«حرفة» فعاليّة لإحياء المهن التراثية في حلب
انطلقت فعالية لإحياء المهن التراثية في حلب بعنوان: “حرفة”، نظمتها جمعية نماء – مشروع أثر، بالتشاركيّة مع مديرية السياحة ومنظمة اليونيسيف، وضمّت معرضاً للأعمال التراثية، إضافة إلى محاضرتين تناولتا الحديث عن هذه الحرف، بهدف تسليط الضوء على دور التراث في حياة الأجيال وزرع قيم الأصالة في نفوسهم، وإبراز أهمية التراث في مطعم ست الحسن التراثي أمام قلعة حلب.
وأوضحت مديرة مشروع أثر، صفاء سلورة، أن المشروع يستهدف اليافعين والشباب وتقديم الدورات التدريبية لتنمية مهاراتهم وإدخالهم إلى سوق العمل في مجالاته كافة، وهو مشروع انطلق منذ العام 2016 ومستمرّ إلى اليوم، حيث بلغ عدد المستفيدين من الدورات أكثر من 200 شخص، وشارك 40 مستفيداً في المعرض الذي عمل على تسليط الضوء على مهن تراثية من صناعة الصابون والزعتر والعطارة والفسيفساء والنول والرسم العجمي، بالإضافة إلى صناعة النحاس والفخار والمكرميّة.
وبذلت لينا هيطلاني المدربة على الفن العجمي، جهداً كبيراً في تدريب الجيل الشاب على هذه الحرفة المليئة بالجمال والفن، وبينت أنها تلقت استجابة إيجابية من المشاركين وشجعتهم على الحفاظ على مثل هذه التقاليد ونقلها من جيل إلى جيل لضمان استمرارها وانتشارها في المجتمع.
ووجدت الدكتورة منتهى عون، دكتورة في الكيمياء، في مهنة العطارة والمواد الطبيعيّة وسيلة لإحياء مهنة على وشك الاندثار، حيث تلعب العطارة دوراً مهماً في الثقافة المحليّة سواء في الطهي أو العلاج والتجميل، وأن استخدام الأعشاب والتوابل الطبيعيّة ليس فقط يعطي نكهةً ولوناً مميزاً للطعام، ولكنه أيضاً له فوائد صحية، وخاصة في الطب البديل والعلاج بالأعشاب، وهذا سبب دفع فئة من الشباب إلى تعلمها.
وقامت وجدان إبراهيم مدربة في المشروع بتدريب الشباب على الفسيفساء، ولكن بطريقة جديدة من خلال إدخاله في أثاث المنزل وليس فقط في الأسقف والمداخل، فقدّموا خلال المعرض مجموعة من اللوحات والأواني والمصابيح المصنوعة بأيدي المتدربين، وقالت: إنه يجب العمل على الحفاظ على هذه المهن وذلك من خلال تدريب جيل الشباب وتربيتهم على الحفاظ عليها.
وتحدثت المتدربة آية الشيخ علي عن سعادتها بتعلم الفسيفساء من خلال المدربات اللواتي لم يبخلن في تقديم المعلومة بأبسط الطرق وأمتعها خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز الشهر، ولكن كانت كافية لزرع محبة كبيرة لهذه المهن والعمل على تطويرها مع الأيام.