الاغتيالات… عجز الكيان الأكبر
وفاء بهاني
مع دخول المواجهات بين محور المقاومة وكيان العدو الصهيوني شهرها الحادي عشر تتعمّق أزمات الكيان ويتنامى عجزه الذي بات واضحاً وجلياً، ويضيق إطار خياراته الذي بات محدوداً جداً على كافة المستويات، خاصة على المستوى العسكري والميداني. فبالرغم من كلّ الدعم اللوجستي والعسكري من الولايات المتحدة الأميركية والغرب والدعم الاقتصادي من أغلب الدول ومنها الدول المطبّعة، عجز عن تحقيق أهداف عمليته العسكرية في غزة وعن تحقيق ايّ إنجاز على الجبهة الشمالية مع لبنان وصولاً الى البحر الأحمر وفقا لما يلي:
1 ـ فشل العدو فشلاً ذريعاً في القضاء على المقاومة التي لا تزال تقاتل بوتيرة عالية بعد 11 شهراً من اجتياح غزة.
2 ـ عجزه عن تحرير أسراه من المقاومة الفلسطينية الذين يشكلون العنوان الأكبر لعدوانه على غزة.
3 ـ إخفاق العدو الكبير في وقف صواريخ المقاومة التي تستهدف مواقعه ومستوطنات غلاف غزة.
4 ـ استنزاف جنوده وضباطه على الجبهة الشمالية وعجزه عن وقف تلك الجبهة وإعادة مستوطني الشمال الى المستوطنات نتيجة ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة الاسلامية في لبنان.
5 ـ إخفاقه في فك الحصار في البحر الأحمر وفتح باب المندب وخلفه الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والغرب.
أمام كلّ هذا الفشل الذريع والإخفاقات الكبيرة لجأ الإرهابي نتنياهو اللاهث وراء «نصر» موهوم لم يحققه رغم كلّ إجرامه… لجأ الى خيار اغتيال واستهداف قادة المقاومة، وهو الخيار الذي يعتقد أنه قد يرمّم صورته وصورة جيشه التي هشمتها المقاومة فكان اغتيال القائد الجهادي الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد الكبير اسماعيل هنية، لكن نتنياهو رغم ذلك لم ينجح في تحقيق أهداف عدوانه، فالاغتيال لم يحرّر له أسيراً واحداً ولم يعِد مستوطني غلاف غزة وشمال فلسطين إلى المستوطنات التي هجروها، ولم يوقف عمليات المقاومة او يخفف من زخمها.
جاءت عمليتا الاغتيال في الضاحية الجنوبية وفي طهران بعد انكشاف كذب العدو في ما خصّ اغتيال القائد العسكري الكبير في حركة حماس محمد الضيف، وهو ما تبيّن أنه مجرد وهم يبثه نتنياهو المهزوم والمأزوم، وصاحب الصورة المهشمة، لذلك أراد من الاغتيالين أن يُرمم هذه الصورة بمساعدة من الإعلام الغربي وبعض العربي. إضافة الى استهداف القوات الأميركية لقوات من اللواء 47 ضمن الحشد الشعبي بغارة في محافظة بابل، للتأكيد على شراكة أميركا والغرب في العدوان على المنطقة.
وبالرغم من نجاح الكيان في اغتيال القائدين لكن هذا لا يعني انه سجل انتصاراً على المقاومة خاصة أنّ هناك شواهد تاريخية في هذا الصدد مع العدو، فعندما اغتال العدو الاسرائيلي أمين عام حزب الله السابق السيد عباس الموسوي، وعندما أقدَم على اغتيال أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا، ولاحقاً عندما اغتال مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين في غزة… لم يحقق انتصاراً ولم ينهِ المقاومة التي اشتدّ بأسها وزادت صلابتها وباتت أكثر قوة وإصراراً على إكمال مسيرة التحرير وما نشهده اليوم من ثبات محور المقاومة الذي يتصدّى للعدوان على مدى 11 شهراً وهي فترة زمنية عجزت عن الصمود فيها جيوش عربية في مواجهة العدو لهو أكبر دليل على فشل خيار الاغتيال وعدم جدواه في تحقيق أيّ انتصار أو إنجاز لنتنياهو العاجز على قتل فكرة المقاومة، التي نتوارثها جيلاً بعد جيل ومع إرث كبير ووصية مقدّسة تقول: لا سلم ولا سلام ولا مفاوضات مع قتلة الأطفال، وانّ زوال هذا الكيان السرطاني وعد إلهي وحتمي سيتحقق وانٍ دماء شهدائنا تتوقد وتؤجّج مقاومتنا للعدو وتعطيها دفعاً أكبر حتى تحرير فلسطين من البحر الى النهر…