رئيس الحكومة من اليرزة: حقّنا الدفاع عن أرضنا وكرامتنا بكلّ الوسائل المتاحة
أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «حقّنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا وكرامتنا بكلّ الوسائل المتاحة، ولا تردّد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات»، فيما شدّد قائد الجيش العماد جوزيف عون على أنّ «مؤسّسة الجيش ستبقى صامدة لأسبابٍ عدّة، أهمّها وجود الرئيس ميقاتي على رأس مجلس الوزراء، الداعم الأساسيّ للمؤسّسة العسكريّة».
وكان رئيس الحكومة زار مقرّ قيادة الجيش في اليرزة بمناسبة عيد الجيش، حيث استقبله العماد عون، ثم التقى الضبّاط في «قاعة العماد نجيم».
بدايةً تحدّث قائد الجيش فقال «دولة الرئيس أرحّب بك وأشكرك على ثقتك وإيمانك بهذه المؤسّسة التي هي العمود الفقريّ للبنان وهي الضامن للسلم الأهليّ وللاستقرار»، مؤكّداً أنّ «هذه المؤسّسة ستبقى صامدةً لأسباٍ عدّة، أهمّها وجود دولتك على رأس مجلس الوزراء، الداعم الأساسيّ للمؤسّسة العسكريّة. منذ تكليف دولتك برئاسة الحكومة ولغاية الآن كنت وما زالت الداعم الأول والأساسيّ لهذه المؤسّسة. وفي كلّ مرّة كنّا نطلب من دولتك أمراً يتعلّق بالجيش، كنت تتجاوب معنا لكيّ تبقى هذه المؤسّسة صامدة ومستمرّة في مهامها».
وختم «باسمي وباسم كلّ عنصر وضابط في المؤسّسة العسكريّة أشكرك على محبّتك ودعمك وثقتك. أهلاً وسهلاً بك في مؤسّسة الشرف والتضحية والوفاء».
وألقى ميقاتي كلمة اعتبر فيها أنّ «الشغور الرئاسيّ لا ينغصّ وحده فرحة هذه المناسبة الوطنيّة، بل كذلك الظروف الأمنيّة التي يعيشها لبنان، من جنوبه إلى بقاعه، وصولاً بالأمس إلى الضاحية الجنوبيّة للعاصمة، وذلك نتيجة العدوان الإسرائيليّ المستمرّ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، فضلاً عن الضائقة الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي يعاني منها اللبنانيون عموماً والعسكريون خصوصاً. وتضاف إلى كلّ ذلك، تطوّرات إقليميّة مقلقة تنذر بارتفاع منسوب الخطر واتساعه من منطقة إلى أخرى».
أضاف «إلاّ أنّه على الرغم من كلّ ذلك، أردت أن أكون معكم اليوم، ليس لأهنّئكم بالعيد وأحيي تضحياتكم وبسالتكم فحسب، بل لأؤكد لكم، ومن خلالكم لجميع اللبنانيين، أنّ الرهان عليكم، ضبّاطاً ورتباء وأفراداً، يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسّسات، ما يجعل الالتفاف حول مؤسّستكم واجباً وطنيّاً جامعاً تسقط أمامه كلّ الرهانات والمصالح، سياسيّة كانت أم شخصيّة، لأنّ الشهادات التي قدمتموها على مذبح الوطن، لم تكن يوماً إلاّ في سبيل رفعته وسيادته وسلامته».
وتابع «في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم، ما زال أهلنا في الجنوب والبقاع وبالأمس في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، يواجهون اعتداءات إسرائيليّة أوقعت مئات الشهداء والجرحى مواطنين وعسكريين ومقاومين، وهجّرت عائلات خسرت منازلها وأحرقت ممتلكاتها، ولا شيء يدلّ على أنّ الغطرسة الإسرائيليّة ستقف عند حدّ».
وقال «إنّنا في مواجهة التصعيد الإسرائيليّ الممنهج والخطير والذي شهدنا فصولاّ دامية منه خلال الساعات القليلة الماضية، لا يسعنا سوى تأكيد حقّنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا وكرامتنا بكلّ الوسائل المتاحة، ولا تردّد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات، علماً بأنّنا أبلغنا الدول الشقيقة والصديقة أنّنا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، لأنّنا نسعى إلى استقرارٍ دائمٍ من خلال استرجاع الأجزاء المحتلّة من جنوبنا الغالي، والتزام العدوّ الإسرائيليّ تطبيق قرار مجلس الأمن الدوليّ الرقم 1701 بكلّ بنوده، ولن تنفع كلّ الاعتداءات الإسرائيليّة عن ثنينا عن ذلك».
وأعلن أنّنا «رحّبنا، ولا نزال نرحّب، بأيّ مبادرة تحقّق ما نريده من استعادة لما تبقى من أرضنا المحتلّة، وتعزيز انتشار الجيش عليها بالتعاون مع القوات الدوليّة، لمنع أيّ انتهاكٍ لحدودنا المعترف بها دوليّاً، كي ينعم أهلنا في الجنوب بالاستقرار والأمان، ولا سيّما وأنّهم قدّموا التضحيات من أجل تحرير الأرض. كذلك، فإنّ استثمار ثرواتنا في مياهنا، حقٌّ لا جدال فيه ولا مساومة عليه».