بهذا الإرث والتحضير لتلك الرحلة على خطى نسيم بك خلاط “جد والدي وأول من هاجر من العائلة إلى الإسكندرية حوالي العام “1855 وكتب عنه “عبد الله نوفل” في كتابه “تراجم علماء طرابلس” الصادر في طرابلس عام 1929، وفق ما ورد على لسان الياس خلاط، الذي يخوض هناك، أي في الإسكندرية، بحثاً متواصلاً عن تفاصيل الحياة التي عاشها “نسيم خلاط” هناك حتى عودته إلى طرابلس سنة 1872، حيث أشارت المعلومات الى أنه سافر إلى أوروبا سنة 1900، وله مقالات شائقة في مجلتي المقتطف والمنار المصريتين، وكان ينظم الشعر أحياناً. وبعد إنجاز قضية الإرث عاد إلى طرابلس ليبدأ مرحلة جديدة لا سيّما على صعيد الأعمال التجارية والإنمائية والإنشائية لآل خلاط، دون التمكن من جلاء طبيعة الرحلات التي قام بها نسيم إلى اوروبا».