منفذية عكار في «القومي» أحيت ذكرى الاستشهادي علي غازي طالب في بلدة تكريت ـ عكار.. واكليل زهر باسم رئيس الحزب على النصب التذكاري
المنفذ العام أحمد السبسبي: يا علي الدماء التي راهنت عليها هي اليوم أقوى من سلاح العدو فكما طردته من بيروت ومن جنوب لبنان ستطرده من غزة ومن فلسطين كلها
الحاج محمد صالح: المقاومة ومحور المقاومة حاضران مع فلسطين ومع القدس مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات والدماء تنبئكم أنّ هذه الأمّة الوفية لن تُذلّ على الإطلاق
أبو نزار خضر: إننا أمام معركة صعبة وطويلة مع عدو غادر لا يتوانى عن ارتكاب الجرائم والمجازر لكنه يسقط في أوهامه
عبد المجيد غازي طالب: الشهيد علي إبن المدرسة السورية القومية الاجتماعية والعائلة المتعاقدة بكاملها مع سعاده على إقامة دولة الأمة ومكافحة الفساد
الحاج سفيان طالب: الدماء التي امتزجت بأرض الجنوب وحدت العمل المقاوم لنسف مشروع الكيان الصهيوني المحتل وأزهرت عزاً وانتصاراً
الأب أيوب نعمة: أنطون سعاده عندما تكلّم عن هذه الأمة كان يتكلم أيضاً عن شباب رضعوا المقاومة قبل أن يولدوا
العميد ساسين يوسف :
ـ حزبنا اختط طريقَ الجهاد والمقاومة إنقاذاً لفلسطينَ ومن أجل عزة الأمة ونهضتِها وانتصارِها..
ـ لنا في الحربِ سياسةٌ واحدةٌ هي سياسةُ القتال وما نتائجُ وإنجازاتُ معركةِ طوفانِ الأقصى الا نموذجٌ للصمود في مواجهةِ الاحتلالِ حتى تحريرِ فلسطينَ كل فلسطين
ـ أعلى درجاتِ السمو أن يتغلّبَ السوريُّ القوميُّ الاجتماعيُّ على الخوفِ من الموتِ مقتدياً بزعيمه سعاده
ـ حزبنا لا يزالُ قويًّا حاضراً ثابتاً على خياراته مقاوماً بالقول والفعل والدم، لم ولن يتخلّى عن مبادئه وقيمِه وعقيدتِه الأخلاقيةِ والوجوديةِ ودفاعِه عن قضيتِه الواضحةِ والجليةِ
أحيت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الـ 39 لعملية الاستشهادي علي غازي طالب باحتفال في مدرسة بلدة تكريت عكار، سبقه مسيرة إلى النصب التذكاري للشهيد في البلدة، حيث تم وضع أكليل زهر باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان.
حضر الذكرى، عميد الثقافة والفنون الجميلة – منفذ عام طرابلس الدكتور كلود عطية، عميد التربية والشباب إيهاب المقداد، العميد ساسين يوسف، عضو المجلس الأعلى عبد الباسط عباس، ناموس عمدة الإعلام رامي شحرور، منفذ عام عكار أحمد السبسبي وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام وادي خالد بري العبدالله، منفذ الضنية منهل هرموش، الأمناء: فادي الشامي، سعد سكاف، ومحمود الحسن، مدير دائرة الانشطة الكشفية في عمدة التربية والشباب وسام القادري وعدد من مسؤولي الوحدات.
كما حضر عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح، رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، وفد من قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني في عكار ضم: عضو الهيئة الإدارية لرابطة معلمي التعليم الأساسي في لبنان – مدير مدرسة الدورة محمود السحمراني وعضو لجنة صندوق الزكاة في عكار المحامي عباس الملحم ومدير مدرسة الدورة السابق خالد السحمراني، محمد إبراهيم ممثلاً الحزب الشيوعي اللبناني، منسق التيار الوطني الحر في عكار علاء مخول، رئيس ملتقى عكار المقاوم سفيان طالب، رئيسة حزب 10452 رولى مراد، ريان العبود ممثلاً أمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، رئيس جمعية اتحاد شباب عكار الشيخ مفيد العبدالله، مسؤول حزب العمل الاشتراكي ورئيس لجنة التعاضد في عكار طارق الحسين، المسؤول السياسي في حركة الإصلاح والوحدة زياد العلي، محمد نعمان ممثلاً رئيس حزب الشباب والتغيير الدكتور سالم فتحي يكن، رئيس الحركة الشبابية في عكار ثائر قرحاني، رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف جمال سكاف، وفد من حزب البعث العربي الاشتراكي في تكريت مثَّل أمين فرع عكار في «البعث» خضر عثمان، وفد مثَّل مسؤول المرابطون في عكار عبدالله الشمالي، وفد من بلدة فنيدق تقدّمه أحمد جود، مسؤؤل العلاقات السياسية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في نهر البارد أبو نزار خضر، مسؤول حركة فتح في مخيم البارد عيسى السيد، مسؤول العلاقات السياسيّة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم نهر البارد محمد صالح موعد، مسؤول جبهة النضال الشعبيّ الفلسطينيّ في نهر البارد محمد حسن بقاعي.
كما حضر كاهن بلدة قبولا الأب أيوب نعمة، كاهن بلدة بينو الأب حنا الشاعر، الشيخ وليد الزعبي ممثلاً الشيخ منذر الزعبي، مختار عكار العتيقة محمود غصن، مختار الدورة خالد ضاهر، مختارة بينو ايفون الأطرش، مختار تكريت غازي أيوب، مختار تكريت أكرم نعمان، مختار جبرايل فوزي شاهين، رئيسا بلدية تكريت السابقان عبدالله غية والدكتور حاتم العلي وفاعليات بينها كامل الشعار، حسين دياب، محمد الخطيب، حسن الناظر، الدكتور أحمد العلي، الحاج عبدالله أحمد الحوراني وجمع من المواطنين والقوميين الاجتماعيين.
التعريف
رحّب بالحضور وقدّم الخطباء منفذ عام عكار في الحزب، أحمد السبسبي، وقال:
هو ابن غازي طالب الرفيق المسؤول والأمين الذي قدّم فلذة كبده عن سابق دراسة ومعرفة، البار بقسمه والتزامه بأن نضحّي بكل ما نملك في سبيل مصلحة سورية وسيادتها على نفسها، والمؤمن بأن الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها.. من هنا كانت اندفاعة علي المنطلقة من إيمان اكتسبه وتربّى عليه في كنف عائلة قومية اجتماعية وهذا الإيمان حمله صوب الجنوب، ليقوم بما تدرّب عليه في بيت المقاوم الأمين أسعد حردان الذي اهتمّ به وبمن سبقه أو أتى بعده على طريق الاستشهاد الإرادي.
وتابع: كان هاجسه مواجهة العدو وتكبيده الخسائر الكبيرة بجيشه وقواته، فاختار أن يقدّم دمه على طريق تحرير الجنوب، فكانت عمليته في ارنون، صبيحة يوم الأربعاء في 31 تموز شهر الفداء، عندما أعلن استشهاده عبر شاشات التلفزة شريط مصور، قال: «أنا الشهيد علي غازي طالب من بلدة تكريت عكار في شمال لبنان، إني ذاهب إلى الجنوب لاستشهد هناك فيلتقي دمي بدماء الشهداء الذين سبقوني، أنا إبن مدرسة قومية نضالية تعلمت فيها أن أعطي كل شيء لأمتي.. الدماء هي أقوى من السلاح الذي يمتلكه العدو».
وقال: يا علي الدماء التي راهنت عليها هي اليوم أقوى من سلاح العدو، وكما طردته من بيروت مهزوماً يصيح عبر مكبرات الصوت «يا أهل بيروت لا تطلقوا النار إننا راحلون» هو اليوم بفضل الدماء المقاومة بدأ يتقهقر بعد اندحاره في عام 2000 يندحر اليوم من غزة ذليلاً منكسراً. وفي عام 2006 هزمته الدماء أيضاً، ودمّرت دباباته وقتلت جنوده.
وختم: واليوم في غزة أبطال يرفعون أشلاء أبنائهم وشارة النصر بدمائهم محتسبين، لأن دماءهم كانت وستبقى أقوى من السلاح. وستنتصر غزة وكذلك الجنوب كجبهة مساندة والنصر صبر ساعة.
كلمة الأحزاب والقوى
كلمة لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والإسلاميّة في عكّار ألقاها عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمّد صالح وفيها قال:
في البداية أشكر لعلي غازي طالب أنّه جمعنا في عكّار بعد عشرات من السنين. جمعنا، بل استدعانا لنكون خدماً لدماءٍ طاهرةٍ سقطت على طريق القدس، كما إسماعيل هنيّة وكما شهداء الضاحية وكما شهداء غزّة وكما شهداء القدس وكما كلّ الشهداء على أرض فلسطين.
شكرًا لك علي غازي طالب وتحيّة لدمك الشريف الذي أتى بنا إلى هذه البلدة الطيّبة التي لم تبخل بفلذات أكبادها على طريق القدس.
وسأل صالح الأعراب: أين أنتم من نساء غزّة، من أطفال غزّة، من أبطال غزّة، من رجال غزّة، من كهول غزّة، من تراب غزّة المقدّس، وكلّ أرض فلسطين مقدّسة، وأهمّ شيءٍ يعنينا في فلسطين مع المقدّسات هو الشعب الفلسطينيّ المظلوم الذي يتخلّى عنه من يدّعون أنّهم يلبسون العباءة ويلبسون الكوفيّة وهم يتبرّؤون منها ليلًا ونهارًا، لا بل وبالإذن من الجميع يتآمرون ليلًا ونهارًا.
وأكد صالح أن المقاومة ومحور المقاومة حاضران مع فلسطين، حاضران مع القدس، مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.
وقال: نحن نقدّم ما هو واجبٌ علينا، ولكن انتظروا نصرًا قادمًا بعونه تعالى، رغم التضحيات التي تُدفَع، ورغم الأثمان التي تُدفَع، لأنّه وعد الله وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين.
وأكد أننا نحن ندّعي هذا؛ نعم، مسيرتنا، مسيرة المقاومة، تعوّدنا أن نقدّم الشهداء، الشهداء كلّهم قادة، من القادة ومن الكوادر المتقدّمة.
نحن كنّا قبل أيّام مع مجالس عاشوراء. قد يسأل سائل: وهل هذا المكان لنتكلّم بعاشوراء؟! نعم، عاشوراء ما معناها؟! «إن كان دين جدّي لم يستقم فيا سيوف خذيني».
إن كان أمر غزّة لا يستقيم، لا نقف عند حدٍّ في المواجهة. إن كان القدس لا يستقيم أمرها، نعم، ترخص للقدس كلّ المهج. إن كانت أرض فلسطين، وشعب فلسطين، وقضايا أمّتنا لا تستقيم على الإطلاق إلّا بمستوى هذه التضحيات، نعم نحن لها إن شاء الله.
وقال: مسيرة المقاومة تبشّركم أنّها تملك القدرة، وتملك العقل، وليس بالارتهان لسفاراتٍ هنا أو سفراء هناك أو إشارات لمجتمع دوليٍّ لا نؤمن على الإطلاق بأيّ موقفٍ منهم لأنّهم لا يرون إلّا الشيطان الأكبر أميركا حاكمًا على إرادتهم.
بالأمس القريب، رأيتُ رئيس حكومة العدوّ الصهيونيّ والعصابات الصهيونيّة، نتنياهو وقف له الكونغرس الأميركي عشرات المرّات يصفّق لتلك المجازر. نحن لسنا بلا أحاسيس، وبلا مشاعر، أو مشاعر متبلّدة، لا…
وأضاف: فكما رأينا النصر في 25 أيّار 2000، ورأيتم النصر الإلهي في تمّوز 2006، ورأيتم مسيّرة اليمن السعيد التي جاءتهم من حيث لا يحتسبون ووصلت إلى تل أبيب وأوجدت في نفوسهم الرعب والخوف على المصير، وكما صواريخ العراق، وكما ليلة 14 نيسان ليلة الحرس الثوريّ الإيراني، وكما هو موقف المقاومة في لبنان، موقف المساندة لغزّة، نعم، إنّه كذلك.
وختم قائلاً: نحن بعونه تعالى سائرون إلى ذلك المكان، محور المقاومة، نعم؛ صمود وثبات سورية على موقفها الداعم إلى جانب فلسطين وقضيّة فلسطين رغم الجراح التي يعيشونها ورغم كلّ المآسي التي يعيشونها، نعم إنّه محورٌ متقدّمٌ وأيّام الانتصار لا أقول غدًا، ولا أقول بعد غد، ولكن أقول إنّنا مشينا خطى سترونها ودماء الشهيد سوف تنبئكم أنّ هذه الأمّة التي تحيا لتحفظ أمانة الشهداء، لن تُذلّ على الإطلاق..
كلمة عائلة الشهيد
وألقى عبد المجيد غازي طالب (شقيق الشهيد) كلمة عائلة الشهيد فقال: «نحييكم ونرحّب بكم مشاركين بإحياء ذكرى علي غازي طالب الاستشهادي الذي قدّم دمه طواعية في سبيل تحرير الأرض والإنسان. الشهيد علي غازي طالب إبن المدرسة السورية القومية الاجتماعية، إبن عائلة تعاقدت بكاملها مع سعاده على إقامة دولة الأمة ومكافحة الفساد والمفسدين ولو تلطوا برايات عديدة قريبة أو بعيدة، إبن مدرسة أخذت على عاتقها محاربة الأمراض التي تركها المستعمر في بلادنا من طائفيّة ومذهبيّة وعشائريّة وإقطاع، إبن مدرسة نهضة الأمة لا مدرسة الاستهزاء بأماني الشعب….
وأضاف: علي فارس الشمال ونسره الذي أعاد للأمة وديعتها ولم يكن يوماً من المرتهنين لا هو ولا أي فرد من عائلته. علي غازي طالب الرفيق السوري القومي الاجتماعي المكافح للأمراض الطائفية مكافحته للعدو اليهوديّ.
واستدرك غازي مكلماً الشهيد علي بقوله:
يا علي يا أخي ورفيقي اعتاد القوميون واعتدنا معهم على إحياء ذكراك الخالدة كل عام وبالتوقيت ذاته فيأتي المسؤولون ليشيدوا بشهادتك وقوة فعل دمك وليخبرونا أنهم لم ينسوك أو يتناسوا قضية استشهدت أنت والكثيرون في سبيلها.
يا علي هل أصف لك حال بلادنا التي أردتها موحّدة حرّة أبية وأصبحت أشلاء متناثرة بسبب ظلم وطغيان الأنظمة.
يا علي…
أأقصّ عليك رواية المناضلين الجدد وبدء العدّ على طريق فلسطين، ها هم يعدون الشهداء على تلك الطريق التي نأمل أن لا تقفل مرة جديدة.
لن أطيل عليك يا أخي الشهيد ولن أستفيض تكفيك هذه الأخبار المحزنة المفجعة… واسمح لي أن أتوجه الى ابناء شعبنا بشكل عام والقوميين بالخصوص، وأسألهم أترون ما يحدث هذه الأيام في غزة الذبيحة وكل فلسطين وجنوب لبنان؟
إن هذه المجازر المرتكبة بحق أبناء شعبنا ليست الا نقطة من إيمان يهودي يريد إبادتنا جميعاً بمعزل عن الدين والعرق.
وختم قائلاً: إن هذا العدو يريد أخذ بلادنا بعد القضاء على كل نسمة حياة فيها ولن يرتدع إلا إذا جابهناه بالدم.
كلمة ملتقى عكار المقاوم
وألقى الحاج سفيان طالب كلمة ملتقى عكار المقاوم، فقال: «باسم ملتقى عكار المقاوم وأهالي بلدتنا وعائلتنا المقاومين نشكر كل الجهود التي بذلت من أجل إحياء ذكرى فارس الشمال الشهيد علي غازي طالب إبن بلدتنا تكريت وعكار والشمال وكل الوطن. فسلام على الدماء والأشلاء التي امتزجت بأرض الجنوب التي وحدت العمل المقاوم لنسف مشروع الكيان الصهيوني المحتل وأزهرت عزاً وانتصاراً».
وأضاف: «القضية الفلسطينية قضية كل حر وشريف على امتداد العالم، وقد وحّدت الدماء لمحور المقاومة من الجمهورية الاسلامية في إيران إلى لبنان وفلسطين واليمن والعراق وسورية، ومعركتنا اليوم مع العدو الصهيونيّ وربيبته أميركا وقوى الاستكبار العالمي المنافق المجرم».
وختم: «الرحمة لشهداء المقاومة في فلسطين المحتلة وغزة والأبرياء وعلى المرابطين على جبهات المساندة وكل حر وشريف على امتداد العالم، والخزي والعار للعملاء وأنظمة التطبيع والخيانة والنصر حليف الرجال وليس الجبناء، ونعاهد أننا سنكمل المسير حتى النصر أو الشهادة».
كلمة الفصائل الفلسطينية
وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية مسؤؤل العلاقات السياسية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في نهر البارد أبو نزار خضر فقال:
نلتقي اليوم في إحياء ذكرى الشهيد علي طالب، بالتزامن مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ـ الأميركي لممارساته الإرهابية التي طالت أمس، الضاحية الجنوبية في بيروت التي أدّت إلى استشهاد القائد فؤاد شكر واغتالت اليوم القائد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في إيران.
وقال: إنّ هذه الجريمة، ورغم قسوتها، فإنّها تؤكد من جديد أننا أمام معركة صعبة وطويلة مع عدو غادر لا يتوانى عن ارتكاب الجرائم والمجازر، سواء ضد قادة كبار أو ضد أطفال ونساء، لكن مرة جديدة يسقط هذا العدو في أوهامه، ويعتقد أن اغتيال قادة المقاومة سيوقف فعلها الذي أصبح متجذراً لدى شعبنا وكل شعوب وأحرار العالم في مواجهة المشروع الصهيوني ـ الأميركي.
وأكد أن الاستشهادي علي غازي طالب، بطل عملية أرنون، هو إبن بلدة تكريت استشهد على أرض الجنوب بوجه أعتى عدو عنصريّ. ودماؤه أزهرت الانتصارات والمفخرة وهزيمة العدو في جنوب لبنان.
ولفت إلى أن الشهيد علي تخرّج من بيت مقاوم، فوالده المرحوم غازي طالب الذي تشهد له مواقفه وثقافته، وكان نتاجه الأسير يحيى سكاف إبن شقيقته بطل عملية دلال المغربي داخل أراضي فلسطين المحتلة.
وشدّد على أن ما أسّس له الزعيم أنطون سعاده، في ثلاثينيات القرن العشرين، واستشهد لأجله في العام 1949، يصونه الآن حزبه، الحزب السوري القومي الاجتماعي، بانخراطه في القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبتبنّيه خيار المقاومة، جنباً إلى جنب، مع باقي فصائل المقاومة في المنطقة. وقد قدّم قافلة من الشهداء، إلى أن اندحر عن الأراضي اللبنانية عام 2000، وما زال الحزب السوري القومي الاجتماعي في خندق الدفاع عن المنطقة في وجه العدوان الإسرائيلي، والهيمنة الغربية، مدركاً الواقع المستجدّ، باعتبارنا نعيش في هذه المنطقة مرحلة تحرّر وطني بمواجهة مشروع بناء الحلف الإسرائيلي ـ العربي، بدعوى «التكامل الهيكلي» للإقليم، عبر «دمج» «إسرائيل» في المنطقة، وبناء حلف الناتو العربي ـ الإسرائيلي، بذريعة «التكامل الدفاعي» ضد خطر المقاومة المتصاعد فعلاً وتأثيراً على امتداد الإقليم.
وقال: المطلوب اليوم وقف العدوان وفتح المعابر لوصول المساعدات الطبية والإغاثية وعودة النازحين وانسحاب جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين من كامل قطاع غزة. هذه مطالب المقاومة ولن نتراجع عنها، ونقول ونطمئن الجميع بأن المقاومة في غزة بخير وموحدة في الميدان بجميع فصائلها.
وقال: التحية لكم رفقاءنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، والتحية لكم أيها المقاومون في جنوب لبنان، يا من قدّمتم مئات الشهداء على طريق القدس في معركة الإسناد لطوفان الأقصى. هذه المعركة التي خطتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين من العام الماضي، وما زالت مستمرة ومتواصلة، رغم العدوان والدمار والمجازر اليومية والحصار والتجويع.
وختم: التحية لروح الشهيد علي طالب وعموم الشهداء، التحية للأشقاء في اليمن والعراق وسورية والمقاومة في لبنان والدعم اللامحدود من الجمهورية الإسلامية، الحرية للأسرى وفي مقدمهم عميد الأسرى المناضل يحيى سكاف. والنصر لشعبنا وثورتنا وإننا لمنتصرون.
كلمة الأب نعمة
وألقى كاهن بلدة قبولا الأب أيوب نعمة كلمة قال فيها:
جاءنا من الغرب خبر من جنيڤ بواسطة وزير الشؤون الاجتماعية مفاده «لا تحكوا عن موضوع اللاجئين السوريين لأننا أسقطنا الحدود».
نقول له: نحن لا ننتظر منكم أن تسقطوا الحدود لأن أمتنا راسخة واحدة قويّة مقاومة متّقدة!
وأضاف: هذه الأمة هي شعب واحد ولغة واحدة. فنحن لا نقبل بفلسطين جزءين، فكما أن الله واحد أحد وهكذا نصلي ونركع ونسجد لله، فقط الله، فإن فلسطين واحدة في السياسة، واحدة في التاريخ، واحدة في الجغرافية، وواحدة في الاقتصاد.
وقال: أنطون سعاده عندما تكلّم عن هذه الأمة الممتدّة، كان يتكلم أيضاً عن شباب رضعوا المقاومة قبل أن يولدوا. هذه أمة مقاومة. والاستشهادي علي غازي طالب ليس غريباً عن هذه الأشجار الخضراء ولا عن هذه الأرض ولا عن هذه الجبال الصامدة، صمودنا بعلي وأمثاله وبكل فرد من تكريت التي أنجبت علي. وهذه الأمة المسمّاة عربية هي بحاجة لبعض الكرامة، لبعض من دم علي وسناء ووجدي.
وختم: الشهيد هنيّة ليس الأخير، وشهداء الضاحية… هنا الضاحية، كلنا ضاحية، كما شهداء هذه الأمة بكل طوائفنا. إننا أمة الشهداء والمقاومة. عشتم وعاشت فلسطين الواحدة الموحّدة ودم الشهيد علي وكل شهداء هذه الأمة.
كلمة مركز الحزب
وألقى العميد ساسين يوسف كلمة مركز الحزب، فأكد أنه رغمَ الأحداثِ الأليمةِ التي تمرُّ بها أمتُنا السوريةُ، نحيي ذكرى الاستشهادي الرفيق علي غازي طالب، وهذا لأن فكرَ سعاده المقاوم هو فكرٌ حيٌّ ودعوةٌ حقيقيةٌ للمواجهةِ والصراعِ والمقاومة.
وقال يوسف: الحزبُ السوريُّ القوميُّ الاجتماعيُّ حزب مقاوم من أجل عزةِ الأمةِ ونهضتِها وانتصارِها.. وهو حزب أسسه سعاده ليختط طريقَ الجهادِ والمقاومة إنقاذاً لفلسطينَ، فكان خيارُ المقاومةِ ولم يزل الخيارَ الوحيدَ في مواجهةِ العدوِّ الصهيوني.
أضاف العميد يوسف: في ذكرى استشهادِ الرفيقِ البطلِ علي غازي طالب نؤكد أن مؤسس حزبنا أنطون سعاده، أطلقَ المقاومةَ الفكريةَ والسياسيةَ والعسكريةَ دفاعاً عن فلسطينَ، وفي سبيل سورية قضى شهيداً. فهو الذي تحدّى بن غوريون حين تحدثَ عنِ «الاستيطانِ في أراضي الآباءِ والأجدادِ الممتدةِ من الفراتِ إلى النيل». فكان ردُّ الزعيمِ حاسماً بأنَّ هذه الدولةَ الجديدةَ ستُمحقُ وتزول. وأعلن بأن محقَ تلك الدولةِ الغريبةِ ليس قفزةً خياليّةً وهميّةً، بل بما يُعدُّه الحزبُ القومي الاجتماعي من بناءٍ عقديّ وحربيّ يجعلُ من سورية قوةً حربيةً عظيمةً تعرفُ أنّ انتصارَ المصالحِ في صراعِ الحياةِ يُقرّرُ بالقوةِ بعد أن يُقرّرَ بالحق. كما يقولُ سعاده في إطارِ الصراعِ مع العدو الصهيونيّ، بأنّها عمليةُ صراعٍ طويلٍ شاقٍّ عنيفٍ يتطلبُ كلَّ ذرّةٍ من ذرّاتِ قوانا، لأنّ وراءَ الدولةِ اليهوديةِ الجديدةِ مطامعَ دولٍ أجنبيّةٍ كبيرةٍ تعملُ وتساعدُ وتبذلُ المالَ وتمدُّ الدولةَ الجديدةَ بالأساطيلِ والأسلحةِ لتثبيتِ وجودِها.
وتابع: هذا ما يحصلُ بالفعلِ وليس بالقولِ في جنوبِنا السوري وما حربُ غزةَ إلا الحقيقةَ التي أثبتَها سعاده منذ عشراتِ السنوات. ولكن الزعيمَ أكدَ لنا أيضاً أن لنا في الحربِ سياسةً واحدةً هي سياسةُ القتال، وما نتائجُ وإنجازاتُ معركةِ طوفانِ الأقصى الا نموذجٌ للصمود في مواجهةِ الاحتلالِ حتى تحريرِ فلسطينَ كل فلسطين.
وتابع العميد يوسف: على دربِ سعاده وفكرِه المقاومِ شاركَ القوميونَ الاجتماعيونَ في كلِ المعاركِ ضد العدوِ الصهوني وقدّموا الشهداءَ، وفي 31 تموز عام 1985 قام الشهيدُ البطلُ علي غازي طالب بتنفيذِ عمليتِه الاستشهاديةِ على طريقِ قلعةِ الشقيف – أرنون مقتحماً دوريةً للعدو «الإسرائيلي»، حيث نتجَ عن العمليةِ الاستشهاديةِ تدميرُ ملالتين واحتراقُ جيب وقتلُ وجرحُ أكثرَ من خمسةٍ وعشرين جندياً للعدو بينهم ضابط برتبة نقيب.
وأردف: الرفيقُ علي غازي طالب اختارَ طريقَ الشهادةِ ليسجلَ وقفةَ عز في تاريخِ الصراعِ مع العدو اليهودي وليثبتَ للعالمِ بأنّ تكريتَ البلدةَ المقاومةَ هي إحدى قلاعِ الحزبِ السوري القومي الاجتماعي وستبقى لأن فيها من الرفقاءِ المناضلين المؤمنين بفكرِ أنطون سعاده ما يكفي لتبقى قلعةً صامدةً للقوميين الذين آمنوا بالنهجِ الذي سلكَه الشهيد علي طالب على طريق ِالشهادة من أجلِ الجنوبِ السوري.. كما من أجلِ الحياةِ يا أبناءَ الحياة، فهنيئًا لنا ولكم قول الشهيد علي بأنكم «أنجبتم وربيتم بطلاً وفارساً سيُعطي للعالم درساً في الفداء». وهنيئاً لدماء علي التي امتزجت بدماءِ الاستشهاديين وجدي الصايغ وسناء محيدلي ومالك وهبي وزهر أبو عساف، ودماء كل الرفقاء الذين استشهدوا في الصراعِ الوجودي مع العدو اليهودي والإرهابي..
وأكد يوسف أن أعلى درجاتِ السمو أن يتغلّبَ السوريُّ القوميُّ الاجتماعيُّ على الخوفِ من الموتِ مقتدياً بقول سعاده العظيم: «نحنُ قومٌ نحبّ الحياةَ لأننا نحبُّ الحرّيةَ، ونحبُّ الموتَ متى كان طريقاً للحياة».. وهو يحملُ معنى الانتصارِ المعنويّ على القهرِ والاضطهادِ والاستعمارِ لأن العيشَ تحت الاستعمارِ عبارة عن موتٍ معنويّ ووجوديّ…
وختم قائلاً: نؤكدُ أن الحزبَ السوريَ القوميَ الاجتماعي ورغمَ كل محاولاتِ تقسيمِه وتجزيئِه وطمسِ فكرِه وعقيدته، لا يزالُ قويًّا حاضراً ثابتاً على خياراته، حزباً مقاوماً بالقول والفعل والدم، لم ولن يتخلّى عن مبادئه وقيمِه وعقيدتِه الأخلاقيةِ والوجوديةِ ودفاعِه عن قضيتِه الواضحةِ والجليةِ ووحدة الأمة السورية، وعن كل شبرٍ من هذه الأرضِ حتى تنبتَ نصراً وتزهرَ عزاً.