تزامن الاستهداف في لبنان والعراق
بفارق ساعات فقط شنّ كيان الاحتلال عدواناً نوعياً على لبنان استهدف الضاحية الجنوبية للمرة الأولى منذ اغتيال الشيخ صالح العاروري، الذي وضع ضمن سياق قواعد اشتباك حرب غزة، بعد طوفان الأقصى، فيما يتم استهداف قواعد المقاومة العراقية والحشد الشعبي في بغداد.
يأتي الاستهداف المزدوج في ظل تكامل سياسي أميركي إسرائيلي في تغطية التصعيد الحالي، حيث لم تقل واشنطن هذه المرة أن توسيع نطاق العمل العسكري في لبنان يهدّد بالتدحرج نحو حرب كبرى وحرب إقليمية، ولم تقل إن ذلك يعرّض أمن «إسرائيل» ومستقبلها للخطر، كما سبق وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية تحذيراً من مغامرة شن عمليات كبرى ضد لبنان.
هذا الاستهداف المزدوج تحت مظلة تفاهم سياسي أميركي «إسرائيلي» نحو التصعيد يربط بصورة لا لبس فيها، حرب طوفان الأقصى التي تحكم إيقاع جبهة لبنان، بمستقبل الانسحاب الأميركي من العراق وسورية الذي يحكم معادلة عمليات المقاومة العراقيّة ضد القوات الأميركية، بعد فشل المفاوضات الهادفة لتحقيق جدولة الانسحاب من جانب الحكومة العراقية.
هذا الاستهداف المزدوج يأتي بعد زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن وما رافقها من صخب إعلامي في خطاب الكونغرس، ليس إلا الضباب الذي يخفي حقيقة الاتفاق الذي تم إبرامه بين إدارتي جو بايدن وبنيامين نتنياهو، حيث وضع نتنياهو مطالبه التفاوضية بيد بايدن، وسلّم له مفاتيح المفاوضات، مقابل التزام أميركي بالحصول على أعلى نسبة ممكنة منها، والطريق لذلك هو التصعيد لتحقيق هدفين، الأول تأجيل البحث بالانسحاب الأميركي من سورية والعراق لما بعد اتفاق غزة، والثاني تحسين شروط اتفاق غزة بما يلبي مطالب نتنياهو ويُفرغ نصر المقاومة من مضمونه.
هذا هو التصعيد الذي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، قبل انفجار صاروخ مجدل شمس، إنه تصعيد مقبل في المنطقة، وإن سورية في قلب هذا السياق.
محور المقاومة معنيّ بخوض حربه على كل جبهاتها، من اليمن وغزة والعراق ولبنان، لفرض معادلات القوة التي تضع واشنطن وتل أبيب بين خياري الذهاب إلى الحرب الكبرى، أو القبول بأن معادلات الطوفان هي التي تحكم المنطقة.
التعليق السياسي