مواقف مندِّدة باغتيال القائدين هنيّة وشُكر: لحظةُ ارتطام الكيان الصهيونيّ بنهايته تقترب
توالَت أمس، المواقف المندِّدة باغتيال رئيس المكتب السياسيّ لحركة «حماس» الشهيد إسماعيل هنيّة والقائد العسكريّ في «المقاومة الإسلاميّة» الشيد فؤاد شُكر.
وفي هذا الإطار، رأى النائب السابق إميل لحّود، في بيان، أنَّ «(جرادين) العدو الإسرائيلي تسلّلوا مرّة جديدة عبر الأجواء اللبنانيّة لتنفيذ جريمة بشعة استهدفت قائداً بطلا هو فؤاد شُكر وسقطَ فيها مدنيّون وخصوصا أطفال».
وعزّى عائلات الضحايا بهذه الجريمة وقيادة حزب الله «وكلَّ ممانعٍ في لبنان والعالم على خسارة رجل يحمل في سجلّه تاريخاً حافلاً من البطولات وكانت أمنيته، كما كلّ بطل، أن يستشهدَ أثناءَ أداء واجبه في مواجهة إسرائيل ولكن في الميدان لا غدراً في منزله».
وتابع «يجبُ أن يدركَ العالمُ كلّه أنّ الشهيد ورفاقه على استعداد للاستشهاد دفاعاً عن قضيّتهم، في حين أنَّ الأعداء والمتعاطفين معهم في الداخل اللبنانيّ، إمّا يُجيدون الغدرَ كما فعلَ العدوّ، أو بثّ السمّ عبر الإعلام ومواقع التواصُل الاجتماعيّ كما فعلَ بعضُ اللبنانيين في اليومين الماضيين وقبلهما».
وختمَ «ما نُريده من جماعة السمِّ في لبنان ليس، بالتأكيد، الانتفاض لكرامتهم في مواجهة من ينتهك سيادتهم ويستهدف أرضهم ويقتل أبناء وطنهم، بل يكفيهم أن يجلسوا في منازلهم ويدعوا المقاومة تقوم بواجبها، نيابةً عن لبنان كلّه وعن اللبنانيين جميعاً».
من جهّته، قال المديرُ العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم في تصريح «في يوم الشهادة، رغم كلّ هذه اللحظات الصعبة والمؤلمة، ومن بين الركام الذي يحتضنُ الشهداءَ في غزّة ولبنان وطهران وأينما كان. وللعدو الذي يعتقد أنّه في سياسة الاغتيالات يستطيع أن يُنهي هذه المسيرة. وللرافضِ لكلّ الحلول وللمنقلب على كلّ العهود أو الاتفاقات. ولمُحاول قتل كلّ الناس ليبقى، وللمضحّي بكيانه لحماية نفسه، للمتلطي خلفَ أوهامه بالاستمرار. نقولُ ما قاله إيلان بابيه، المؤرِّخ الإسرائيليّ البارز والأستاذ في كليّة العلوم الاجتماعيّة والدراسات الدوليّة في جامعة إكستير في بريطانيا: «حتّى في هذه اللحظة المُظلمة، يجب أن نفهمَ أنَّ المشاريعَ الاستعماريّة الاستيطانيّة التي تتفكّك دائماً ما تستخدم أسوأ انواع الوسائل لمحاولة إنقاذ مشروعها. حدث هذا في جنوب أفريقيا وفي جنوب فيتنام وعلى أساس فحص مهنيّ أقول إنّنا نشهدُ نهايةَ المشروع الصهيونيّ الآن».
أضاف «ليس ثمّةَ أدنى شكّ في ذلك، لقد وصل هذا المشروع التاريخيّ إلى نهايته وهي نهاية عنيفة، فمثل هذه المشاريع عادةً ما تنهار بعُنف، وهي لحظة خطيرة جداً بالنسبة لضحايا هذا المشروع والضحايا أيضا هم اليهود، لأنّ اليهود أيضاً هم ضحايا للصهيونيّة. وهكذا فإنَّ عمليّة الانهيار ليست مجرد لحظة أمل، بل إنّها أيضاً الفجر الذي سيطلع بعد الظلام وهو النورُ في نهاية النفق».
وختمَ «مع تشييع كلّ شهيد، تقترب أكثر فأكثر لحظة ارتطام هذا الكيان بنهايته».
ووجّهَ «المؤتمرُ القوميّ العربيّ» رسالةً إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله وقيادة ومجاهدي الحزب جاء فيها «تحتسبُ الأمانةُ العامّة للمؤتمر القوميّ العربيّ عند الله تعالى، القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر وأخواته الذين استهدفهم العدوان الصهيونيّ مساء الثلاثاء في ضاحية بيروت الجنوبيّة. والأمانةُ العامّة للمؤتمر إذ تتقدّمُ إليكم وإلى قيادة حزب الله والمقاومة الإسلاميّة في لبنان بأصدق التعازي، تعبّر عن فخرها وتقديرها للدور الكبير الذي اضطلع به الشهيد الحاج محسن منذ تأسيس المقاومة حتّى ارتقى شهيداً».
وانتهزَت «هذه السانحة لتجدّد ثقتها في قدرة وتقديرات المقاومة في لبنان وفلسطين وفي كلّ الساحات»، داعيةً «في هذا الظرف الدقيق إلى أوسع وأقوى تأييد شعبيّ لها وهي تضطلع بدورها المقدَّس في الدفاع عن الأمّة وحريّتها ومقدّساتها وحقّها المشروع في تحرير أرضها ودحر الاحتلال».
أمّا المنسقُ العام لـ»تجمّع اللجان والروابط الشعبيّة» والمنسّقُ العام «للحملة الأهلية لنصرة فلسطين» معن بشور فقال « قبل 42 سنة خرج من بلدة النبي شيت البقاعيّة اللبنانيّة المجاهد الكبير فؤاد شكر لينضم إلى ثلّةٍ من شباب لبنان المؤمن وشباب الأمّة الذين رأوا أنَّ واجبَهم بعد الغزوّ الإسرائيليّ لبلدهم عام 1982 أن يردّوا عليه بمقاومة كان قليلون يدركون أنها ستشكّل مرحلة خطيرة وهامّة ومشرقة في حياة لبنان والأمّة».
وتابع «لقد استشهد شُكر حاملاً معه سيلاً من المنجزات التي قام بها مقاتلاً في أكثر من جبهة، منتصراً لأمّته وكان مرشّحاً للشهادة في كلّ معركة خاضها، كم يخطئ العدو حين يظنّ أنّه باغتياله شُكر أنّه قد نجحَ في القضاء على المقاومة أو في تعطيل مسيرتها، كما باعتقاده أنّه في وصوله إلى هنيّة قد نجح في القضاء على حماس أو تعطيل مسيرتها الجهاديّة».
وختم «سيبقى شُكر رمزاً كبيراً من رموز الوطنيّة والعروبة والإسلام، بل رمزاً من رموز الوحدة، لأنّه في استشهاده في اليوم ذاته مع القائد الشهيد الكبير إسماعيل هنيّة إنّما كانا يجسدّان وحدة الأمّة في مقاومة العدوّ».
كما نعى رئيسُ «المركز الوطنيّ في الشَمال» كمال الخير الشهيدَ شُكر، معتبراً أنَّ التضحيات الجسام التي بذلها شهيدنا الكبير وجميع الشهداء القادة من فصائل محور المقاومة، تُشكّل الحجر الأساس في انتصاراتنا التي تحقّقت على المشروع الصهيو- أميركي، وبفضل هذه التضحيات والدماء الطاهرة للمجاهدين سيكون النصر الكبير حليفنا، لأنّ كلّ المقاومين هم مشروع شهادة على طريق تحرير فلسطين».
وعزّى نائب الأمين العام لحركة «النضال اللبنانيّ العربيّ» طارق سليم الداود قيادة المقاومة وعلى رأسها السيّد نصرالله باستشهاد شُكر، مؤكّداً «أنَّ دماء القادة الشهداء لم تؤثّر على روح المقاومة وعملها وأدائها، بل زادتهم إصراراً على مواصلة الطريق لتحرير الأرض والدفاع عن الوطن».
وندّد «اتحاد الولاء لنقابات النقل والمواصلات في لبنان» بالعدوان الصهيونيّ على الضاحية، واستشهاد أطفال ونساء وارتقاء القائد الجهاديّ الكبير فؤاد شُكر شهيداً على طريق القدس «بعد مسيرة حافلة وزاهية بالجهاد ومنازلة الأعداء، وبناء القوّة وإعداد العدّة لإزالة هذه الغدّة السرطانيّة من قلب الأمّة فلسطين العزيزة».
وأعلن «الاتحادُ العام لنقابات العمّال» في سورية، أنّه «بدعم وحماية الولايات المتحدة الأميركيّة وحلف الناتو العدوانيّ، يمارسُ الكيان العنصريّ الصهيونيّ انتهاكه كل معايير الأخلاق والإنسانيّة في التعامل مع الأحداث والتطورات في المنطقة والعالم، وبخاصة في داخل الأراضي العربيّة المحتَلّة ، التي تشهد حراكاً ثوريّاً تحرريّاً متصاعداً وممارساته الوحشيّة ضدَّ المواطنين العرب».
ورأى أنّ «اعتقال آلاف الفلسطينيين وسلب ممتلكاتهم وأراضيهم وملاحقة واغتيال قادة ورموز المقاومة، يثبت بربريّة ووحشيّة المجتمع العنصريّ الصهيونيّ الخارج عن القانون الدوليّ الإنسانيّ، كما أنّ اغتيال المناضلين والقادة الكبار في حركات ومنظمات المقاومة لن يؤدي إلاّ إلى تجدّد وتصاعد المقاومة، وإلى تسارع انهيار الكيان الصهيونيّ برمّته، وإنَّ دماءَهم ستزهر نصراً مؤكّداً على كامل المشروع العدوانيّ التوسعيّ الإمبرياليّ».
وختم «لنقف جميعاً يداً واحدة ضدّ العنصريّة الصهيونيّة وضدّ سياسات وممارسات القوى الاستعماريّة الداعمة للكيان المحتَلّ».
ودانت نقابة الصحافة اللبنانيّة في بيان العدوان «الإسرائيليّ» الأخير في ضاحية بيروت الجنوبيّة وأودى بحياة الشهيد فؤاد شُكر وكذلك الاغتيال الجبان الذي استهدفَ الشهيد هنيّة ومرافقه في طهران والإمعان في الاستهداف الممنهَج للإعلاميين في قطاع غزّة. ودعا «المجتمع الدوليّ إلى تحرّك عاجل لكبح جماح العدوانيّة الإسرائيليّة ووقف حرب الإبادة التي تشنّها على مساحة المنطقة انطلاقاً من قطاع غزّة قبل فوات الأوان».