الوطن

تشييعٌ رسميٌّ وشعبيٌّ حاشدٌ لحطيط في الدوير / لحّود وبشّور نعياه وبرّي اتصلَ معزياً

بموكبٍ رسميّ وشعبيّ حاشدٍ ومَهيب، شيَّعت قيادة الجيش وأهالي بلدة الدوير، أمس العميد المتقاعد أمين محمد حطيط الذي توفيَ الاثنين الفائت إثرَ جلطة دماغيّة.
وحُمل نعش الفقيد من منزله إلى باحة مفرق الدوير -الشرقيّة، حيث أقيمت مراسم تكريميّة خاصّة، وحملت ثلّة من الجيش اللبنانيّ النعش وقد لُفَّ بالعلم اللبنانيّ، إلى منصّة أُعدّت للمناسبة، وعزفَت الفرقةُ الموسيقيّة التابعة للجيش لحنَ الموت، ثمَّ أدَّت عناصر عسكريّة التحيّة العسكريّة للفقيد، بعدها سار المشيِّعون في موكبٍ بإتّجاه «مجمع برّ الوالدين» في ساحة الدوير، حيثُ استقبلَت الجثمان عناصر من الجيش، وعلى وقع لحن الموتى الذي عزفته الفرقة الموسيقيّة في الجيش، جرى تقديم التحيّة العسكريّة بحضورِ النائبين هاني قبيسي وناصر جابر، العميد عبدالله حرب ممثّلاً قائد الجيش العماد جوزاف عون، النائب السابق محمد فنيش، رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، العميد أحمد علي أحمد ممثّلاً المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المقدَّم علي حلاوي ممثّلاً المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري، المقدم حسين طباجة ممثّلاً المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، رئيس المكتب السياسيّ في حركة «أمل» جميل حايك وعضو هيئة الرئاسة خليل حمدان، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطيّة العميد علي إسماعيل، مسؤول وحدة العلاقات الإعلاميّة المركزيّة في حزب الله محمد عفيف مسؤول منطقة جبل عامل الثانية في حزب الله علي ضعون، أمين فرع حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ في الجنوب أحمد عاصي، وحشدٍ من الشخصيّات والقيادات العسكريّة والأمنيّة والأهليّة .
وأمَّ إمامُ بلدة الدوير السيّد كاظم إبراهيم الصلاة على الجثمان ليوارى الثرى في روضة الدوير، ثم تقبّلت عائلته التعازي من الحضور .
واتصلَ رئيسُ مجلس النوّاب نبيه برّي معزياً بالفقيد، كما اتصلَ رئيسُ كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد .
إلى ذلك تواصلت بياناتُ النعي للعميد حطيط وقال الرئيس العماد إميل لحود في بيان «تبلّغنا بأسى شديد خبرَ رحيل الصديق والأخ في السلاح والوطنيّة العميد الركن أمين حطيط، الذي نعزّي عائلته والجيش وكلّ لبنانيّ وطنيّ بخسارة هكذا قامة وطنيّة، إذ كان له الدور الكبير في العام 2000 حين انسحبَ الجيشُ الإسرائيليّ مكسوراً، وقد اعتمَدنا عليه حينها لتأكيد الانسحاب ميدانيّاً وكشف الاعتداءات المتبقية، ما زوّدنا بالمعلومات الدقيقة التي جعلتنا نواجه الإسرائيليّ والأميركيّ للمطالبة بكلّ شبرٍ من الأرض اللبنانيّة».
أضاف «ما قمنا به مع العميد حطيط لم يُستكمَل حين خرجنا معاً من سدّة المسؤوليّة، وهذا ما دفعنا لاحقاً لأن نزورَ الجنوب معاً لتبيان الحدود البحريّة وإظهار الاعتداءات الإسرائيليّة».
وأشارَ إلى أنّ العميد حطيط «بقيَ شرساً في الدفاع عن حقوق لبنان في وجه المعتدي الإسرائيليّ، كما في إيصال صرخة الحقّ من خلال إطلالاته الإعلاميّة القيّمة، إذ جعلته خبرتُه العسكريّة مرجعاً يُعتمدُ عليه، وإنّنا برحيله نخسرُ صديقاً كما يخسرُ لبنان قامةً احترافيّة ووطنيّة، لكنّ مواقفه وإنجازاته لم تذهب سدى، لأنّ طموحه برؤية لبنان منتصراً على العدوّ بات قاب قوسين من التحقّق، بفضل المقاومة التي تشارَكنا الإيمانَ بها».
بدوره، نعى الرئيسُ المؤسِّس لـ»المنتدى القوميّ العربيّ» معن بشور في بيان، العميدَ حطيط، وقال «لم يكن ممكناً أن يكون للعميد حطيط محاضرة أو مداخلة أو بحث أو ورقة عمل أو كتاب يصدره، إلاّ وكانت الأنظار تتجه اليه والعقول تنتظر ما يقوله، ذلك أنَّ العميد الدكتور حطيط كان رجلاً قادراً على الجمع بين خبرة ميدانيّة عريقة حصل عليها من خلال دوره في الجيش اللبنانيّ الذي أمضى جزءاً كبيراً من حياته فيه، وفي تعليمه الجامعيّ حيث نال شهادة دكتوراه في الحقوق بالإضافة إلى شهادتيّ ماجستير في القانون والقانون العام. كان الجميع ينتظر ما سيقوله أمين حطيط لاتسامه بالموضوعيّة والبحث العلميّ والالتزام الوطنيّ والقوميّ، لذلك كنّا في المؤتمرِ القوميّ العربيّ نحرصُ دائماً أن يكون له دور أساسيّ في صياغة البيان الختاميّ للمؤتمر منذ أن باتَ عضواً فيه منذ سنوات، وكان ذلك الاختيار لترشيحه نابعاً من قدراته البحثيّة والعلميّة والأكاديميّة العالية، لكن أيضاً من خلال التزامه الواضح والعميق بخطّ المقاومة ومواجهة أعداء أمّتنا في فلسطين ولبنان وكل أقطار الأمّة».
أضاف «كان أمين حطيط الذي ارتبط اسمه بموقفه يوم ترسيم الحدود البريّة بعد الانسحاب الإسرائيليّ من جنوب لبنان عام 2000، فكان كجنوبيّ وعسكريّ ومقاوم، حريصاً على كلّ شبر من أرض لبنان وما زالت ملاحظاته على ذلك الترسيم البرّي موضع تمسُّك كلّ الوطنيين في لبنان وهذا ما يشير إليه دائماً الرئيس العماد إميل لحّود حين يتحدّث عن تحرير الجنوب يوم كان العماد قائداً للجيش وكان العميد حطيط مفاوضاً من أجل ترسيم الحدود مع الجهات المعنيّة يومها. وبقيت ملاحظاته في الترسيم البرّي هي شبيهة بملاحظاته يوم الترسيم البحرّي في المعركة التي خاضها لبنان مع العدوّ الإسرائيليّ في الحفاظ على حقوقه النفطيّة والغازيّة في المياه الإقليميّة، وكانت اعتراضاته واضحة وجريئة على ما جرى تقصير في الدفاع عن حقوق لبنان وسيادته الوطنيّة، ولعل أفضل تكريم له وهو راحل أن تحرصَ الحكومة اللبنانيّة وفي ظلّ ما يجري اليوم في المنطقة من أحداث على الأخذ في الاعتبار بملاحظات العميد حطيط لكي يحتفظ لبنان بكامل حقوقه البحريّة في مياهه الإقليميّة».
وختمَ «العميد حطيط كان موسوعة عسكريّة فكريّة سياسيّة بكلّ ما للكلمة من معنى، وكانت ثقافته العامّة وعلمه العسكريّ ورؤيته الإستراتيجيّة، هو مثلث تألّقه في كلّ الميادين الثقافيّة والسياسيّة والعسكريّة طبعاً. رحم الله العميد والدكتور والمناضل أمين حطيط الذي كان أيضاً علماً من أعلام الجنوب ورمزاً من رموز مقاومته العسكريّة والثقافيّة والفكريّة والأكاديميّة. ولينصر الله مقاومتنا في كلّ مكان، وهي المقاومة التي كان العميد حطيط ملتزماً بها حتّى النفَسِ الأخير».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى