مواقف مندّدة بالعدوان على الضاحية الجنوبيّة: سيدفعُ العدوّ ثمنَه باهظاً والكلمة للمقاومة
تواصَلت ردود الفعل المنددة بالعدوان الصهيونيّ على الضاحية الجنوبيّة لبيروت، مشدّدةً على أنَّ هذا العدوان سيدفعُ رئيس وزراء العدوّ بنيامين نتنياهو وعصابته ثمنَه باهظاً حيثُ ستكون الكلمة للمقاومة في الميدان.
وفي هذا السياق، اعتبرَ النائب ميشال موسى الاعتداء «الإسرائيليّ» السافر «جريمةً وحشيّةً أخرى في حقِّ المدنيين الأبرياء»، مشدّداً على «وحدة اللبنانيين وتضامنهم في مواجهة العدوان المبيَّت على أرضهم ووطنهم»، داعياً إلى «الاجتماع على وحدة المصير وأحاديّة الوطن والحفاظ على مِنعته وسيادته».
واستنكرَ النائب علي عسيران بشدّة العدوان «الإسرائيلي» على ضاحية بيروت الجنوبيّة وطهران والعراق ، معتبراً أنَّ «إسرائيل تخطّت الخطوط الحمر وهي بعدوانها إنّما تضع المنطقة على فوهة بركان من الحرب الإقليميّة».
وعبّر الوزير السابق وديع الخازن عن إدانته بشدّة القصف «الإسرائيليّ» على الضاحية الجنوبيّة ووصفَه «بالاعتداء الإرهابيّ السافر على سيادة لبنان وعلى المواطنين الآمنين في منازلهم ومواقع أعمالهم»، ورأى فيه «محاولة خبيثة لتعطيل جهود التهدئة»، معزياً أسر الضحايا والشهداء ومتمنياً الشفاء للجرحى.
ودعا الخازن «المجتمعَ الدوليّ لدعمِ حقّ لبنان في استقلاله، والتدخُّل مع العدوّ الإسرائيليّ للجم إجرامه المتمادي، ولمنع تصعيد الوضع ضمانةً لقدسيّة العاصمة بيروت ولعدم تخطّي الخطوط الحمراء احتراماً للسيادة اللبنانيّة». وأكّد أنَّ «لبنان لا يريدُ الحربَ، لكنه مُصمَم على حماية أراضيه وشعبه»، داعياً إلى «وحدة الصف الوطنيّ في مواجهة هذه الأخطار المحدِقة بالوطن».
ودانَت هيئة الرئاسة في حركة «أمل» العدوان «الإسرائيليّ» الغاشم وقالت في بيان «إنَّ الجريمة التي ارتكبها الكيان الإسرائيليّ من خلال عدوانه الجوّي الجبان، مستهدفاً العاصمة بيروت في ضاحيتها الجنوبيّة، لا يعقلُ ولا يجوزُ أن يكونَ محطّ إدانة وطنيّة وعربيّة ودوليّة على أهميّة الإدانة والشجب لهذه المجزرة، بل يستدعي تحركاً دوليّاً وإقليميّاً وأمميّاً عاجلاً لوقف آلة القتل الإسرائيليّة وعدوانيّتها التي باتت عابرة ليس فقط للحدود الجغرافيّة إنَّما أيضاً للقوانين والقواعد الأخلاقيّة والإنسانيّة ولكلّ شرائع حقوق الإنسان، وإنَّ استمرارها على النحو القائم منذ ما يزيد عن تسعة أشهر ونيّف من غزّة إلى لبنان وسورية واليمن والعراق وصولاً إلى ما حصلَ فجراً من اغتيالٍ آثم وجبان لرئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس الاخ إسماعيل هنيّة، سوف يضعُ المنطقة وأمنها وإستقرارها في مهبّ الجنون والإرهاب الإسرائيليين».
وتقدّمت الهيئة «من أهلها في الضاحية الجنوبيّة ومن ذوي الشهداء بأحرّ التعازي» متمنيةً للجرحى الشفاء العاجل.
كذلك استنكرَ لقاءُ الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع» العدوانَ الصهيونيّ السافر على «ضاحية العزّ والكرامة والذي نتجَ عنه ضحايا وجرحى مدنيين في تطوّر دراماتيكيّ تجاوزت معه حكومة المجرم نتنياهو اليمينيّة الفاشيّة الخطوط الحمراء ما يضع الإقليم برمّته على فوهة بركان». وأعلنت أنَّ «مزاعمَ عصابة نتنياهو وتركيزها على الثأر لأطفال الجولان يشكّل أعلى درجات المكر والكذب والغطرَسة، كون الأطفال في مجدل شمس سوريين عرب يخضعون للاحتلال الصهيونيّ، وبالتالي المقاومة هي المعنيّة بالردِّ على هذه الجريمة التي ثبُتَ أنَّها من صنع الجيش الصهيونيّ، وما سمّاه الصهاينة بالردّ هو محض عدوان على لبنان سيدفعُ نتنياهو وعصابته ثمنه باهظاً حيثُ ستكون الكلمة للمقاومة في الميدان».
واعتبرَ «حزب الاتحاد» في بيان، أنَّ «العدوان الصهيونيّ المجرم على ضاحية بيروت الجنوبيّة يأتي ليؤكّد، مرّة جديدة، أنَّ الكيانَ العنصريّ الصهيونيّ ما زال يُمعنُ في تحدّيه للسيادة الوطنيّة اللبنانية، ويحاول بكلّ الوسائل استهدافَ قوى المقاومة، ظنّاً منه أنّه يستطيع بذلك أن يؤثّر على عزيمتها ويُضعف إرادة التحرير لديها، ويدفع لبنان للسير في ركب التطبيع المذلّ ومنعه من مناصرة غزّة والنضال الفلسطينيّ المشروع».
أضاف «وإذا كان العدوّ قد اتخذَ من حادثة مجدل شمس مبرّراً لهذا العدوان أمامَ المجتمع الدوليّ، فإنَّ تاريخه الإجراميّ حافل في العدوان الوحشيّ على المجتمعات الوطنيّة العربيّة، ضارباً بعرض الحائط الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم الدوليّ، بالاضافةِ إلى أنَّ هذه العمليّة تأتي متماشية مع الرغبة الحكوميّة الصهيونيّة في إشعال حرب إقليميّة تكون أميركا شريكاً مباشراً فيها، تحفظ من خلال هذه المشاركة الأميركيّة أمن الكيان الصهيونيّ وصورته التي اهتزَّت إثرَ عمليّة طوفان الأقصى».
وأكّد أنَّ «هذه الرغبة تُسقطها قوّة المقاومة بما تمتلكه من عزيمة قويّة وإرادة صلبة وحاضنة شعبيّة واسعة تمدّها بعناصر القوّة والاستمرار وإنَّ ذلك سيعطي المقاومة حقّ الرد المشروع على العدوان وفي عمق كيانه الذي أصبحَ مطلباً شعبيّاً تفرضُه معادلةُ الردع».
ودانَ مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتو المناطق اللبنانيّة في بيانِ من السعوديّة «العدوان الصهيونيّ الهمجيّ على الجنوب وسائر المناطق اللبنانيّة»،معتبرين «أنّ الاعتداء الآثم الذي يتعرّض له لبنان وآخره في ضاحية بيروت من قبل العدوّ الصهيونيّ هو عملٌ إرهابيّ ووحشيّ ومدان ومرفوض، وما يقوم به العدو هو تمادٍ في الاعتداءات لتوسيع الحرب على لبنان، وهذا يستدعي مزيداً من الوحدة الوطنيّة والتضامن والتعاون لتجنيب لبنان من دخوله في حرب موسَّعة» وطالبوا الجيش اللبنانيّ في عيده «أن يكونَ على استعدادٍ تام وجميع الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة للدفاع عن لبنان وردع أيّ عدوان يتعرّض له».
واستنكر شيخُ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى «الاعتداء الإسرائيليّ» و»الانتهاك الجديد الصارخ للقوانين الدوليّة وحقوق الإنسان». وإذ تقدّمَ من عوائل الشهداء بالتعازي، ومن أسر الجرحى بتمنيات الشفاء، جدّدَ دعوته إلى «وقف الحرب فوراً ووقف شلاّل الدماء وقتل النساء والشيوخ والأطفال في حارة حريك وغزّة وفي مجدل شمس الصابرة».
وجدّدَ الحزب التقدميّ الاشتراكيّ إدانته للاعتداء «الإسرائيليّ» الذي طال حارة حريك وتقدّمَ بأحرّ التعازي من عائلات الشهداء متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، مستنكراً «هذه الاستباحة المتمادية من العدوّ، مجدّداً تأكيده «أعلى درجات التضامن الوطنيّ في مواجهة العدوان الإسرائيليّ وضرورة وقفه فوراً».
وقالَ الاتحادُ العمّالي العام «ها هي يدُ الشيطان تمتدُّ إلى الضاحية الجنوبيّة المقاومة لتدمّر وتقتل وتسفك الدماء، يدٌ ستُقطَع بفعلِ إيمان وقوّة وعزيمة لا تقهر، ويتلاقى طوفان الأقصى مع طوفان الجنوب، ويكتملُ حقُّ الردِّ وتتكاملُ جبهة الإسناد ويفرُّ جنودُ الأعداء ويختبىء قومُهم في الملاجىء، إنّه زمنُ النصر زمنُ العزّة والكرامة زمنُ غزّة وملاحم البطولة والتصدّي، زمنُ لبنان المقاوم».
وأصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بياناً اعتبرت فيه «أنّ ما قامت به إسرائيل من إجرام متعمّد في حارة حريك موقعة شهداء وجرحى في منطقة سكنية آهلة، يدل على طبيعتها الإرهابية والعدائية القائمة على اغتصاب الحقوق واستهداف المدنيين تحت ذرائع شتى غير مقبولة وساقطة أساساً، ومن خارج القوانين والشرائع الدولية الانسانية وقواعد الأخلاق.
إنّ العدو الصهيوني لا يقيم وزناً الا لمصالحه المنافية دائماً لحقوق الإنسان. وإنّ النقابة التي تقدم التعازي بالشهداء الذين سقطوا في الاعتداء الغاشم وتتمنى للجرحى والمصابين الشفاء العاجل، تأسف وتستهجن سكوت المجتمع الدولي عن جرائم العدو المتمادية وارهابه، وتراخيه تجاه ما يُرتكب من فظائع في لبنان وغزه وبلدان أخرى، مما يشجعه على المضي في جرائمه من دون حساب نراه اكثر من ضروري لوقف المجزرة التي يضطلع بها. إنّ نقابة محرري الصحافة اللبنانية تدعو الزميلات والزملاء الاعلاميين إلى القيام بمسؤولياتهم الوطنية والمهنية في هذه الأحوال المصيرية وأن يسلطوا الضوء على حجم الفظائع التي ترتكبها إسرائيل، وهي تذكر بمناسبة المجزرة البشعة التي استهدفت حارة حريك واهلنا فيها، بموقفها الثابت والمبدئي، وهو الرفض القاطع للتعرّض للإعلاميين وهم يؤدّون واجبهم المهني، وتطالب الجميع من دون استثناء إلى أيّ منطقة او فئة انتموا وفي أيّ مكان وجدوا عدم المساس بهم ومخاشنتهم والاعتداء عليهم لفظياً وجسدياً بما يخالف الدستور والقوانين المرعية التي تكفل حرية الرأي وتصون الحريات الإعلامية. وهذه القاعدة يجب أن تكون البوصلة التي تحدّد علاقة كلّ الأطراف بالصحافيين والإعلاميين وليس استخدام العنف مع من وضعوا حياتهم على أكفهم من أجل نقل الوقائع والأحداث في أحوال بالغة التعقيد والخطورة. وهي إذ ترفض بشدة الإشكالات غير المبرّرة التي حصلت أخيراً في حق إعلاميين ومؤسسات اعلامية، ترى أنّ المطلوب اليوم هو الحدّ الأقصى من التضامن الوطني بين اللبنانيين لدرء الأخطار التي لن توفر أحداً».
كما أعلنَ رئيس «التجمّع الطبيّ الاجتماعيّ اللبنانيّ» وممثل «الرابطة الطبيّة الأوروبيّة الشرق أوسطيّة الدوليّة في لبنان» وعضو مجلس «نقابة الأطباء» البروفسور رائف رضا، أنّ «الاعتداء على الضاحية هو اعتداءٌ على كلّ لبنان، ولن يمرَّ من دون ردّ وسيعلمُ العدوّ الصهيونيّ أن ارتكابه للمجازر دليل على قرب نهايته، وأنّنا متمسكون بالمقاومة رمز عزتنا وصانعة مجد هذه الأمة». وختم»لن تخيفنا مجازركم، إنّكم إلى زوال وكلّنا مقاومة».
وتوقّفَ مجلسُ نقابة المحامين في بيروت في جلسته الأسبوعيّة أمس، برئاسة النقيب فادي مصري «عند استمرار الاعتداءات الإسرائيليّة منذُ أشهرٍ عدّة على المناطق اللبنانيّة وتحديداً على المناطق المأهولة وما نتجَ وينتجُ عنها من سقوط ضحايا بريئة وأضرار ماديّة جسيمة، في مخالفةٍ واضحةٍ لجميع المواثيق الدوليّة والإنسانيّة».
واعتبر أنَّ «هذا الإجرام المتمادي يفرضُ على الدولة اللبنانيّة حزم أمرها واستعادة دورها السياديّ والديبلوماسيّ، وتحمُّل مسؤوليّاتها وفرض هيبتها وبسط سلطتها على كامل أراضيها والدفاع عن حدودها وحماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها».