فتشوا عن دور «إسرائيل» في تفجير المرفأ…!
أحمد بهجة
تؤكد كلّ الوقائع والأحداث المتلاحقة منذ حصول التفجير الإرهابي في مرفأ بيروت في 4 آب 2020 أنّ العدو «الإسرائيلي» ضالع في هذا العمل الإجرامي الذي ذهب ضحيته مئات الأشخاص بين شهداء وجرحى فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بعاصمتنا بيروت.
التحقيق القضائي الذي دخل في زواريب السياسة اللبنانية، مما جعله معطلاً ومكربجاً، كان يجب ولا يزال يجب أن لا يغفل وقوف العدو الإسرائيلي خلف استهداف مرفأ بيروت الذي يعرف الجميع أهمية موقعه المميّز على البحر الأبيض المتوسط ودوره التاريخي في حركة الملاحة والتجارة ليس فقط في هذه المنطقة بل امتداداً إلى أوروبا وأفريقيا وكلّ مرافئ العالم.
الهدف الأول الذي سعى العدو إلى تحقيقه هو إلغاء دور مرفأ بيروت وإحلال مرفأ حيفا مكانه، وهذا ما تأكد بوضوح العام الماضي مع الإعلان عن الممرّ الهندي الذي يصل دول شرق آسيا بأوروبا والخليج العربي من خلال اعتماد مرفأ حيفا كبديل عن مرفأ بيروت المُدمّر.
ولا بدّ أنّ الجميع يدركون بأنّ العدو الإسرائيلي لطالما استهدف لبنان بمشاريعه العدوانية، وليس أقلها مشروعه التقسيمي الذي واجهه لبنان في سبعينات القرن الماضي، ثمّ أتى اجتياح 1978 وبعده اجتياح 1982 لجزء كبير من الأراضي اللبنانية، وتنصيب رئيس للجمهورية على أساس أنّ لبنان دخل في العصر الإسرائيلي، لكن المقاومين كانوا له بالمرصاد ووضعوا حداً لذلك العصر، وأجبروا جيش الاحتلال على الاندحار تباعاً من بيروت والجبل وشرق صيدا وجزين وصولاً إلى التحرير الكبير عام 2000 والانتصار المدوي عام 2006.
اليوم يحاول العدو الإسرائيلي مجدّداً استهداف لبنان، لكن الوحدة الوطنية التي تتجلّى بأبهى صورها هذه الأيام (ما عدا قلّة قليلة مرتبطة تاريخياً بالمشروع الصهيوني)، هذه الوحدة التي يجري التعبير عنها في المواقف الوطنية الشاملة والجامعة والمؤيدة للمقاومة التي تدفع الأثمان الغالية جداً في سبيل حماية لبنان والدفاع عن أرضه وسيادته واستقلاله جنباً إلى جنب مع الجيش الوطني تجسيداً للمقولة الذهبية التي رسّخها الرئيس المقاوم العماد إميل لحود خلال توليه قيادة الجيش ثم رئاسة الجمهورية.
انطلاقاً مما تقدّم لا بدّ من أن يأخذ التحقيق بانفجار مرفأ بيروت كلّ هذه المعطيات والحيثيات بعين الاعتبار إذا كانت هناك إرادة فعلية للوصول إلى الحقيقة، وإنصاف الضحايا من خلال إحقاق الحق وإعلاء شأن العدالة، بعيداً عن محاولات البعض لتسييس التحقيق وبالتالي تضييع الحقيقة كما حصل في قضية اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري…