نصرالله في تأبين شُكر: ردُّنا آتٍ وسيكون قويّاً وفاعلاً والانتظارُ «الإسرائيليّ» جزءٌ من العقاب والمعركة
المصانعُ «الإسرائيليّة» في الشمال يُمكن تدميرها في نصف ساعة
إذا انتصرَت «إسرائيل» على المقاومة في غزّة ستتسيّد المنطقة
النَيلُ من قادتنا لن يمسَّ بتصميمنا على مواصلة الطريق
أوضحَ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أنّ «سرّ قوتنا يكمنُ في الاستمرار لأنَّ النيلَ من قادتنا لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق»، مؤكّداً أنَّ الردَّ على اغتيال القائد في «المقاومة الإسلاميّة» الشهيد فؤاد شُكر «آتٍ وسيكون قويّاً ومؤثّراً وفاعلاً وبيننا وبينهم الأيّام والليالي والميدان». وأشار أنَّ الانتظار «الإسرائيليّ» للردّ على مدى أسبوع هو جزءٌ من العقاب والمعركة.
جاءَ ذلك في كلمة للسيّد نصرالله، خلالَ حفلٍ تأبينيّ للشهيد شُكر في الضاحية الجنوبيّة لبيروت وسبقَها خرقُ الطيران الحربيّ للعدوّ “الإسرائيليّ” فوقَ العاصمة والضاحية وعلّق السيد نصرالله قائلاً “قد يلجأ العدوّ أثناء الكلمة إلى خرق جدار الصوت من أجل إخافة الحضور وهذا يدلُّ على أنَّ عقلَه أصبحَ صغيراً جدّاً”. وتطرّقَ في بداية الكلمة إلى السيرة الجهاديّة للشهيد شُكر، وقال “يكمنُ سرُّ قوّتنا في الاستمرار، لأنَّ النيلَ من قادتنا لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق”، مضيفاً “السيّد محسن بدأ مقاتلاً، وسريعاً ما ظهرَت مواهبه القياديّة، وكان حاضراً دائماً في كلّ معارك المقاومة الأساسيّة وهو من الجيل المؤسّس في المقاومة، ولكن إضافة إلى ذلك كان من القادة المؤسِّسين، كما كان على صلة بالعمليّات النوعيّة وخصوصاً الاستشهاديّة منها، كما أنّه ومنذ اليوم الأول لبدء طوفان الأقصى بدأ السيّد محسن بالتحضير والترتيب لمعركة الإسناد وكان موجوداً في غرفة العمليّات طيلة فترة المعركة، كذلك غرفة العمليّات المركزيّة في حرب تمّوز كانت في عهدة السيد محسن ولم يغادرها طوال 33 يوماً”.
وتابعَ “نحنُ نعترفُ بحجمِ الخسارة. وشهادة السيّد محسن خسارة كبيرة، ولكن هذا لا يهزّنا على الإطلاق ولا يوقفنا، والدليل العمليّات المستمرّة والعمليّات الجديدة في مستوطنات وعمقٍ جديدين”. وقال “المستوطنون يسألون ماذا جرى اليوم وفي الأيّام الماضية، هل هو الردُّ على اغتيال فؤاد شُكر؟ ونحن نقول: كلاّ هذا ليس ردّاً على الاغتيال”.
وعن الوضع العام قال السيّد نصر الله “في الآونة الأخيرة تطوّرت ظروفٌ تساعدُ بقوّة على فهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة بنيامين نتنياهو المتطرّف، كتصريح وزير الماليّة الإسرائيليّ الذي اعتبر أنّه من “العدل” قتل مليونيّ فلسطينيّ في غزّة جوعاً إذا لم يرجع الأسرى الصهاينة”، مشيراً إلى أنّه “من التطورات المهمة رفض الكنيست قيام دولة فلسطينيّة، إذ هناك شبه إجماع كبير في كيان العدوّ على ذلك بمعزل عن طبيعة هذه الدولة، وهذه التطوّرات تهمُّ كلّ من يراهن في فلسطين أو في العالم العربيّ والإسلاميّ على مسارٍ تفاوضيّ لإقامة دولة فلسطينيّة وصفعة لهم جميعاً ولكلّ الدول العربيّة التي تتبنّى مبادرةَ السلام العربيّة”.
ولفتَ إلى أنّ “نتنياهو لا يريدُ وقفاً للحرب ولإطلاق النار ويصرُّ على ذلك في كلّ الصفقات ويسعى لتهجير أهل غزّة”، مؤكّداً أنّ “الإسرائيليّ لا يقبلُ بدولة فلسطينيّة حتّى في قطاع غزّة لأنّهم يرون فيها خطراً”.
وأوضحَ أنّ “هناكَ مشروعاً صهيونيّاً يقول لا دولة فلسطينيّة، بينما مشروع جبهة المقاومة فلسطين من البحر إلى النهر وكلّ المشاريع في الوسط ستذوبُ لأنّه لا مستقبل أمامها وغير واقعيّة”، لافتاً إلى أنّ “المشروع في الضفّة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفّة بالقتل والعمليّات والقصف بسلاح الجوّ”، وأنّه “إذا انتصرَ نتنياهو والتحالف الأميركيّ الصهيونيّ على المقاومة في غزّة والضفة سيأتي الكيان القاتل للأطفال للتسيُّد في المنطقة”.
وعن الدور الأميركيّ في الحرب على غزّة، قال السيّد نصر الله، إنَّ “الولايات المتحدة الأميركيّة صمتت على مدى 31 عاماً، والآن حديثها عن إقامة دولة فلسطينيّة كذب ونفاق، لأنَّ أيّ تصويت حول دولة فلسطينيّة في مجلس الأمن يرفع الأميركيّ الفيتو، والأميركي يُخدع العالم بقوله إنّه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب ويعمل للضغط عليه وهذا كلّه كذب لأنَّهم يزوّدونه بأطنانٍ من السلاح”.
وأكّدَ أنّه “لو هُزمت المقاومة في غزّة ولن تُهزم، فلن تبقي إسرائيل أيّ مقدّسات إسلامية ومسيحيّة ولن تبقى فلسطين ولا الأردن ونظامها الحاكم ولا سورية وصولاً إلى مصر”، معتبراً أنّ من “الواجب على كلّ أبناء المنطقة وضع هدف منع إسرائيل من الانتصار في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضيّة الفلسطينيّة والمطلوب المواجهة والتصدّي وعدم التردّد وعدم الخضوع وهذا واجب إنسانيّ وشرعيّ، لأنّ “الخطر الإسرائيليّ لا يُواجَه بدسّ الرؤوس في التُراب والهروب من العاصفة، لأن العدوّ يقاتل بدون خطوط حمراء”، كما أنّ “اغتيال القائدين شُكر وهنيّة هو إنجاز إسرائيليّ، ولكنّه لا يغيّر في طبيعة المعركة وقد جعل ذلك وضعَ العدوّ أصعب، فعمليّات الضفّة تصاعدَت والهجرة العكسيّة ارتفعت إضافةً لضرر على الأصعدة كافّة”.
ودعا “المقاومة في غزّة والضفّة من منطلق الشراكة في الدم والجهاد والمستقبل والناس الشرفاء إلى المزيد من الصبر والصمود”، كما دعا “جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن إلى الاستمرار في إسناد غزّة رغم التضحيات”. ولفتَ إلى أنّ “إيران أُلزمت بالردّ بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانيّة في دمشق، والآن ملزمة أن تردَّ بعد اغتيال الشهيد هنيّة في طهران وليس مطلوباً من إيران وسورية الدخول في القتال”.
ودعا السيّد نصر الله “الدول العربية لأن تستيقظ أمام الخطر الذي يهدّد المنطقة”.
وتوجّه إلى اللبنانيين بالقول “على البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة وهم يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا أقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدوّ” وأضاف “من لا يؤيّدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعن المقاومة في الظهر ولا يُشارك في الحرب النفسيّة ضدّنا”.
وعن الردّ على اغتيال الشهيدين شكر وهنيّة، أكّدَ السيّد نصر الله، أنَّ “حزبَ الله وإيران واليمن ملزمون بالردّ، والعدوّ ينتظر هذا الردّ ويحسب كل صيحة عليه هي الردّ”، موضحاً أنّنا “نتصرّفُ بشجاعة وتأنٍ والانتظار الإسرائيليّ على مدى أسبوع هو جزء من العقاب والمعركة”.
وتابعَ “في الماضي كان العدوّ يقفُ على رجلٍ ونصف على الحدود اللبنانيّة، واليوم تهديدُ حزب الله وإيران جعل إسرائيل كلّها تقف على رجلٍ ونصف”، مضيفاً “أهم جدار صوت نقوم به هو أنّه بمجرد إرسال المُسيّرات تُطلق صفارات الإنذار في كيان العدو”. وأشار أنّ ما يملكُه العدو من مقدّرات ومصانع في الشمال تقدَّر بمليارات الدولارات يُمكن استهدافه وتدميره في أقلِّ من نصف ساعة.
وعن حادثة “نهاريا”، أوضحَ السيّد نصر الله أنّ “مُسيَّراتنا ذهبت إلى شرق عكّا وأحد صواريخ القبّة الحديديّة فشلَ في ملاحقة أحد الأهداف وسقطَ في نهاريا، وحتّى الآن هناك 19 جريحاً”، معتبراً أنَّ “جيشَ العدوّ مُلزَم بأن يوضح ما جرى في نهاريا لأنّه ملزم بردّ وهؤلاء إسرائيليّون، بينما لم يعترف في حادثة مجدل شمس (بخطأ القبّة الحديديّة) لأنّ الاستهداف كان لأهلنا العرب السوريين من الموحّدين الدروز، لأنّه هناك تضليل ومشروع فتنة”.
وبشأنّ ردّ المقاومة على اغتيال شُكر، كشف السيّد نصر الله، أنّ “الوفود تأتي وتضغط اليوم وبعض الاتصالات يأتي من جهّات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال في لبنان وفلسطين”، وأنّ “الأميركيين يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزّة، ولكن مَن يُمكن أن يثقَ بالأميركيين المستمرّين بالنفاق والكذب منذ عشرة شهور؟”، لافتاً إلى أنّ “هذه معركة كبيرة ودم غالٍ وعزيز واستهداف خطير لا يمكن أيّاً تكن العواقب أن تمرّ عليه المقاومة”، مؤكداً “ردّنا آتٍ إن شاء الله وحدنا أو مع جبهة المقاومة”، لكن “نتحدث اليوم بمسؤوليّة وعن مستقبل سنصنعه معاً بصبرنا وتحمّلنا وتوكلنا على الله ودماء شهدائنا”.
وأكّدَ أنّنا “حريصون في لبنان على وطننا وأهلنا، ولكن لا يُمكن أن نُطالَب من أحد بأن نتصرّفَ مع العدوان كما لو أنه ضمن سياق المعركة القائم منذ 10 أشهر، والعدوّ الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد مع لبنان وإيران” وختم “ردّنا آتٍ وسيكون قويّاً ومؤثّراً وفاعلاً وبيننا وبينهم الأيّام والليالي والميدان”.
وألقى نجلُ الشهيد محمد شُكر كلمةَ العائلة، توجّهَ فيها إلى السيّد نصر الله قائلاً “يا سيّدنا المفدّى باسمي واسم أخواتي، اسمح لنا أن نناديكَ يا والدنا، فأنت بعدَه السندُ والأمل، ولي لك رجاء وأمنية، أن تفتحَ طريقي لأكون جنديا على درب والدي الشهيد، لا لآخذ بثأره وإنَّما لأفديكَ بروحي وأكون مجاهداً على طريق الشهداء في كلّ ساحات العطاء التي تقودُها، ولأكونَ تحت رايتك، راية الإمام القائد السيّد علي الخامنئي، ولك منّي مع كلّ أبناء الشهداء وكلّ جمهور المقاومة على مدى الأزمان، نداء وصرخة من أعماق القلوب، بأن لبّيكَ يا نصر الله”.